هل تعلم أن الاسفلت الطبيعي خليط مؤلف من مواد كلسية أو سلسية مشبعة بالقار. وهو مادة صلبة ذات لون بني ضارب إلى السواد تلين بين 50° مئوية و100° مئوية. ويستخدم الاسفلت في مختلف أنحاء العالم لتعبيد الشوارع والطرقات.
صناعة الأسفلت
تعتبر صناعة الأسفلت من أهم الصناعات التي ساهمت في تسهيل الانتقال بين الشعوب فلولا الطرق المعبدة لما استطاعت السيارات قطع المسافات الطويلة سواء داخل البلد الواحد أو بين بلد وآخر، وكذلك الطائرات لا تستطيع الإقلاع أو الهبوط إلا على ممرات مغطاة بطبقة من الأسفلت بمواصفات خاصة هذه الناحية تظهر مدى أهميتها تلك الصناعة، ولكن كيف تتم؟ وما هي الخطوات التي يمر بها المنتج منذ أن كان مواد أولية إلى أن أصبح جاهز الاستخدام؟
خطوات صناعة الأسفلت
تمر صناعة الأسفلت بعدة خطوات تتمثل في الحصول على المواد الأولية المتمثلة في الصلبوخ بأحجامه المختلفة والرمال والأسمنت ومادة رابطة بين الجزئيات تسمى (فلر) ثم البيتومين، ويحتاج كل مصنع إلى كمية كافية من السولار، وذلك للحصول على الطاقة اللازمة لتشغيل المصنع.
1- يتم خلط الصلبوخ بالرمال وإدخاله إلى المحمصة التي ترفع درجة حرارة هذا الخليط إلى حوالي 150م.
2- يتم نقل الخليط الساخن إلى الخلاطة المركزية، حيث يتم فصل هذه المكونات عن بعضها بواسطة غرابيل اخلية، وذلك لوزن كل نوع بمفرده لتحديد الأوزان اللازمة من كل مادة لتكوين نسب خاصة يتم على أساسها تحديد كمية (الفلر) والبيتومين المناسبين لإتمام عملية الخلط حسب المواصفات المطلوبة.
ويلاحظ أن عملية الخلط تتم داخل الخلاطة المركزية على دفعات ثم يتم تفريغا إلى سيارات النقل التي تكون متواجدة أسفل الخلاطة المركزية لنقل المنتج النهائي إلى المواقع المستخدمة لهذا الأسفلت فور إنتاجه خوفاً من حدوث تلف له إذا ما تعرض للبرودة.
وفي بعض الأحيان يتم تبطين (تغليف) الصلبوخ بواسة الأسمنت الجاف قبل تسخينه، وذلك بترطيب الصلبوخ بالماء ثم وضع الأسمنت عليه لتغليفه ثم يترك لليوم الثاني قبل بدء العملية الإنتاجية، وتتم هذه العملية في حالتين: إما أن يكون ذلك شرط من الشروط الفنية للمنتج المطلوب من الجهة المستهلكة أو أن يكون نوع الصلبوخ نفسه يستلزم هذه العملية لكي يكون المنتج صالحاً للاستخدام.
مما سبق نكون قد تعرفنا جيداً على كيفية صناعة الأسفلت، ولكن ما هو المردود البيئي من تلك الصناعة، وما هي الآثار السلبية لهذا النشاط على البيئة؟
فنجد أن تخزين المواد الأولية بكميات كبيرة تكون مصدراً لإثارة الغبار عند هبوب الرياح، ثم ينتج من عمل الخلاطة المركزية مواد هيدروكربونية من تسخين البيتومين أثناء عملية الإنتاج، وكذلك ينتج من استخدام السولار والزيوت الخفيفة من إنتاج الطاقة اللازمة لتشغيل المصنع وإنتاج الطاقة الحرارية المستخدمة في المحمصة كثير من المواد المؤثرة على البيئة.
وهذا بالطبع سيكون له آثار سلبية على صحة الإنسان.
ولكن كيف يمكن الحد من هذه الملوثات؟
تمكن العلماء والباحثون بعد إجراء العديد من الدراسات الوصول إلى بعض الوسائل التي من الممكن عند استخدامها الحد من كثير من تلك الانبعاثات الضارة، وهذه الوسائل هي:-
أ- المرسبات الأكتروستاتيكية (معدل الكفاءة من 65% - 99%).
ب- السيكلونات عالية الكفاءة (معدل الكفاءة من 30% - 90%).
ج- السيكلونات العادية (معدل الكفاءة من 20%- 80%).
د- غرف الترسيب (معدل الكفاءة من 10%- 30%).
هـ- استخدام (Bag Filter).
وتقوم الهيئة العامة للبيئة بالزيارات الدورية لهذه المصانع وأخذ العينات وتحليلها للوصول إلى النتائج التي على أساسها يتم إلزام المصانع باتخاذ الإجراءات والوسائل اللازمة للحد من انتشار تلك الملوثات، وكذلك تقوم بمتابعة تنفيذ تلك الإجراءات، وذلك للمحافظة على البيئة وحرصاً على الصحة العامة للمواطنين.