"حاطوا بي واكتنفوني… احاطوا بي مثل النحل.انطفاوا كنار الشوك.باسم الرب ابيدهم! دحرتني دحورا لاسقط.اما الرب فعضدني.تاديبا ادبني الرب والى الموت لم يسلمني" (المزمور 117، 11. 12 – 13. 18).
تتحقق في يسوع حقًا النبوءات القديمة عن خادمٍ متواضعٍ ومطيعٍ يحمل على كتفَيه تاريخ آلامنا كلّه. وقع يسوع أرضًا تحت وزر التعب والقمع وهم يدفعونه الى الأمام قصرًا ومن حوله العنف سائد فخارت قواه. وازدادت وحدته وازداد الظلم. فتقطع جسده وضعفت عظامه.
ونتعرّف من خلال يسوع على تجربة المعتقلين في السجون مع كلّ مفارقاتها غير الانسانيّة. فأحاطوا به واكتنفوه "ودفعوه بالقوّة أرضًا". لا تزال السجون اليوم في حال عزلة ولا تزال منسيّة يتنصل منها المجتمع المدني ناهيك عن سخافات البيروقراطية والبطء القضائي. ويُضيف الاكتظاظ في السجون الى معاناة المساجين معاناةً إضافيّة: فيزداد الألم والقمع الجائر الذّي يُضني الجسد والعظام. ولا يقوى البعض – وعددهم لا يُستهان به- على تخطي هذه المرحلة وحتّى لو تمكن أحد اخواتنا من القيام بذلك، نعتبره "سجينًا سابقًا" فنحرمه فرصة الإندماج مجددًا في المجتمع والعمل.
إلاّ أن ممارسة التعذيب هي الأكثر خطورة وهي لا تزال منتشرة وللأسف في اجزاء مختلفة من العالم وبأشكالٍ مختلفة. وهذه كانت حال يسوع الذّي تعرض هو أيضًا لضرب مجموعة من الجنود وإذلالهم فعذبوه بأكليل الشوك وجلدوه دون رحمة.
لا يزال كلام يسوع صالحًا حتّى اليوم "كنتُ سجينًا فزرتموني" (متى 25، 36). فيسوع موجود في كلّ سجن والى جانب كلّ مُعذب هو الذّي تألم وسُجن وذاق العذاب. يُساعدنا يسوع خلال التجارب الصعبة لكي لا نستسلم للخوف. لا نقف على رجلَينا من جديد سوى معًا برفقة مساعدين صالحين وبمساعدة يدّ المتطوعين الأخويّة ومؤازرة المجتمع المدني الذّي غالبًا ما يجعل من المظالم التّي تحصل بين جدران السجن قضيته.
......
صلاة
أيّها الرّبّ يسوع،
ما من كلماتٍ تصف شعوري
وأنتَ تسقط أرضًا من أجلي.
خطاياي وهفواتي ومواطن ضعفي تجعلني غير أهلٍ لذلك.
وها أنتَ تُجيبُ بحبٍّ كبير!
فبتهميشكَ من المجتمع وقتلكَ من غير وجه حقّ
باركتنا جميعًا للأبد.
طوبى لنا إذ نعيشُ هنا على الأرض معًا بعد ان خلصتنا من الإدانة.
ساعدنا على الايفاء بمسؤولياتنا
واعطنا ان نعيش بتواضعٍ بعيدًا عن أي ادعاء بالقدرة الكليّة
فنولد من جديد لنعيش حياة جديدة بصفتنا مخلوقات سماويّة. آمين.