يشارك عشرات المواطنين المندائيين في البصرة، الثلاثاء، في احياء عيد الخليقة (البرونايا) الذي يستمر خمسة أيام، ويتضمن اقامة طقوس التعميد على شاطئ جزيرة السنباد، وتحضير وتوزيع طعام (الغفران) استذكاراً للموتى من أبناء الطائفة.
وقال المتحدث مجلس شؤون طائفة الصابئة المندائيين في البصرة لؤي الخميسي في حديث لـ السومرية نيوز، إن "معظم أبناء الطائفة في المحافظة توجهوا صباح اليوم الى جزيرة السندباد للمشاركة في طقوس التعميد بمياه شط العرب بمناسبة حلول عيد الخليقة"، مبيناً أن "طقوس سوف تستمر خلال النهار على مدى خمسة أيام متتالية، وهي تتضمن تحضير وتوزيع طعام الغفران (الثواب) بدافع استذكار الأموات من أبناء الطائفة وطلب الرحمة والمغفرة لهم".
وأشار الخميسي الى أن "المندائيين سوف يتضرعون بالدعاء خلال هذه الأيام البيضاء بتحقيق النصر على الإرهاب من قبل القوات الأمنية والحشد الشعبي، وأيام العيد نعتقد انها بيضاء لان الكون خلق فيها".
ويطلق المندائيون على عيد الخليقة باللهجة العامية اسم "البنجه"، وهي كلمة فارسية تعني الرقم خمسة نسبة الى عدد أيام العيد، وهي أيام مقدسة ومضيئة تمثل من منظور مندائي فجر الحياة المكتمل والخلق العظيم الأول، ولا تحتسب أيام الخلق الخمسة ضمن التقويم المندائي، انما هي في العقيدة المندائية كاليوم الواحد.
ويعد عيد الخليقة (البرونايا) واحد من أصل أهم أربعة أعياد سنوية لدى الصابئة المندائيين، والأخرى هي العيد الكبير (دهواربا)، ويوم التعميد الذهبي (الدهفة ديمانه)، وعيد الإزدهار (الدهفة حنينا)، كما يحتفل المندائيون سنوياً داخل العراق وخارجه بثلاث مناسبات دينية أخرى، هي (أبو الفل)، و(أبو الهريس)، و(شيشان عبد).
يذكر أن الديانة المندائية تعتبر من أقدم الديانات الحية في العراق، وأول ديانة موحدة في تاريخ البشرية، وبحسب مصادر تاريخية مختلفة فإنها نشأت في جنوب العراق، ومازال أتباعها يتواجدون في المحافظات الجنوبية، علاوة على إلى منطقة الأهواز فيإيران، كما يوجد عشرات الآلاف منهم في دول أوربية أبرزها النرويج وهولندا والسويد والمملكة المتحدة، حيث هاجروا إليها واستقروا فيها في غضون العقدين الماضيين.
وفي البصرة كان يسكن آلاف المواطنين المندائيين، لكن غالبيتهم هاجروا بعد عام 2003، ولا تتوفر إحصائية رسمية بعدد المندائيين في المحافظة، إلا أن التقديرات تفيد بوجود ما لا يزيد عن 200 أسرة معظمها تسكن في مناطق مثل الحكيمية والعباسية والطويسة، والأخيرة يقع فيها المندي (المعبد) الوحيد للطائفة في المحافظة.
المصدر
www.alsumaria.tv