أمنا مريم العذراء الى السماء بالنفس والجسد، حدث روحاني كبير في أبرشية مار بطرس الكلدانية الكاثوليكية في غرب أميركا، وهو حصاد الوجبة الثانية من ثمار كرم سمنير مار أبا الكبير الأبرشي، الذي هو أول سمنير كلداني صرف خارج العراق.
مثلما حملت الملائكة أمنا العذراء منتقلة الى السماء ومكللة بالمجد السماوي، هكذا حملت الملائكة قلوبنا نحو السماء ذلك المساء ونحن قدام مذبح الرب في كاتدرائية مار بطرس الرسول الكلدانية في سان دييكو، نعيش جواً روحانياً مفعماً بالصلوات والأناشيد والمزامير الطقسية الخاصة حيث تمت مراسيم الرسامة الكهنوتية على يد راعي الأبرشية سيادة المطران الموقر مار سرهد يوسب جمو لتلميذين جديدين وهما الشماسين الانجيليين ديفيد اسطيفان ورويل حنوش، وذلك بعد إتمام 6-7 سنوات من دراستهما الكهنوتية وتخرجهما من جامعة مار يوحنا بولس العظيم الكاثوليكية وسمنير مار أبا الكبير في سان دييكو.
شبّه راعي الأبرشية مار سرهد يوسب جمو السامي الوقار، هذا الإنجاز الروحاني كالجبل العالي، كيف يصعد المرء ليصل الى قمة الجبل، هكذا الكنيسة، أحيانا تصعد فيها قلوبنا عالياً نحو أبانا السماوي، فحدث الرسامة هذا هو ذاك الجبل العالي الذي تصعد فيه قلوبنا وأفكارنا مع الملائكة الى السماء لتمجد وتهلل الرب في ملكوته، فترتاح قلوبنا ونشكر الرب على نعمه.
ان أبرشيتنا العامرة وصلت بكل تواضع وإصرار نحو قمة الجبل في إتمام مشاريعها الروحانية من أجل خلاص نفوس الآلاف من المؤمنين الكلدان من أبناء شعبنا الوالدين في وطنهم الأصلي اميركا، ومن المهجرين اللاجئين القادمين الى وطنهم الثاني ان كان هنا في اميركا او الى أي بلد آخر من بلدان الإنتشار.
هكذا اكتظت كاتدرائية مار بطرس الكلدانية ذاك المساء بالمئات من المؤمنين الكلدان وغيرهم، صغارا وكبارا، مع العديد من الضيوف الذين جاءوا خصيصاً لحضور هذه الرسامة المباركة من عدة أماكن خارج كاليفورنيا وخارج أميركا كذلك، ونخص بالذكر وبكل احترام وتقدير وشكر عالٍ قدمه أبينا مار سرهد بحضور الأسقفين الجليلين: مار جبرائيل كساب للمرة الثانية ومشاركته الأخوية مع مار سرهد، حيث كان قد حضر قبل بضعة اشهر لرسامة الكاهنين الشابين أنكيدو سيبو وسايمن أسحاقي في نيسان 2015، كذلك شكر سيادة مار سرهد أخيه العزيز سيادة المطران مار سعد سيروب على قدومه من بعيد وحضوره للمشاركة في مراسيم الرسامة علماً بان سيادة مار سرهد كان قد سمع عن سيادة المطران سيروب كاهناً مباركاً ولكن لم تكن هناك فرصة ان يلتقي به الى اليوم مطراناً وأخا وضيفاً عزيزاً في أبرشيتنا، وهو في انتظاره.
هذا وحضر الرسامة ايضاً سيادة المطران الجليل مار باوي سورو مطران فورتزيانا في خدمة أبرشية مار بطرس، وكذلك كافة كهنة الأبرشية، بالإضافة الى عدد من الكهنة الأفاضل القادمين من أماكن مختلفة.
تمت الرسامة ببركة الرب وبشفاعة أمنا العذراء المنتقلة الى السماء في ليلة عيدها المبارك بفرح مع تصفيق وهلاهل المؤمنين، ومن بعدها انتقل الحضور الى قاعة الكاتدرائية لتهنئة الكاهنين الجديدين ونيل بركتهم.
هنيئاً لأبرشيتنا المزدهرة هذه الرسامة المقدسة وهنيئاً لعوائل الكاهنين، وهنيئاً لكنيستنا الكلدانية جمعاء!!