خلال صراع البشر الطويل من أجل البقاء، وخلال نضالنا المستمر من أجل السيطرة على هذا الكوكب الذي خُلقنا فيه؛ خُضنا – وما زلنا – نخوض معارك وحروب الواحدة تلو الأخرى.
معارك مُختلفة الأشكال والأنواع والغايات؛ لقد حاربنا الطبيعة وظروفها، وكوارثها، وحاربنا الكائنات الأخرى التي تُشاركنا العيش على ظهر الأرض بدءاً من تلك الحيوانات المفترسة التي تفوقنا حجماً وقوة؛ وصولاً للجراثيم والفيروسات التي لا تُرى بالعين المجردة؛ والتي لا تقلُّ خطراً وفتكاً عن أعظم المفترسات وأقواها. لقد حاربنا بعضنا وبَنِي جنسنا وحتى أنفسنا!
ومن بين كل تلك المعارك الضارية؛ هناك حربٌ من نوعٍ خاص. حرب لم يُقدّر لنا أن ننتصر فيها حتى الآن. إنها المعركة القديمة – الحديثة بين الإنسان والسرطان.
ومع أن الأمراض الخطيرة التي تُهدّد البشرية أكثر من أن تُحصى؛ وأن بعضها يقضي على الإنسان بصورةٍ أسرع وأبشع مما يفعل السرطان، لكن يبقى لمرضى السرطان وقع خاص في ذهن أيّ واحد منا؛ حتى عند الأطباء والعلماء.
إنه مرادف للموت المُحقّق – مع أنه ليس كذلك في كثير من الأحيان – وإنه لتجسيد حقيقي للمرض الميؤوس منه – مع أنه ليس كذلك في كثير من الأحيان أيضاً – وربّما يكون في خيال الكثيرين وتصوّرهم؛ هو أبلغ مثال عن عجز الإنسان أمام الطبيعة، وعن وقوف الطبّ حائراً مكتوف اليدين أمام المرض.
إذاً هذه هي الصورة النّمطية التي لدينا عن السرطان، فما هو رأي العلم في ذلك؟ وما هي أخبار الحرب الشّعْوَاء بين الإنسان والسرطان، وما هو جديدها بخصوص تلك القضية؟
حقائق عن السرطان… أسبابه، طرق الوقاية، والعلاج
تتميز الخلايا السرطانية بأنها خلايا شاذّة تنمو وتنقسم بشكلٍ سريع، وغير مضبوط، وتتميز الأورام الخبيثة عن تلك الحميدة؛ بأن حجمها يزداد بسرعة، وتغزو وترتشح في الأعضاء المجاورة، وتنتقل عبر اللمف والدم إلى أماكن أخرى في الجسم، وأنها تُنكس بعد استئصالها.
* هناك بعض الأسباب للسرطان يُمكننا ذكرها كالآتي:-
الأسباب الجينيّة أو الوراثية. فبعد سنوات طويلة من البحوث والتجارب؛ تعرّف العلماء على الكثير من «المورّثات – Oncogenes» التي قد تُسبّب السرطان أو تؤهب له.
أما الشذوذ الموجود هنا فينقسم إلى قسمين:
– وجود مُورّثات مسرطنة مثل المورثة «BRCA1 و BRCA2»؛ أو غياب مُورثات كابحة للتّسَرْطن (مقاومة لحدوث السرطان) مثل غياب «P53» وهو النوع الأكثر شيوعاً.
المُسبب الآخر للسرطان يوجد في العديد من العوامل البيئية المؤهلة لهذا المرض وتُسمّى «مُسرطنات – Carcinogen»؛ ومنها على سبيل المثال؛ «التدخين، والعديد من المواد الكيميائية، والتعرّض للأشعة، وطبيعة الغذاء، ونمط حياة الإنسان ككل».
وإذا ما قارنا السرطان بأي مرضٍ آخر، يدفعنا ذلك للسؤال: ما الفرق الجوهري بين السرطان وغيره من الأمراض؛ والذي جعله مرضاً مُخيفاً إلى هذه الدرجة، وعلاجه صعباً للغاية؟
يُمكننا أن نقول إن ذلك يرجع لسببين رئيسيين؛ هما:
الأول: أسباب السرطان غير واضحة بدقة مثل وضوح أسباب أغلب الأمراض، فبرغم التطور العلمي الكبير في هذا المجال، وحتى بعد اكتشاف الكثير من العوامل المؤهلة، والمُورّثات المُسرطنة؛ مازال الغموض يكتنف جزءاً لا بأس به من أسباب السرطان وطرق نشوئه، وكيفيّة بدايته.
الثاني: يتميز السرطان – كما قلنا سابقاً – بالنكس والانتقال (سواء الموضعي أو البعيد)؛ وهو ما يخلق صعوبة كبيرة في علاجه لأنه وبمجرد انتقال الورم الخبيث إلى أعضاء مختلفة في الجسم؛ فقد أصبح علاجه مُستحيلاً، وأصبحت حالة المريض ميؤوساً منها.
أرقام وإحصائيات مهمّة عن السرطان
قائمة بأشيع الأورام الخبيثة عند الذكور والإناث في الولايات المتحدة
يعتبر السرطان حالياً هو القاتل الثاني بعد أمراض القلب والأوعية، ويُتوقع الباحثون أنه سيصبح القاتل الأول في الفترة المقبلة. وبحسب منظمة الصحة العالمية «WHO»؛ فإن السرطان مسؤول حالياً عن حوالي «15%» من الوفيات بين البشر، وتُقدّر «الجمعية الأمريكية للسرطان -American Cancer Society » أن أكثر من «14 مليون» إصابة جديدة بالسرطان، وأكثر من «8 ملايين» وفاة ناتجة عنه تحدث سنوياً في العالم.
وتشير الإحصائيات التي أُجريت في الدول الصناعية؛ أن الأورام الخبيثة الأكثر شيوعاً، والتي تُصيب الإنسان هي بالترتيب كالتالي:
عند الرجال: بروستات – رئة – كولون.
عند النساء: ثدي – رئة – كولون.
ويعتبر سرطان الرئة والقصبات الهوائية؛ هو أكثر أنواع السرطان الذي يُسبب وفيات عند كِلا الجنسين.
(لا تشمل هذه الإحصائيات سرطان الجلد الذي يشكل بمفرده «40%» من السرطان).
أما عند الأطفال؛ فتتصدر القائمة أنواع سرطان مثل «الليمفوما، وأورام الدماغ»، حيث يُشخّص سنوياً أكثر من «160 ألف» إصابة جديدة بالسرطان عند الأطفال تحت عمر «15 سنة».
* الليمفوما؛ سرطان الأنسجة الليمفاوية.
هذه المعلومات والأرقام السابقة؛ عامة وتشمل كل الأعمار ومختلف دول العالم، وتركّز بشكلٍ خاص على الولايات المتحدة الأمريكية، وبقية الدول الصناعية.
أما إذا أردنا أن ندخل في التفاصيل؛ فسنجد مثلاً أن السرطان الأكثر شيوعاً في اليابان؛ هو سرطان المعدة، وفي إفريقيا سرطان الكبد، وأما في مصر فيعتبر سرطان المثانة من أكثر أنواع السرطان الأكثر شيوعاً وانتشاراً.
وأيضاً على سبيل المثال؛ فإن «الميلانوما – وهي أحد أنواع سرطان الجلد – لا تُصيب الزنوج والعرق الأسود مُطلقاً، بل تصيب الشقر والعرق القوقازي بشكلٍ خاص. وذلك لأن الأشعة فوق البنفسجية هي المسؤولة عن إحداث هذا النوع من الخباثات، وهي تؤثر على الجلد الأبيض أكثر بكثير من تأثيرها على الجلد الأسود.
الوفيات التي يسببها السرطان في العالم إحصائية عام 2012
نختم هذه الفقرة بالقول: أنه ونتيجة للتطور العلمي والطبي ووسائل الكشف المبكر الموجودة في الدول المتقدمة؛ فإن احتمال نجاة مريض السرطان أعلى بكثير من الدول النامية، حيث بلغت نسبة البقاء حياً لخمس سنوات لمريض السرطان في الولايات المتحدة حوالي «66%».
الوقاية من السرطان وطرق الكشف المبكر عنه
في ظل غياب علاج فعال وحقيقي للسرطان حتى الآن؛ ربما يكون السلاح الأكثر فعالية والذي نملكه حالياً؛ هو الكشف المبكر لمواجهة هذا المرض العضال، لأنه وكما قلنا سابقاً عند الكشف المبكر يتحسن الإنذار كثيراً، ويصبح العلاج شافياً تماماً.
ومن أجل ذلك؛ تصدر المنظمات والجمعيات المعنيّة بهذا الأمر؛ توصيات دورية حول طرق تحرّي الأورام الخبيثة.
أمثلة طرق المسح الدورية لتحرّي الأورام…
تنظير هضمي سفلي يظهر كتل مشتبه في خباثتها في الكولون والمستقيم
- تصوير الثدي بـ «الماموغرام» كل سنتين فوق عمر الـ «45 لكل النساء».
- «لطاخة بابانيكولا» لتحرّي سرطان عنق الرحم عند النساء بدءاً من عمر الثلاثين.
- تنظير المستقيم والكولون كل خمس سنوات، وتحري الدم الخفي في البراز كل سنة بدءاً من عمر الخمسين.
- عيار «PSA» والمس الشرجي للبروستات كل سنة عند الرجال فوق عمر الخمسين.
وتذكر المراجع الطبية عدداً من الأعراض التي يجب الانتباه لها؛ نظراً لأنها قد تشير للسرطان ومنها على سبيل المثال:
- نقص الوزن غير المفسر (أكثر من 10% من وزن الجسم خلال 6 أشهر).
- البيلة الدموية غير المؤلمة.
- السعال المُترقي المُعنّد على العلاج والنفث الدموي.
- عسرة البلع المترقية والألم البطني غير المفسر.
- النزف النسائي بعد سن اليأس.
- تغير سريع في مظهر أو طبيعة الوحمات والشامات.
- أي تغير في عادات التغوط أو التبول.
- قرحة لا تستجيب على العلاج خلال 3 أسابيع.
- أي نزف أو سيلان غير طبيعي من فوهات الجسم.
أما طرق الوقاية الأساسية من السرطان؛ فيمكن تلخيصها بعبارة واحدة «
الحياة الصحيّة».
وهذه الحياة لها هيئة تتمثل في «الغذاء الصحي قليل الدسم؛ والذي يحوي كمية كبيرة من الخضار والفواكه والفيتامينات، والنشاط الفيزيائي الجيد الذي يشمل الرياضة المنتظمة، وأهمها المشي اليومي، وتجنب التدخين والكحول والمواد الكيميائية والصناعية الضارة، والتعرض للأشعة».
أما أمثلة المعلومات الأساسية التي يجب أن تكون متوفرة لدى جميع أفراد المجتمع، هي عن ثلاثة أنواع من السرطان، ليس فقط لأن هذه الأورام هي الأكثر شيوعاً؛ بل لنجعلها نموذجاً عن المعلومات التي يجب أن نعرفها جميعاً عن مختلف أنواع الأورام الخبيثة، ولأننا إذا امتلكنا المعرفة الكافية؛ فإن نصف المشكلة قد حُلّت ونصف العلاج قد تم.
أولاً : سرطان الثدي Breast Cancer
هو السرطان الأكثر شيوعاً عند النساء، وله عدة أنواع بحسب الجزء من الثدي الذي ينشأ على حسابه، وأكثر الأنواع مصادفة هو «سرطان الثدي القَنَوي – Ductal Carcinoma»؛ والذي ينشأ في الأقنية اللبنية ويشكل بمفرده «80%» من أنواع سرطان الثدي.
«سرطان الثدي الفُصَيْصِي – Lobular Carcinoma»؛ والذي ينشأ في فًصَيْصات الثدي الحاوية على الغدد المفرزة للحليب.
وأهم الأعراض والعلامات التي قد تشير له هي كالتالي:-
- أي كتلة أو سماكة أو ضخامة في الثدي.
- أي تغيّر أو تشوه في جلد الثدي.
- احمرار أو غور في حلمة الثدي أو تغيّر في شكلها.
- أي نَزْ أو مُفرزات من الحلمة باستثناء الحليب.
- أي ألم في أي جزء من الثدي.
عوامل الخطورة للإصابة بهذا الورم:
- التقدم بالعمر؛ حيث تشاهد أغلب الحالات فوق سن الخمسين.
- القصة العائلية ووجود المورثات المسرطنة «BRCA1 و BRCA2».
- العقم أو عمر المرأة المتقدم عند أول حمل.
- الوزن الزائد – التعرض للأشعة – تناول الكحول.
أهم طرق الوقاية والكشف المُبكر:
- الحمل والولادة في عمر مبكر – الرياضة المنتظمة – الوزن المثالي.
- الفحص الذاتي للثدي الذي تجريه المرأة لنفسها، والفحص السريري الذي يجريه الطبيب المختص.
- تصوير الثدي بـ «الماموغرام – Mammography» بشكلٍ دوري بعد سن الأربعين.
- ومما يساعد في تأكيد التشخيص أيضاً؛ إيكو الثدي و «الرنين المغناطيسي – MRI».
- الخزعة بأنواعها المختلفة «FNA – Core biopsy – open biopsy». وبعد وضع التصنيف وخطة العمل؛ يبدأ العلاج الذي يشمل الجراحة، والعلاج الكيميائي والشعاعي والهرموني.
صورة إيكو تظهر ورم مشتبه بخباثته على حساب الكلية اليمنى
ثانياً: سرطان الرئة Lung Cancer
صورة شعاعية بسيطة للصدر تظهر ما يحتمل أن يكون سرطان رئة
هو أكثر أنواع السرطان التي تُسبب الوفاة، وثاني الأنواع الأكثر شيوعاً عند كلا الجنسين.
فمثلاً في عام 2012 شكّل سرطان الرئة نحو «14%» من كل السرطانات المُشخّصة، و «27%» من وفيات السرطان، ويُصنف لقسمين رئيسيين هما:
- خلايا سرطانية صغيرة – Small Cell Carcinoma.
- خلايا سرطانية غير صغيرة – Non-Small Cell Carcinoma؛ حيث تختلف المقاربة السريرية، وطرق العلاج لكل نوع.
أهم الأعراض والعلامات التي قد تشير له كالتالي:
- السعال المترقي المعنّد على العلاج.
- نفث الدم غير المفسر بأسباب أخرى.
- نقص الوزن والتعب والوهن العام.
أما أهم عوامل الخطورة تكمن في الآتي:-
- التدخين فهو مسؤول عن «90%» من سرطان الرئة، وتزداد احتمالية إصابة المدخنين بهذا السرطان من «15 – 30 ضعف».
- التعرض لبعض المواد الكيميائية مثل «الرادون، والأسبست، والكروم، والسيليكا، والتعرض للأشعة، والقصة العائلية، ونوعية الطعام، وغيرها».
أهم طرق الوقاية والكشف المبكر
– عدم التدخين وتجنب التدخين السلبي، والمواد الكيميائية المُسرطنة.
– إجراء صورة شعاعية بسيطة للصدر، و «CT» للصدر عند المدخنين لأكثر من 15 سنة.
أما أساليب العلاج؛ فهي تتنوع من الجراحة، إلى العلاج الكيميائي والشعاعي.
ثالثاً : سرطان البروستات Prostate Cancerهو أكثر أنواع السرطان الأكثر شيوعاً عند الرجال، ويتميز بكونه بطيء النمو والانتشار، ولا يعطي عادة أي أعراض إلا عندما يصل لمرحلة متقدمة، و 95% منه «غُدّية – Adenocarcinoma».
أهم الأعراض والعلامات التي تدل عليه كالتالي:
- البيلة الدموية غير المؤلمة ووجود الدم في السائل المنوي.
- الزحير البولي وتكرار عدد مرات التبول والتبول الليلي.
- ضعف قوة رشق البول والانسداد البولي.
- ألم الحوض وأسفل الظهر.
- عامل الخطورة الأهم؛ هو التقدم بالعمر.
ومن أهم طرق الوقاية والكشف المُبكر:
- الغذاء الغني بمضادات الأكسدة وفيتامينات .A C E
- المس الشرجي للبروستات لتحري حجمها وقوامها وشكلها.
- قياس نسبة PSA في الدم؛ وهو أحد منتجات البروستات، ويرتفع في عدة اضطرابات وحالات تصيب البروستات؛ كالالتهاب والضخامة الحميدة، والسرطان وبعد إجراء المس الشرجي وتركيب القثطرة البولية.
"تُوصي الجمعية الأمريكية للسرطان بإجراء مس شرجي و PSA مرة كل سنة فوق عمر الخمسين عند كل الرجال."
يشمل العلاج الجراحي لسرطان البروستات طرقاً مختلفة منها؛ الاستئصال الجذري، وتجريف البروستات عبر الإحليل، بالإضافة للعلاج الكيميائي والشعاعي والهرموني.
الآفاق الجديدة لعلاج السرطان
عند الكشف المبكر عن الورم الخبيث؛ تزداد فرص المريض بالنجاة كثيراً، وتبلغ قرابة نحو «90%» في الدول المتقدمة، ويكون الاستئصال الجراحي علاجاً شافياً تماماً ومنقذاً لحياة المريض.
أما في حال كان الورم كبير الحجم، أو مرتشحاً في الأعضاء المجاورة، أو قد أعطى نقائل لأماكن أخرى في الجسم؛ فإن الجراحة لن تستطيع أن تقدم الحل للمريض.
ويتميز العلاج الشعاعي والكيميائي بآثارهما الجانبية الكبيرة جداً؛ دون فائدة تُذكر.
وكذلك فإن العلاج الهرموني لا تستجيب له إلا قلة من الأورام – التي يعتمد نموها على هرمونات الجسم – كسرطان البروستات وسرطان الخصية وبعض أنواع سرطان الثدي.
تُركز الأبحاث الجديدة على نوعين من العلاجات التي قد تشكّل أملاً حقيقياً لمرضى السرطان في المستقبل…
الأول: هو العلاج الجيني، ونقصد هنا استخدام تقنيات الهندسة الوراثية لتعديل المورثات المسرطنة، وتصحيح الخلل في المورثات الكابحة للأورام، وربما إضافة مورثات جديدة للإنسان تكافح السرطان، لكن هذا المضمار ما يزال جديداً وتحقيق نتائج فعالة من خلاله يحتاج وقتاً طويلاً، وإمكانات مادية وعلمية هائلة، وربما ستشهد الأجيال القادمة نجاح هذا النوع من العلاج.
الثاني:هو ما يسمى بالعلاج الهدفي، ويعني استهداف الخلايا الخبيثة بأدوية خاصة لها القدرة على التعرف على هذه الخلايا وتدميرها دون أن تؤثر على خلايا الجسم الطبيعية. ويبدو أن هذا النوع من العلاج هو الذي يعوّل عليه العلماء في المدى المنظور؛ ومن الأمثلة عليه:
# الإنجاز الطبي المهم الذي أعلن عنه في تشرين الأول عام 2015 من قِبَل فريق علمي تابع لجامعة «كوبنهاغن»؛ والذي اكتُشف صدفةً أثناء محاولة الفريق تطوير لقاح يقي المرأة الحامل من الإصابة بمرض الملاريا، حيث لاحظ هؤلاء الباحثون أثناء التجارب أن أحد بروتينات الملاريا واسمه «VAR2CSA» يلتصق بشدة بخلايا المشيمة عند الحامل (وهي شبيهة كثيراً بخلايا السرطان)، ومن هنا كانت فكرة استخدام هذا البروتين بعد إضافة مادة سامة له «TOXIN» للقضاء على الخلايا الخبيثة.
وقد نجح الدواء الجديد ( VAR2CSA + TOXIN ) في التعرف على الخلايا الخبيثة وتدميرها نهائياً. وعند إجراء التجارب على الفئران وسائر الحيوانات؛ كانت النتائج مذهلة ومبشّرة للغاية، مما دفع هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية للسماح بتجربته على البشر؛ وهو ما يتم حالياً.
وإذا ما حقق نتائج جيدة على الإنسان؛ فسيتم طرحه في الأسواق قريباً، وسيحمل أملاً كبيراً لعلاج السرطان.
ختاماً.. لقد طالت المعركة كثيراً، وزاد عدد الضحايا بشكلٍ مُرعب، ويئس البعض حتى من إمكانية الانتصار فيها، واتجه آخرون نحو الطب البديل أو العلاج الروحي.
ورغم كل ذلك أقول: إنني على ثقةٍ تامة أننا بكل تأكيد سنشهد اليوم الذي سينتصر فيه الإنسان على السرطان، وربما لن تكون بعيدة تلك اللحظة، والتي سيُكتب فيها الفصل الأخير من هذه الحرب.
يمكنك مشاهدة هذا الوثائقي الذي يشرح القصة.
المصدر
www.arageek.com