مقالات الكاتب محمود عبد الرحمن
موقع كووول
أكرم برشلونة وفادة خيتافي -القادم من مدريد- بنصف دستة أهداف نظيفة في المباراة التي جمعت بينهما لحساب الجولة الـ29 من الدوري الإسباني، الذي ظلت صدارته في قبضة الفريق الكتلوني.
برشلونة | واقعية إنريكي، وسلبية مستمرة!
■ في رأيي منظومة هجوم برشلونة لن تتأثر بغياب أي من أضلاعها كما حدث بإراحة لويس سواريز، طالما أن الثنائي الآخر «ميسي ونيمار» في حالتهم، فالعطاء سيستمر. ميسي غاب عن جزء من الموسم وتألق «سواريز، نيمار»، لذا غياب أي ضلع لن يؤثر على منظومة الهجوم.
■ على العكس قرار لويس إنريكي بإشراك منير الحدادي كان جيدًا في رأيي ضمن تدوير محدود، فبرشلونة دخل في مرحلة الحسم من الموسم، الحدادي يتطور نعم لكن ببطئ، لكنه اليوم كان جيدًا، وسواريز إراحته كانت ضرورية لأنه كان أكثر اللاعبين مشاركة، والمباراة اليوم كانت في المتناول.
كنت أظن أن لويس إنريكي سيُقرر الدفع بسواريز في الشوط الثاني حتى يتحصل على بطاقة صفراء ستبعده عن مباراة فياريال، لكنها ستضمن مشاركته في الكلاسيكو أمام ريال مدريد، لكن إنريكي مدرب يُفكر بواقعية شديدة وهذا أمر يحسب له، ربما يظن أن حسم مباراة فياريال في المادريجال أهم من الكلاسيكو. ربما!
■ كالعادة يؤكد هجوم برشلونة براعته في «الحركية»، ميسي يتحرك في كل مكان في الثلث الأخير، ويربط معه نيمار، والانسجام بينهما في أوجه، الحدادي اليوم ظهر أيضًا منسجمًا بشكل جيد مع الثنائي، هذه الحركية هي التي تصنع الفارق لبرشلونة.
■ برشلونة اليوم كان بوجهين، فريق حاد دفاعيًا عندما تكون الكرة في حوزة المنافس، برشلونة يظهر وكأنه فريق إيطالي بعقلية الكاتيناتشو، يخنق اللعب يضغط بكل قوة، يضيق المساحات، وما أن يتحصل على الكرة يفتح الملعب ويبدأ الانتشار، ويبدأ العزف! برشلونة يدافع بشكل رائع ويهاجم بشكل أروع.
■ سلبية مستمرة مع برشلونة وهي كثرة ركلات الجزاء المهدرة. برشلونة تحصل على 15 ركلة جزاء فشل في إحراز 8 منها، وهذا رقم كبير للغاية. نعم هناك نسبة توفيق في ركلات الجزاء لكن ليس بهذا الحد، وهنا يجب على إنريكي محاولة النظر في هذا الأمر لا سيما أن برشلونة معرض لخوض ركلات ترجيح إما في نهائي الكأس أو في دوري أبطال أوروبا.
أنا لا أجد غضاضه في ابعاد ميسي عن تنفيذ ركلات الجزاء لفترة ما، لكن في الأخير يجب الإشادة بعقلية ليونيل ميسي، أهدر ركلة جزاء لكنه ساهم في 4 أهداف من الأهداف الـ6 (صنع 3 وسجل هدف)، لم يتأثر بفشله في التسجيل من الركلة.■ يمكن القول إن خيتافي هو أسوأ فريق في الليجا وهي حقيقة أكدتها مباراة اليوم، فريق مستسلم للمباراة قبل أن يدخل، والمدرب فران إسكريبا خرج قبل المباراة ليقول أن فوز برشلونة هو المنطقي! إذًا طالما أن فوز برشلونة هو المنطقي فلا تطالب فريقك بأي شيء، لا بالقتال ولا بالخروج بنتيجة إيجابية، أنت من خلقت "بعبع" لفريقك، وقد ظهر لك.
خيتافي | أسوأ فرق الليجا!
■ نعود لما قدمه خيتافي في المباراة، أدعوكم لمراجعة هدف ميسي الرابع، يُلخص الحالة الدفاعية التي كان عليها خيتافي، ميسي يستلم الكرة ويمهدها، ويفتح لنفسه زاوية التسديد، لا يجد أي مضايقة أمام 9 لاعبين من خيتافي، ومن ثم يسجل! ماهذا؟! هل هذا دفاع فريق يلعب في الدوري الإسباني؟! الأمر نفسه في هدف نيمار الخامس، ميسي ضرب العمق بتمريرته لنيمار دون أي رقابة وبمنتهى السهولة!
لاعبو خيتافي كانوا ينظرون للكرة فقط، كان هناك ضعف واضح جدًا في عملية الضغط على الخصم، يتراجعون ويتقهقرون كلما توغل أي لاعب من وسط برشلونة، والأهم أن تمركزهم كان خاطئاً تمامًا، عناصر برشلونة كانت تضرب تكتلهم بمنتهى السهولة، لأنه تكتل بلا تمركز سليم أو ضغط قوي.
■
على الورق في البداية لعب خيتافي بطريقة 4/3/3، لكن شتان هذه الطريقة التي تبدو فيها عناصر هجومية وفيرة بالمردود الهجومي للفريق. في حقيقة الأمر لم أسمع اسم كلاوديو برافو! لم يتعرض تقريبًا لأي تهديد والسبب هو فشل الفريق في عملية بناء الهجمة! الهجمة تصل عند نصف الملعب وتنتهي بسبب قوة برشلونة في الضغط والاستخلاص، والتمريرات الخاطئة والبطئ في التمرير، وأيضًا لأنه لم يكن هناك أي دعم سواءً من الأطراف أو الوسط، الكل خائف من التقدم للأمام، الكل يقف لا يتحرك، الغريب أن لاعب مثل بيدرو ليون مثلاً وحتى المهاجم ستيفان سكيبوفيتش لديهم قدرات هجومية جيدة نوعًا ما، لكن التعليمات كانت تبدو أن الدفاع أولاً وأخيرًا، لكن حتى الدفاع فشلوا فيه فشلاً ذريعًا، وحتى المدرب إسكريبا سحب الثنائي لأنه يخشى أن تتسع النتيجة، لذلك أعتقد أن خيتافي دخل لمحاولة استقبال أقل عدد من الأهداف لا أكثر ولا أقل!
وحتى إن كنت تريد اللعب بشكل دفاعي، فعليك أن تجعل كل عناصر خط وسطه أصحاب نزعات دفاعية! وأن تضغط بشكل قوي وأن تنتشر بشكل جيد ولا تترك أي مساحات لعناصر برشلونة، لا أن تقف وتشاهد ما يفعله ميسي كما فعل سانتياجو فارجيني في هدف ميسي! الخلاصة فعلاً خيتافي هو أسوأ فريق في الليجا.