لا يمكن أن يقنعني أحد بأن الكارثة الأمنية التي حدثت في ورقلة، مؤخرا، لا علاقة لها بما حدث في ليبيا وعلى حدودنا قبل سنة ونصف.! ولا يمكن أن يقنعني أحد بأن هذه الكارثة الأمنية لا علاقة لها بما يحدث على حدودنا مع مالي. وصدق من قال: من يهن، يسهل الهوان عليه.. ما يجرح الميت إيلام.!
تتذكرون أن ''ثوار الناتو'' وقطر اعتدوا على البعثة الدبلوماسية الجزائرية في ليبيا.. ولم تعالج الحكومة الجزائرية الموضوع بما يتطلبه الأمر من جدية أمنية مطلوبة في مثل هذه الحالات.! بل ذهبت الجزائر إلى قطر، ''الدولة العظمى''، لتتوسط لها عند ثوار ليبيا.! تصوروا.!
وفي مالي، بدأت الحكاية بالاعتداء على القنصلية الجزائرية في شمال هذا البلد.! واختطاف ديبلوماسيين جزائريين.. وظهرت الصعوبة التي تواجهها الجزائر في التحكم الأمني على حدودنا الجنوبية من خلال عدم القدرة على الإفراج على المختطفين لمدة شهور!
لذلك، ليس غريبا أن يصرّح ماليون من أنهم وراء تفجيرات ورقلة.! نعم، ذهب الوقت الذي كانت فيه الجزائر هي التي تلجأ إليها فرنسا وغير فرنسا وأمريكا لإطلاق سراح رهائنها لدى لبنان وإيران، وغير لبنان وإيران.! وجاء الوقت الذي أصبحت فيه الجزائر بحاجة إلى قطر للتحدث مع الليبيين أو الماليين.! إنها التعاسة التي أصبح عليها حال البلاد؟!
قبل التفجيرات التي حدثت في ورقلة، نشرت وكالة الأنباء الفرنسية خبرا قالت فيه: إن مواطنين قطريين قد دخلوا مدينة غاو تحت الحراسة الأمنية لجماعات إرهابية مرتبطة بالقاعدة وعلى علاقة بدوائر أمنية فرنسية وغربية. وبعد ساعات من نشر الخبر، حدث ما حدث في ورقلة، وأعلنت هذه الجماعات مسؤوليتها عن الحادث، أو جزء من المرتبطين بها في القاعدة هو الذي فعل.! وفي نفس الوقت، أعلنت هذه الجماعة عن بسط نفوذها في غاو وتنبوكتو.!
الجزائر التي رفضت التدخل الأجنبي العسكري في المنطقة هي الآن تدفع الثمن.! ولكن يمكن أن نفهم تدخل فرنسا وغير فرنسا في مسألة الإخلال بالأمن في مالي وعلى حدودنا الجنوبية عموما.. لكن ما لم نفهمه أو نتفهمه هو: لماذا تحشر قطر أنفها في هذه المسألة؟! وهل المواطنون القطريون الذين ذهبوا إلى غاو هم أيضا من هواة صيد الحبار، كما هو الحال في بسكرة؟!
ما حدث في ورقلة من تفجير وما حدث في مالي وليبيا من اعتداء على الديبلوماسيين الجزائريين، هو عمل لم يحدث للجزائر، حتى في عزّ أزمتها الأمنية الكبيرة في التسعينيات.!
هل فهتم، الآن، لماذا نركز على مسألة التنديد الإعلامي، حتى الآن، بما تفعله وفعلته قطر من مساس بالأمن على حدودنا الجنوبية والشرقية؟! فهل تكون تفجيرات ورقلة بداية لتعامل جزائري مع من يقومون بالتخلاط على حدودنا الجنوبية؟! لسنا ندري؟!
سعد بوعقبة