هل تعود جنة آمنة؟
الطبيعة الساحرة التي تتميز بها مناطق الأهوار في العراق والمتمثلة في وجود أحياء مائية نادرة تؤهلها لأن تكون مرفقا سياحيا متميزا، خصوصا إذا بذلت مجهودات إضافية لتهيئتها وتنظيم رحلات سياحية من المحافظات الأخرى.
العرب/ذي قار (العراق) - تجذب منطقة الأهوار الواقعة في جنوب العراق سكان المدن الذين يرغبون في استكشاف الطبيعة واستنشاق هواء نقي.
وتعرضت المنطقة للجفاف في السنوات الأخيرة، لكن مع عودة الماء لها ظهرت مجددا النباتات الطويلة وعادت الطيور والأسماك والتنوع الطبيعي للمنطقة وإن كان ببطء.
وتزور أُسر عديدة، لا سيما من محافظات جنوب العراق، الأهوار في عطلة نهاية الأسبوع خاصة منطقة الجبايش في محافظة ذي قار.
الأهوار في العراق تسمية تطلق على منخفضات السهل الرسوبي التي يغمرها الماء نسبيا وينمو فيها القصب والبردي وغيرهما من النباتات المائية ويعرّفها البعض على أنها اصطلاح شائع الاستعمال في العراق للدلالة على البحيرة واسعة الانتشار التي تكون ضحلة وذات اتساع وامتدادات هائلة.
وقال عراقي من البصرة يزور المنطقة مع أُسرته ويدعى راضي عبدعلي “هذه سفرة ترفيهية نقوم بها للهروب من زحام البصرة وضغوط العمل. اتجهنا إلى هذه المنطقة الواسعة التي يكسوها الخضار والماء لنرفه عن أنفسنا، وهي بادرة نقوم بها لتكون نواة لتشجيع السياحة الداخلية في هذه المناطق خاصة أن البصرة خالية من المناطق السياحية، لذلك نحن نشجع أهالي البصرة وكل العراقيين على أن يزوروا هذه المناطق”.
وقال زائر آخر من البصرة أيضا يدعى عبدالمنعم الديراوي، إنه يتعين على هيئة السياحة العراقية بذل المزيد من الجهد لتعريف الناس بالأهوار وتشجيعهم على زيارتها. وأضاف “المنطقة كما ترون جميلة جدا ورائعة وهي آمنة أيضا، وقد شاهدنا زائرين من مناطق مختلفة من كل العراق، من المحافظات الجنوبية وحتى من شمال العراق.. لو اهتمت الدوائر المعنية بالسياحة في هذه المنطقة لازدهرت.. الأهوار منطقة محمية تجتمع فيها مختلف الطيور المهاجرة من مختلف بلدان العالم وهي غنية جدا بالأسماك والطيور وأجواؤها منعشة يحتاجها المواطن العراقي ليستنشق هذا الهواء العليل”.
ويحذر مختصون عراقيون من إطلاق سياحة عرجاء بالأهوار، نتيجة ضعف الخدمات الرئيسة فيها وتـردي واقعهــا حاليا.
وقال سلام عبدالنبي، وهو من سكان هور الجبايش ويجوب أنحاء المنطقة بقاربه الصغير، إن المنطقة بحاجة إلى منشآت مثل المظلات التي تحمي الزوار من حرارة الشمس اللافحة والمقاعد التي يستريحون عليها، حاثا الحكومة على أن تولي المنطقة المزيد من الاهتمام وأن تشجع السياحة فيها. وأضاف عبدالنبي “إذا لم يكن الماء موجودا فإن الناس لا يأتون لزيارة المنطقة، ففي الصيف حين يجف الماء لا تجد أحدا هنا، ومنذ عاد الماء للمنطقة رجع إليها الطير وتراقص السمك كأنه يستقبل الزائرين، لذلك نطلب من الحكومة والجهات المسؤولة أن تجهز المنطقة لتصبح مكانا ترتاح فيه العائلات الزائرة للمنطقة”.
وقال زائر آخر للأهوار من البصرة يدعى فائز ناصر الكنعاني، إن المنطقة تساعده على الاسترخاء ونسيان ضغوط الحياة اليومية في المدينة. وأضاف “هذه الزيارة تأتي في إطار كسر إيقاع الحياة بالمدينة التي تقل فيها عوامل الترفيه، فعندما ندخل الأهوار يغمرنا هدوء الطبيعة ومشاهد الطيور والجواميس بمختلف أشكالها، إنها الطبيعة المتجددة”.
وجدير بالإشارة إلى أن منطقة الأهوار التي تتغذى من نهري دجلة والفرات، تعتبر محطة استراحة للطيور المهاجرة من سيبيريا إلى أفريقيا كما أنها موطن للجاموس والبقر والطيور والأسماك وهي بذلك كنز من كنوز الأرض، استوطنها السومريون وفيها أنشأوا حضارة بقي منها القليل من الأطلال وكان ذلك خلال الألف الرابع قبل الميلاد. ويتوقع مختصون عراقيون في مجال البيئة أن تكون محمية الأهوار الوسطى منطقة سياحية عالمية لما تشتمل عليه من مقومات إحيائية وطبيعية خلابة، إذا لاقت اهتماما وأنجزت فيها مشاريع تمكنها من الارتقاء بواقعها الحالي