في اليقين والتوكل ، قال الله تعالى : «وبالآخرة هم يوقنون»وقال النبي (ص) : «من أقل ما اوتيتم اليقين وعزيمة الصبر ومن اوتي حظه منهما لم يبال ما فاته من صيام النهار وقيام الليل» وقال (ص) لما قيل له : «رجل حسن اليقين كثير الذنوب ، ورجل مجتهد في العبادة قليل اليقين فقال (ص) : «ما آدمي إلا وله ذنوب ولكن من كان غريزته العقل وسجيته اليقين لم تضره الذنوب ، لأنه كلما أذنب ذنبا تاب واستغفر وندم فتكفّر ذنوبه ويبقى له فضل يدخل به الجنة» وقال (ص) : «اليقين الايمان كله» .
وفي وصية لقمان لابنه : «يا بني لا يستطاع العمل إلا باليقين ، ولا يعمل المرء إلا بقدر يقينه ، ولا يقصر عامل حتى ينقص يقينه» .
وعن الصادق (ع) قال : «ليس شيء إلا وله حد قيل : فما حد التوكل ؟ قال : اليقين قيل : فما حد اليقين ؟ قال : أن لا يخاف مع الله شيئا» .
وقال (ع) : «من صحة يقين المرء المسلم أن لا يرضي الناس بسخط الله ، ولا يلومهم بما لم يؤته الله ، فان الرزق لا يسوقه حرص حريص ، ولا يردّه كراهيّة كاره ولو أن أحدكم فر من رزقه كما يفر من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت ثم قال إن الله بعدله وقسطه جعل الروح والراحة في اليقين والرضا ، وجعل الهم والحزن في الشك والسخط» .
أراد (ع) بقوله ولا يلومهم على ما لم يؤته الله أن لا يشكوهم على ترك صلتهم ايّاه بالمال ونحوه ، ومن كان من أهل اليقين عرف أن ذلك كذلك فلا يلوم أحدا بذلك وعرف أن ذلك ممّا اقتضته ذاته بحسب استعداده وما أوجبته حكمة الله في امره .
وعنه (ع) «إن العمل الدايم القليل على اليقين أفضل عند الله تعالى من العمل الكثير على غير يقين» وعنه (ع) قال : كان أمير المؤمنين (ع) يقول : «لا يجد عبد طعم الايمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وأن مـا أخطأه لـم يكـن ليصيبـه» وأن الضار النافع هو الله تعالى .
وعنه (ع) : «ان امير المؤمنين (ع) جلس إلى حايط مايل يقضي بين الناس فقال بعضهم : لا تقعد تحت هذا الحايط فانه معور فقال أمير المؤمنين (ع) : حرس امرءا أجله ، فلمّا قام سقط الحايط ، قال : وكان أمير المؤمنين (ع) ممّا يفعل هذا وأشباهه ، وهذا اليقين» .
وعنه (ع) قال : كان قنبر غلام عليّ (ع) يحب عليّا حبا شديدا ، فاذا خرج علي (ع) خرج على أثره بالسيف ، فرآه ذات اليلة فقال : «يا قنبر ما لك ؟ قال : جئت لأمش خلفك يا أمير المؤمنين ، قال : ويحك أمن أهل السماء تحرسني أو من أهل الأرض ؟ قال : لا بل من أهل الأرض ، فقال : إن أهل الأرض لا يستطيعون لي شيئا إلا بإذن الله من السماء : فارجع فرجع» .
وقيل للرضا (ع) : «إنّك تتكلم بهذا الكلام والسيف يقطر دما ، فقال : ان لله تعالى واديا من ذهب حماه بأضعف خلقه النمل فلو رامه البخاتي لم تصل إليه» يعني بالسيف سيف السلطان .
وعنه (ع) كان في الكنز الذي قال الله تعالى : «وكان تحته كنز لهما» كان فيه : «بسم الله الرحمن الرحيم عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح ؟ وعجبت لمن أيقن بالقدر كيف يحزن ؟ وعجبت لمن رأى الدنيا وتقلبها بأهلها كيـف يركـن إليهـا» .