دائماً ما تبقى الأفكار والكلمات حبيسة عقل صاحبها ، حتى إذا مات من أجلها انتفضت وانتشرت بين الأحياء .. كأنها تأخذ حياتها من حياته ، وكأن موته أصل وجودها وضريبة وصولها إلى القلوب . والنماذج الدالة على هذا كثيرة جداً ، وسقراط أحد هذه النماذج ..
ما زلت على يقين بأن أفضل عنوان يمكن أن يمثل سقراط هو (الرجل الذي جرؤ على السؤال ) .. الرجل الذي يبحث عن الحقيقة بالسؤال ، حتى إذا شعرت أنه اقترب منها ، وأنها باتت في متناول يديك ، تدرك فجأة أنك ما زلت بعيداً عنها . وأن الطيف الذي ظهر لك من قبل لا يمثل الحقيقة في شيء .