وُلد العربي بن مهيدي في عرش الكواهي بعين مليلة سنة 1923، كان مناضلا صلبا في حزب الشعب الجزائري، من الذين أعدّوا للثورة، كان عضوا في (اللجنة الثورية للوحدة والعمل)، كُلف بالإعداد للثورة في غرب البلاد.

شارك في مؤتمر الصومام وعُيِّن عضوا في لجنة التنسيق والتنفيذ، كلف بالتنظيم في العاصمة. ألقي عليه القبض وعذب عذابا شديدا، وصرخ في السفاح (بيجار) قائلا: "إنني أعاف الموت، لن تأخذ كلمة واحدة مني"، سلخوا جلدة رأسه وهو حي، اغتيل في زنزانته يوم 4/3/1957.
قصيدة الموت في الظهيرة للشاعر العراقي عبد الوهاب البياتي
في حقول النور، من أفق جيد
قطفته يدُ قديسٍ شهيدِ
يد قديسٍ وثائرْ
ولدته في ليالي بعثها شمسُ الجزائرْ
ولدته الريح والأرض وأشواقُ الطفولهْ
وعذاباتُ ربيعٍ في خميلهْ
وانتصاراتٌ وحمّى وبطولهْ
وحماماتٌ وقرآنٌ وليلُ
صامتٌ يمسح عن كفّيْهِ آثارَ الجريمهْ
وعلى الجدران ظِلُّ
فوق عينيه وتربٌ وجنادلْ
فوق عيني ذلك الطفلِ المناضلْ
***
كان في نافذة السجن مع العصفور يحلُمْ
كان سرّا مغـلقا لا يتكلمْ
كان يعلمْ
أنه لا بد هالكْ
وستبقى بعده الشمس هنالكْ
في ليالي بعثها شمسُ الجزائرْ
تلد الثائرَ في أعقاب ثائرْ