مواقف لن انساها !!!
الموقف الاول
في الثامنة من عمري وفي كربلاء في محلة العباسية الشرقية كنت ارتقي منبر الحسين عليه السلام في عشرة محرم الحرام عندما يقام سنويا مجلس العزاء لمدة عشرة ايام ( طفل صغير وصوتي 90% من صوت المرحوم حمزه الزغير )
شجعني على ذلك بيئتي وكذلك كون شاعر اهل البيت الشعبي الكبيرالمرحوم كاظم المنظوركان ( عديل ) اخي وتقارب البيتين من بعض جعل اختلاط العائلتين وثيقا حيث لما انتقلت الى المتوسطة كان المرحوم ياتينا في كل اسبوع ثلاثة اواربعة ايام ظهرا لاكتب قصائده لانه كان اميا لايقرأ ولايكتب بدأت اقرا في صحن الامام الحسين في عزاء البقالين الذي كان يديره ( فالح البقال ومهدي الاموي ) لمدة ثمان سنوات وفي يوم جاءني عرض من موكب اهالي كربلاء المقيمين في بغداد ان اقرا لهم في الاربعين وكان هذا الموكب في خان كبير خلف عمارة قندي حاليا في شارع العباس ( ع )
وبينما كنت على المنبر رأيت اشخاصا فوق السطح وقطعواكيبلات مكبرات الصوت !!! فارتبك المجلس وارتبكت
فختمت المجلس بسرعة ونزلت وما ان وصلت الباب حتى حوطني ثلاث من رجال الامن ! وبيدهم ورقة تعهد بعدم القراءة في المجالس الحسينية ثانية ! فوقعت عليها ولم اصعد المنبر بعدها ابدا !! اذ كان عمري 16 سنه !
الموقف الثاني
كنت خطاطا ناشئا في محافظتي فعلى الرغم من وجود خطاطين كبار الا انني كنت اشهرهم وليس احسنهم !!!انه الحظ !!وذات يوم اغبر جائتني مسلحة ( سيارة تشبه البيكب ) يجلس فيها شرطة او امن بلباس مدني فوقفت امام المحل واستدعاني احدهم باصبعه فخرجت له فرفعوني واجلسوني بالبيكب واحاطوا بي !وسارة السيارة الى مديرية الامن التي كانت تقع خلف المحافظة ! ادخلوني الى غرفة كبيرة في صدرها مكتب يجلس عليه رجل مربوع القامة اشقر ابيض اللون انه ( هارون التكريتي ) بمجرد ان قلت السلام عليكم رفعني احدهم كان بجانبي عند الباب برجله !
تلك لحظات استمتعت بانعدام الجاذبية او الوزن محلقا حتى استقريت على ( القنفه ) المجاورة لصدر المكتب !!!! انا الوحيد الذي اثبت للعالم بان انعدام الوزن ممكن تجربتها في مكان مفتوح وبنفس الضغط الجوي !!! لاادري حينها باي شئ كنت افكر شاب يتيم في السابعة عشر من العمر لااعرف من حياتي شيئا سوى مدرستي ومحلي وصحن العباس ! حيث اني تهت في صحن الحسين لمدة ساعات !!! فلم اذهب اليه !
صمت رهيب مزقه صوت اغبر هل انت فلان الخطاط ؟
ثلاث مرات افتح فمي لاقول نعم لااستطيع ( ماكواوتار صوتيه هواء الرئتين يطلع مكابل !) فأومأت برأسي فاخرج من درج مكتببه ( فايلا ورديا ) وفتحه واذا به اوراق بها رسومات مسيئة لاحمد حسن البكر وعبارات مسيئة للبعثيين كلها مطبوعة بالالوان طباعة رائعة في وقت ان في العراق ليس لدينا طبع ملون !!
وقال واثقا : اخرج منها ايهما خطك ؟ وخط جماعتك ! هنا تنفست الصعداء وعرفت الموضوع بانه لايمسني اذ ليس من المعقول ان لايميز بين خط اليد والطابعة ! الا ان يكون ( زمال ابن زمال ) اجلكم الله ! وهم فعلا كذلك !! فقلت له بصعوبة بعد ان استجمعت قواي : انها ليست بخط اليد انها كتبت بالطابعة الملونة وهذا ليس في العراق !
هل انت متأكد ؟ فقلت نعم ! جمعها ثانية وقال : اطلع
صرت ادور في الغرفة ابحث عن الباب فانتبه لي وصرخ مشيرا الى الباب : اطلع !!
باب كبيرة ومفتوحة كيف لم ارها !!! اشلون حظ اغبر الا يصيح عليك !! فخرجت !!!
الموقف الثالث
كان ذلك في نهاية السبعينات وكنت في محلي انظرالى الشارع وقفت امامي سيارة شرطة ( مسلحة ) بت اتشائم من هذه السيارات ! نزل من خلفها اثنان من الشرطة واتجهوا الى المحل ! فتحوا الباب ودخلوا : انت فلان الخطاط ؟
اجبتهم برأسي ( لاادري كيف يصير الصوت مبحوحا وضعيفا حين ترى شرطيا !!! ) فاجبتهم براسي بأمائة صغيرة !!تقدم احدهم ومسكني من ( ياقتي ) وسحبني نحو الباب والثاني اخرج المسدس وصوبه نحوي !!! واخرجوني من المحل
!! واركبوني في الخلف معهم امام جيراني !! وسارت السيارة مسرعة الا ان خرجت من كربلاء فاحسست بخطر كبير محدق بي فقلت لاحدهم : وين رايحين ؟ فرمقني بنظرة غاضبة وقال : للحله !! فقلت بصوت ضعيف : شكو بالحله ؟
اجابني : انجب !! فسكت ! الذي اتذكره ان المسافة بين كربلاء والحلة 50 او 40 كيلومتر فوالله لقد صارت 5000 كيلومتر !!! لقد قرأت فيها 7770 اية الكرسي 4450 امن يجيب المضطر 3350 ناد عليا مظهر العجائب !!!!
وصلنا الحله وجابت الشوارع والطرقات حتى وقفت اما مبنى حديث هو المحكمه ! ( ثبت عيد ! ) انزلوني بنفس الطريقة التي اركبوني السيارة ! وسيقا للمحكمة !
وادخلوني في غرفة كبيرة يتصدرها رجل وقور ومن جانبيه رجال محترمون محامون !
قال احدهم : سيدي هذا الخطاط الكربلائي جبناه ! صاح بهم : دخلوه
في هذه الاثناء كنت احاول الرجوع للخلف لكي اتكأ على الحائط كي لايكون احدا خلفي ! دفاعا عن مؤخرتي !!! فدفعني احدهم نحوه وفال : هذا سيدي ! تفاجأ الحاكم ونظر الي باستغراب وتفحص وقال ( هاشا وباشا بي ) : انته الذي خطيت محكمة كربلاءوكل ابواب غرفها ؟ لقد كنت البارحة في ضيافة محكمة كربلاء الجديدة واعجبتني اللوحات التعريفية على الابواب انها منسقة وجميلة فسألت عن الخطاط فاعطوني عنوانك !!!! دارة الدنيا بي دوراة عديدة حتى صرت اترنح ولكن يدي ما زالت تشير الى الشرطي الذي اهانني ولساني يخونني فضربت برجلي الارض فانطلق اللسان ! :
ابهذه الطريقة المهينة تستقدمونني لكي اخط لكم المحكمة الجديدة ؟ لقد اهانوني امام جيراني وامام الناس ! وخرجت !!!