اقتحمت الشرطة التركية مقر صحيفة زمان المعارضة بعد ساعات من إعلان محكمة تركية وضع الجريدة تحت سيطرة الدولة، فيما وصفت وزارة الخارجية الأمريكية سيطرة الدولة على الصحيفة بأنه حلقة جديدة في مسلسل من القرارات المثيرة لـ"الانزعاج" التي تتخذها الحكومة التركية.

واقتحمت الشرطة المبني، مساء أمس، وأطلقت قنابل الغاز على المحتجين الذين تجمعوا خارج المبني.

وتعرف الصحيفة بصلاتها مع حركة "حزمت" التي يتزعمها رجل الدين التركي المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولين.

وتتهم تركيا الحركة بأنها إرهابية، وسبق أن اتهم أردوغان غولين بمحاولة قلب نظام الحكم في تركيا.

وكان غولين وإردوغان حلفاء في السابق ولهما نفس الخط الفكري إلى أن حدث بينهما خلاف.

وتتعرض الحكومة لانتقادات دولية متزايدة بسبب تعاملها مع الصحفيين.

وكانت محكمة في اسطنبول وضعت يدها على صحيفة "زمان"، الواسعة الانتشار، في خطوة تزيد من القلق على أوضاع حرية الصحافة، ولم تعط المحكمة أسبابا لقرارها، لكن الصحيفة اشتهرت بانتقاداتها للرئيس رجب طيب أردوغان.

وتجمع مئات من مؤيدي الصحيفة خارج مكاتبها للاحتجاج على سيطرة الدولة عليها، وحمل أحدهم لافته تقول "سنقاتل من أجل حرية الصحافة"، في حين استخدمت الشرطة مدافع المياه والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين.

وكانت صحيفة زمان قد قالت في وقت سابق، إن تركيا تمر "بأظلم وأسوء أيامها فيما يتعلق بحرية الصحافة".

وقال رئيس تحرير الصحيفة آكارجيزمي لوكالة رويترز للأنباء، إن هذه "هي النهاية العملية لحرية الصحافة في تركيا".

ومن جانبها وصفت وزارة الخارجية الأمريكية سيطرة الدولة على الصحيفة بأنه "حلقة جديدة في مسلسل من القرارات القضائية والقانونية المثيرة للانزعاج التي تتخذها الحكومة التركية".

وكانت السلطات التركية قد وضعت يدها على خمس صحف أخرى على صلة بغولين، في حين بدأ أردوغان حملته ضد أنصار غولين بعد أن فتحت بعض الدوائر في الشرطة والنيابة، الموالية لغولين، تحقيقات بشبهة الفساد مع أفراد من المقربين له.

وتحتل تركيا الترتيب الـ 149 ضمن 180 دولة في قائمة حرية الصحافة لعام 2015 التي تعدها منظمة مراسلون بلا حدود لحرية الصحافة في العالم.

كما تقول المؤسسات الإعلامية في تركيا إن أكثر من 30 صحفيا مسجونون الآن في تركيا، معظمهم من أصل كردي.

لكن الحكومة تدعي أن حرية الصحافة في تركيا هي بين الأفضل في العالم.

المصدر
www.alsumaria.tv