جل الناس يعرفون الممالك والإمبراطوريات العظيمة التي مرت بتاريخ البشرية، كالإمبراطورية الرومانية، والعثمانية… لكن هناك أخرى اختفت بشكل شبه كلي من معارف العوام. كان لهذه الممالك والامبراطوريات دور كبير في الـتـاريخ لكنها للأسف اليوم أصبحت منسية.
إليك الآن أربعة أمثلة لهذه الممالك مع معلومات وجيزة عن تاريخها …
مملكة ستراثـكـلايد 450–1093
مملكة ستراثـكـلايد هي مملكة كانت تقع في جزيرة بريطانيا حاليًا، ولا توجد معلومات دقيقة عن ظروف نشأتها. قاومت هذه المملكة المد الجرماني الشرس، والتوسـعات الاسكتلندية، والفايكينغز، قبل أن تـندمج مع مـملكة البيـكـتس في أواخر القرن 11م. كانت من أسرع المـمالك تطورًا في منطقتها وزمنها. نتيجة لذلك، كانت الحياة هناك، خلال العصور المظلمة، أفضل بكثير مما كانت عليه في باقي أرجاء أوروبا. لكن للأسف، حاصـر الفيكـينغز عاصمتها لأربعة أشهر وانتهى الحصار بالقبض على ملك ستراثكلايد، وانهارت المملكة للأبد.
الإمبراطوريـة السـاسـانـية 224–651
قبل نـزول الـديـن الإسلامي ثم قيام دولـة الخلافة، كانت منطـقة الشرق الأوسط تـشهد توالي ظهـور واندثـار الكثير من الدول والامـبراطوريات، العديد مـنها لايزال مـعروفا إلى يومنا هـذا، لكن بعضها قـد نسي. تميز الإمبراطوريـة السـاسـانـية يكمن في قوتها، وتمكنها من إبقاء السيطرة على أراضيها لمدة طـويلة. أرض الإمبراطوريةَ الساسانية أحاطت كل من إيران اليوم، العراق، وأجزاء من أرمينيا وأفغانستان، وأجزاء من تركيا، ومن باكستان.
منذ سنة 622 دخلت الإمبراطوريـة عصر الهبوط، حيث استطاع الإمبراطور البيزنطي هرقل أن يتقدم في الأراضي السـاسـانـية، إلى أن اغتيل ملكها. بعد ذلك، انتشرت الفوضى بشكل كبير في الامبراطورية، وما إن بدأت في استرجاع قواها من جديد حتى وصل مد الفتـوحـات الإسلامية تحت قيادة القائد سعد بن أبي وقاص أحد الصحابة والذي اختاره الخليفة الراشد عمر بن الخطاب. قام العرب المسلمون بفتح بلاد فارس كلها، وبفتح بلاد فارس كانت نهاية الإمبراطورية الساسانية.
سلطنة مغول الهند 1526–1857
بدأت سلطنة مغول الهند عندما انتصر ظهير الدين بابر على إبراهيم لودي سلـطان دلـهي في معركة بانـيبات. كانت تتميز هذه السلطنة بالتعايش الديني، وبلغت أوجها السياسي أثناء عهد السلطان أكبر (1556-1605 م) حيث أصبح يسيطر على كامل بلاد هندوسـتان والبنـغال، بالإضافة إلى باقي الـدول المتواجدة هناك. بعد عدة سنين، تحديدا أثناء حكم اورَنگزيب، بدأت سياسة البلاد تعتمد التمييز العنصري، وانطلاقا من القرن 17 أصبحت الهند تواجه ضغوطا سياسية واقتصادية من طرف البرتغاليين والبريطانيين، وكمعظم الهند، سقطت سلطنة مغول الهند في يد الحكم البريطاني سنة 1857.
دوقية ليتوانيا 1236–1795
دوقية ليتوانيا دولة أوروبية بدأت سنة 1770. كانت تسيطر على أراضي ليتوانيا وبيلاروسيا وأجزاء من أوكرانيا وروسيا، وفي أوجها أصبحت أضخم دولة أوروبية. قامت دوقية ليتوانيا بالاتحاد مع بولندا، لكن بعضا من حكامها الضعفاء وافقوا على تسليم شؤون تسييرها إلى ملوك بولندا، وانتهى الأمر بإعادة تقسيم البلدين، وأصبحت الدوقية مجبرة على إكمال حربها وحيدة ضد روسيا، أضعفت هذه الحرب من قوة الدوقية وبسببها فقدت أراضيها تدريجيا. أثناء ذلك عرضت بولندا التحالف معها من جديد مع ضمانها استرجاع أراضي الدوقية المفقودة، لكن روسيا أفسدت كل ذلك باحتلال بولندا، ونتيجة لهذا فقدت دوقية ليتوانيا وجودها كدولة مستقلة.
المصادر
54321