نايبيدو عاصمة بورما التي لا يسكنها إلا عمال النظافة!
هل لك أن تتخيل كيف سيكون شعورك عند تجولك بسيارتك في مدينة الرياض في ساعة الذروة ولا يوجد في الشوارع إلا أنت وبعض من عمال النظافة على الطرقات؟ هل تبدو مستغرباً من الفكرة؟ حسناً في نايبيدو عاصمة بورما فإن الوضع مشابهة لهذه الحالة، إذ إن هذه العاصمة الجديدة تم بناؤها سراً من قِبل الحكومة وهي ببساطة مفاجأة للعالم وللبلاد، نظراً لمساحتها الكبيرة ومبانيها الفاخرة وخلوها من السكان تقريباً.
نايبيدو عاصمة بورما التي لا يسكنها إلا عمال النظافة!
المدينة هي بالفعل أكبر بست مرات من مدينة نيويورك، وتفيد التقارير أنه من المفترض أن تكون أكبر من ذلك. كلف بناء المدينة مئات الملايين من الدولارات من أجل تجهيزها وافتتاحها بسرعة في خريف عام 2005.
لكن 10% فقط من المباني مسكونة. وقد وصف عدد قليل من زائريها بأنها أشبه بلعبة فيديو مثل نهاية العالم! والبعض الآخر قال بأنها مدينة شبحية! إذ إن الأشخاص الوحيدين الذين تراهم هناك هم عمال النظافة.
هناك الكثير من الشوارع في نايبيدو، ومعظم الطرق الرئيسية بها تحتوي على ما يصل إلى عشرين ممر واسع. نادراً ما يكون هناك أي حركة مرور في الشوارع عدا بعض من السيارات المستخدمة من قِبل الحكومة. تم تصميم هذه المدينة بحيث يمكن استخدامها من قِبل الطائرات للهبوط عليها.
يمكن لهذه المدينة الجديدة الضخمة إيواء جزء كبير من سكان بورما الخمسين مليون. ولكنه يسكنها فقط حوالي مليون شخص، تقريباً كلهم من موظفي الحكومة.
أجبرت الحكومة جميع موظفيها للانتقال إلى هذه المدينة الجديدة، وأي شخص يعارض ويريد البقاء في مدينته، العاصمة السابقة يانغون، يواجه أكثر من مجرد فقدان وظيفته، إذ إن الحكومة هددت بفرض غرامات ضخمة وكذلك السجن.
بالنظر إلى أنه لم يكن هناك مدارس أو وسائل راحة فيها عندما تم نقل أول دفعة من المسؤولين الحكوميين وأسرهم إلى المدينة الجديدة، فإن الكثير منهم كان يفضل البقاء في العاصمة القديمة.
المدينة الجديدة لم تعزز من حماس هؤلاء السكان الجدد. في الحقيقة فقد تم منح المنازل للموظفين الحكوميين وفقاً لدرجاتهم في الحكومة.
إضافة إلى أنه يمكن معرفة موظفي الحكومة من خلال أسقف منازلهم. على سبيل المثال، فإن موظفي وزارة الصحة لديهم أسقف زرقاء، وموظفي الزراعة لديهم أسقف خضراء.
ولكن مهلاً، فإن هناك واي فاي سريع متاح في جميع أنحاء المدينة. ويعتبر هذا الانترنت هو أفضل انترنت في جميع أنحاء البلاد، فمنذ عام 2011، أصبح المواطنين قادرين على تصفح الانترنت دون قيود حكومية.
على الرغم من أنها استضافت العديد من الأحداث الدولية منذ سماحها للأجانب العيش بها، إلا أن هناك عدد قليل منهم يبقى في المدينة.
ليس من المستغرب أن المستثمرين الأجانب يشعرون بالقلق من الاستثمار في العاصمة الجديدة. وعلى الرغم من اتجاه الحكومة في الآونة الأخيرة نحو الانفتاح، إلا أنها لا تزال تمتلك سمعة سيئة لانتهاكات حقوق الإنسان مثل كوريا الشمالية.
المصدر