ولِألَمِ الروح تَفاصيلٌ
تَعصِف بأركان مايشعرون
يَرحَلونَ عنِ الوطن فيتألمون
وغُربَةُ الروحِ أقسى لو يعلمون
تَضيعُ الأماكن فيبكون
يخسرونَ الأشياء فينتحبون
والأنا تُحاكي الأنا في غُربَةِ المكنون
وهنا أنا
وماقرأتُه من ألم يعتري الكثير من القلوب
أقودُ قَلَمي لأحاكي غُربَةَ الروح
الغربه الحقيقيه لاتعني الأماكن لاتعني الأشياء
فالأرضُ بِساطي والسماءُ غطائي
يُضيءُ القَمَرُ روحي والشَمسُ تبعَثُ دفئاً يحتويني
فمتى نشعر بالغربه الحقيقيه
نشعُر بها
عندما نُعانق الوحده بعهدِ وميثاق
عندما نَجد أن الصمت أبلغ الكلام
تغترب الروح في لمعه ألم بعيونِ طفلٍ يتيم
جَفَتهُ الرحمه من لمسةِ حنان ( أوصانا بها خيرُ الأنام)
لنكون بِالعُمقِ إنسان

تَصرُخ الغُربه ألماً / في إحتياج الروح المُعنَّى
لِصِدقِ المشاعر
لنقاءٍ بالطُّهرِ مُسافِر
لِعِشقِ طاهِر
لأضلُعٍ تحتوينا في زَمَنٍ غابِر
لِدَفعِ يُسَيِّر خطوَنا بوَعدٍ بالأملِ ماطِر
عندما نبكي قِصَصَ العِشقِ والغرام وننسى ونتجاهل
سببَ ذلِكَ الفراق

فلَرُبَّما حِكمه من وراءها بِأن لانلتقي بقلوب تشَوَّهَ داخلها بالغدرِ والخيانه
تغترب الروح عندما تموت براءةُ طِفل في سكَّةِ الضياع التي صَنَعَتها الحروب
فتَقرَأهُ هَلَعاً في دائِرةِ الرُّعبِ المغلَقه يبحثُ عن أمان

في صُراخِ أنثى تَعيشُ عالَماً يَقطِنهُ الوحوش من بني جلدتها
لايعرفونَ الرحمه ويعتلونَ من الجبروتِ قِمَّه
ناسينَ أنّ اللهَ حيٌّ لايموت
تصل الغربه قِمَّتُهـآ /في حُضنِ أب فقدَ إنسانيتُه وبحثُ عن سعادته على حِسابِ أطفالِه


تغترِب الروح عندما تسكن وَطَن لايُؤمِن بفكرَك ولايَحتَضِن
روحك ولايَعتَرِف بعطاءك

تغترب عندما تكون طيَّب القلب فيُفسِّرونَ طيبتك بالسذاجه
تشعُر بالغربه عندما لايقرؤونك بعُمقِ إنسانيتك فيستعصي عليهم أن يفهمونك
تتيهُ النفسُ في غربه عندما ترى الفقراء يأكلونَ فُتاتَ موائد المسرفين
ويضحكونَ ويَلعبون على أنهم متصدّقين
تشعر بالغربه
عندما ترى جمالاً في الخارج وفقرٌ يَسكُن العقلَ والقلبَ والروح
تشعر بالغربه
عندما يكون حدود عالمك فقط
لَيلَك ووحدتك وجدران غرفتك