السُّكون والسَّكينة
والتَّجَرُّد من الغُثاء والقناعات المُسَبِّحة بِعَظَمة ال"أنا".
.هُم مفتاح البوابة التي يقبع خلفها الفِردَوس..!
ما كُنّا نَظُنّ يَوما أننا في رحاب الطفولة مازلنا نَلهو..!
كُنّا نَظُنُّ أننا حُزنا صُكوكا بالنُضج ورجاحة العَقل لحظة أن صِرنا نُشبه الكبار..
وعِشنا.. لا نُبالي.. بالاتزان الذي يتخَلله الكثير من التّأرجُح..
الذي يُنبيء بالارتفاع تارة.. وبالسقوط تارةً أُخرى..!
وعشنا.. أو متنا كذلك عُمرا..!
ثُمَّ توالَت الدُّروس.. والصفعات.. والسقطات.. والضجيج..
ثُّم.. هدوء..!
حين فهمنا أننا بَعدُ ذرات تتطاير.. في فضاء كَون لَم نُحط به علما..
ولم نَر من تفاصيله إلا القليل.. وأنا لم نَكُن أبدا مِحوره ونقطة ارتكازه..!
ولم ننس حينها أن نندهش..!
أن نَعجب ونضرب كَفاً بِكَف..ونحن نُدرِك..
ويكأن ليس كُل النّار تحرِق..!
ويكأن.. ليس كُل الغيمِ يُمطِر..!
لَيسَ كُلُّ الدَّمع يَبكي.. ليسَ كُلّ الفَرحِ يضحَك..!
ليسَ كُلّ مجروح شَهيد.. وليس كُلّ قاتل.. بشيطانٍ مَريد
..!
حينها علمنا.. أنّا مازلنا نَتَتَعتَع في هجاء الكَون..
وأنا لابد أن نَكُفّ عن الضجيج قليلا..
وأن نصمت قليلا.. حداداً على الجهل الذي أماتنا وأحييناه قبل ذلك دَهرا..!
متيقنين أنا لَإن أتينا أبواب العلم بعد أن هَرمنا .. خير لنا من أن لا نأتي أبدا..!
هدوء..!
فالسُّكون.. والسَّكينة.. والتَّجَرُّد من الغُثاء والقناعات المُسَبِّحة بِعَظَمة ال"أنا"..
هُم مفتاح البوابة التي يقبع خلفها الفِردَوس..!