يقف السياح شاغرين أفواههم في دهشة أمام قوة نهر زامبيزي وهو يتدفق في شلالات فيكتوريا ولا يصدقون أن المنطقة تعاني من واحدة من أسوأ موجات الجفاف قط لكن المرشد السياحي باتريك ساكالا يعرف ويدرك أن الأوضاع "ليست جيدة".
فمستوى تدفق المياه في شلالات فيكتوريا الواقعة على حدود زامبيا وزيمبابوي انخفضت إلى أدنى مستوى لها منذ 30 عاما مع تأثر منطقة جنوب القارة الأفريقية بندرة الأمطار وارتفاع درجات الحرارة.
وقال ساكالا، "في هذا الوقت من العام لم تكن تستطيع سماع صوتي وسط هذا الصوت الراعد"، مشيرا إلى أن شلالات المياه المتساقطة بارتفاع مئة متر أي ضعف شلالات نياجرا.
واستطرد "لم تكن لتشهد أي صخور وسط الشلال وقد لا ترى شيئا بسبب الدخان حولك"، مشيرا إلى غلالة من الرذاذ المتصاعد من الشلالات يطلق عليها السكان اسم "الدخان الراعد".
وتقول هيئة مسطحات المياه في نهر زامبيزي، إن بحيرة كاريبا القريبة التي تعتبر أكبر منطقة تخزين للمياه من صنع الإنسان في العالم ممتلئة فقط بنسبة 12 في المائة مقارنة بما بلغ 53 في المائة في نفس الوقت من العام الماضي.
وبحيرة كاريبا هي مصدر لتوليد الكهرباء من مساقط المياه لكل من زامبيا وزيمبابوي وتوفر جزءا كبيرا من احتياجاتهما من الطاقة وأصبح انقطاع التيار يحدث يوميا هذا العام.
وتُلقى مسؤولية الجفاف في جنوب القارة الأفريقية على ظاهرة النينو الحادة التي تغير أنماط المناخ في شتى أنحاء العالم.
وتعرف ظاهرة النينو بأنّها ظاهرة عالميّة طبيعيّة، تختصّ بالمناخ، فتغيّر في درجة حرارة محيط من المحيطات، تؤثّر في منطقة مختلفة وبعيدة كل البعد عنه، وهذه الظاهرة قد تحدث كلّ ثلاث سنوات، وهي من أكثر الظواهر الطبيعيّة المؤثّرة في الأرض خلال الأعوام الأخيرة، وربما تكون الأضخم.
ولظاهرة النينو الكثير من المخاطر على الاقتصاد العالمي، فقد ضربت اقتصاد الكثير من البلدان الفقيرة، وأخرّت من تطوّرها ونموّها، وأدّت إلى وفاة الكثير من الناس حول العالم، وتشريد البعض الآخر، إلاّ أنَّها تسهم في جلب الأمطار إلى بعض المناطق الجافّة في العالم، وأيضاً لجلب الدفء إلى الأماكن الباردة، وربمّا تعدّل من المناخ، وتسهم في انخفاض الحرارة.
المصدر
www.alsumaria.tv