يبدو أن لبن العصفور لم يعد خرافة وأسطورة يتحجج بها البعض عند طلب الأشياء المستحلية! فدراسة أخيرة كشف عنها العلماء في جامعة ديكن كشفت عن بعض الأسرار للحمام وقدرته النادرة على إنتاج الحليب لإطعام فراخه الصغيرة.
لبن العصفور حقيقة وليس خيالاً!
طالبة الدكتوراه ميغان غيليسبي وزميلة أبحاث الدكتور تاسمين كراولي جنبا إلى جنب مع زملاء من معهد جامعة ديكن لأبحاث التكنولوجيا والابتكار وصناعة الثروات الحيوانية على الأرض قاموا بدراسة الجينات المسؤولة عن منح الحمامة قدرة إنتاج الحليب، ووجد الباحثون أن الحمامة مثل الثدييات قادرة على تكوين حليب يحتوي على مضادات أكسدة وبروتينات لتعزيز المناعة والمساعدة في تطوير ونمو الفراخ الصغيرة.
وبحسب ما أفاده العلماء القائمين على الدراسة، فإن الحمام هو واحد من ثلاثة أنواع من الطيور القادرة على إنتاج الحليب لإطعام صغارها كالثدييات والبشر. الطائران الآخران هما طائر النحام وذكر البطريق الإمبراطور. وأشارت الدراسة إلى أن كلا النوعين الذكر والأنثى من الحمام لديهما القدرة على تكوين مادة مغذية تُشبه المادة التي تُنتجها الثدييات لإطعام صغارها. كما أن هذا الحليب مهم جدا لنمو الفراخ الصغيرة وازدهارها وإلا فإنها قد تموت، حيث تتغذى الفراخ على الحليب لمدة 10 أيام بعد فقسها مباشرة.
ويتم تخزين الحليب في حوصلة الطيور التي عادة ما تُستعمل لتخزين المواد الغذائية وتقع بين المريء والجزء العلوي من المعدة. فخلال فترة الرضاعة، تتغير حوصلة الطيور بفعل التغييرات الهرمونية، وعند انتهاء مهمة الإرضاع، تعود الحوصلة لوضعها الطبيعي ومهمتها العادية تماما كما يحصل بغدد إنتاج الحليب لدى الثديات.
مكونات حليب الحمام
وعلى الرغم من دراسات العلماء للقيمة الغذائية لحليب الحمام، لم يتوصلوا إلا إلى شيء قليل عن ماهيته وكيفية إنتاجه. ويبدو أن الحمام قادر على تكوين مادة تشبه اللبن الرائب من خلايا مليئة بالدهون تُبطِّن الحوصلة. هذا الحليب مكون من 60% بروتين، وحوالي 36% من الدهون، وكمية صغيرة من الكربوهيدرات تصل إلى 3% بالإضافة لمجموعة من المعادن والأجسام المضادة.
بعد اليوم، لا يُمكنك أن تعد أحد ما بجلب لبن العصفور ككناية عن الاستحالة في ذلك، فبعد نشر هذه الدراسة، ستكون ملزمًا بإحضار لبن العصفور الحقيقي لمن تعده به!