من قبل حتى ذلك اليوم المشؤوم كنا نظن بأن أيدي التخريب سوف لن تهدأ كما هو فعل الشيطان دائماً ، الإرهاب الفكري والإنحراف الفكري والخروج عن المعقول هي بحساب منطق الأشياء واحد ، قد نختلف مع إيران أو قد نتفق فهذا الأمر طبيعي ، ولكن اللاطبيعي أن نسوق التهم ونحاول إثارة الفتنة لكي نُصيب إيران ببعض الخدوش ، فهذا عمل جبان مستهجن ومُدان ، وقلناها إن إيد خبيثة تحاول تعكير علاقات إيران بمحيطها العربي والخليجي حصراً ، وهذه الأيدي هي إيرانية وفارسية لأنها خسرت الرهان في كل الميادين ،
كما خسر خطابها الفاشل أدواته التعريفية اللازمة ، ولعل هناك في أطراف العرب من يغذي هذه النزعة ويدعمها ويحرض على إيقاد شعلتها ، لكي لا يكون بيننا وبين إيران خطاب سياسي معتدل نُحاكي فيه بعضنا البعض من غير تشنجات أو أحقيات ، والشيرازية هذه الفئة التي كانت عبئاً ثقيلاً وغير محمود ما فتئت تُنكئ الجراح وتثير الفتن وتسب الصحابة وتلعن أمهات المؤمنين ، مروجة لبضاعتها تلك بين أوساط متخلفة ورجال دين متخلفين وإنتهازيين يعيشون على الكذب والخداع والتضليل والدجل ، وتاريخهم في التنافس السلبي مشحون بكل قبيح ويمدهم في هذا الغي أموال الخمس التي تُجبى لهم من تجار الخليج ، وهاهي محطات تلفزتهم تسم عقول أطفالنا ونسائنا وشيوخنا ، وبدل أن تكون كلمتنا سواء يستخدمون كل قبيح للطعن والشتم ، وكما داعش تتطرف في فكرها وتلعن كل شيعي فهي تتناغم معه وتتمادى حتى ويكأنهم من طينة واحدة قبحهم الله .
ودالتنا هنا هو إشعال الحريق بين إيران والسعودية حين اشعلوا النار في السفارة السعودية ، مع إنهم يدرون إن هؤلاء ضيوف يجب تكريمهم وحمايتهم لأنهم في حماية الدولة والشعب الإيراني ، هذا في العرف الدولي وهو لدى المسلمين يجب ان يكون شرعة ومنهاجاً للحياة ، أما وقد قلبوا ظهر المجن ومع شديد أسفي ذهب معهم بعض قليلي الحيلة والدراية حتى كاد الأمر ان يحدث ما لا تحمد عقباه ولن تتحمله المنطقة وهي تعيش نكباتها تباعاً ، والشيرازية لا تمتلك ذلك الفكر الذي يؤهلها للإحترام بل هي ضرب على أوتار الطائفية البغيضة ودعوة لتحميل الناس أرث فاشل لكي تعيشه الشعوب وتتدافع فيه سباً وشتماً ، ولقد قال المرشد خامنئي كلمة حق حين اشار إلى من يحاول تعكير تقدم إيران في ظل الإنفتاح على العالم ، وغذا كنا بالضد مع داعش في سلوكه ودمويته وفكره المتخلف فنحن بالدرجة نفسها ضد الشيرازية لما تحمل من نفس الفكر ونفس التخلف ، وإذا كان المسلمين قد رفضوا داعش لفكرها ولسلوكها فالواجب يدعونا لرفض هؤلاء فهم وإياهم سواء ، ولأن الوقت قد حان فأنا أدعوا الأخوة في إيران للتوجه صوب العالم والتخاطب معه وهم قادرون على ذلك ، وأدعوهم لتفويت الفرصة على زارعي اللؤم وفتح الطريق والعقل ليكون ممهدا أمام العلاقة مع العرب والجيران ، وثقوا إن المرتزقة إلى زوال وإن حكم المنطق والتلاقي هو الذي يجب ان يسود ، وإيران بما تملك من تاريخ وفكر تستطيع كسب الرهان ، من دون عنتريات وخزعبلات وأشياء ليست بالحسبان ، وعلى شيعة العراق التفكير طويلا بما ينفعهم لا بما يضرهم والأشياء كما الأيام دول ...
منقول.