النتائج 1 إلى 9 من 9
الموضوع:

اعتراف أنثى خائفة من حكايا شهرزاد

الزوار من محركات البحث: 28 المشاهدات : 796 الردود: 8
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    صديق مشارك
    (نون)
    تاريخ التسجيل: July-2012
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 60 المواضيع: 8
    التقييم: 11
    موبايلي: n9
    آخر نشاط: 14/September/2012

    اعتراف أنثى خائفة من حكايا شهرزاد


    سلام من الله عليكم .....
    هنا سأرمي بأول حكاية من حكايات شهرزاد....أتمنى ان تليق بكم ..وبمستوى منتداكم الراق ِِِ

    كان يا ماكان .....
    هي ليست شغوفة بما تلقيه الموضة حولها .....
    كان لزاماً عليّ أن لا أشبه شقيقتي التي تكبرني بأربع سنوات , والتي راحت تتنقل بين واجهات المحلات بخفة غريبة , وبلامبالاة بابنها الوحيد الذي اصطحبته معنا للمجمع التجاري ؛ رأيت الطفل يبدي استياءه بشكل فج , وكأنه يصر بأن تتلقى أمه هذا التعبير منه , وتطلقه بعيداً عن هوسها ! في هذه الأثناء قلت لنفسي لقد مد لي هذا الطفل طوق النجاة ؛ أمسكت بذراع الصبي , وأشرت لأمه من دون أن أطلق أي كلمة نحو فمي مشيرة لها بأننا سنذهب لنأكل . لم أنتظر موافقتها , فلقد استمرت في انشغالها , ثم ابتعدت أنا والطفل عنها وتوجهنا نحو تجمع للمطاعم ومجموعة من الطاولات ينتصب على مقربة منها جهاز تلفزيون ضخم , وقد تحلق حوله العديد من الرجال , وهم يتابعون لقاء تلفزيونيا عرفت بعد حين أنه مع أحد المفكرين المعروفين جداً . اقتربت من هذه الدائرة المكتظة بالرجال , ثم سرت في صدري موجة باردة , وكدت أن أقع لأن الجميع هناك التفتوا نحوي وبادروني بنظرات شهوانية , كادت أن تتسبب في هلاكي , وبسرعة توجهت نحو إحدى الطاولات وأشرت لابن اختي بأن يجلس , رحت اتنفس بعمق وأنا أتنقل بعيني بين الجالسين . حتى وصلني صوت التلفزيون , الذي لم يكن قد وصلني قبل ذلك .
    بينما كان الضيف يسترسل في الحديث , وتزداد كثافة أفكاره المتدفقة على الشاشة , أطرق الحضور حتى استكانت العقول لَما يُقال
    ....
    , كان الجو ممزوجاً بالصمت الرهيب , يكفي أن تلقي قطعة معدنية متناهية في الصغر , وستسمع دويها يرتج في الأجواء , الجميع كانوا ينصتون بتمعن , مشدودين للحديث الاستثنائي للضيف الذي أسبغ سحره حتى على المذيع الذي كان يحاوره ويحيك له الهجمات ؛ ما كان غريباً وملفتاً في ذلك الموقف , هو ذلك الرجل الذي كان يشغل طاولة في وسط المقهى المفتوح في المجمع التجاري الهادئ , كان منظراً غريباً بالنسبة لي , فاجأتني تعابير ذلك الرجل على نحو لم أستطع معها أن أفسر أمره المحير.........
    , قد يبدو الأمر مألوفاً وليس به ما يثير , لو كانت اللحظة غير اللحظة , والظرف غير الظرف ! , ما كان يفعله الرجل بدقة أنه كان يجر الدخان من سيجارة بدت وكأنها لعبة في يده , كانت السيجارة تلتف وتدور بين إصبعيه بخفة , وبينما كان الجميع مبهورين بما يقوله ......
    الضيف والمفكر الكبير على الشاشة , كان هذا الرجل وكأنه يعرف كل كلمة قيلت , وكل كلمة ستقال , لا بل كان غير آبه , ولكن ليس بلامبالاة الذي لا يعنيه الأمر , بل كان يتمايل مع الأفكار الملقاة , ويمتصها ثم يعيد إطلاقها مرة أخرى , ما أدهشني أنه كان يداعب فنجان قهوته ولم يكن يتنازع معه كما يفعل الآخرون , كان يضع قدماً على الآخرى غير آبه فيما يبدو فقط ,
    ولكنه كان لا يزيح عيناه عن الشاشة إلا لينظر للبعيد وهو يجر دخان السيجارة , أو عندما يصوبهما نحو القريب عندما يرتشف قهوته ......
    . كان مرناً , كان مستكيناً كتمثال نحاسي لفيلسوف ................................
    .....
    , كان سهلاً كطائرة ورقية بيضاء . ما كان يضفي عليه ميزة شكلية , نظّارته الغريبة الشكل , لكنها وبكل سحر ولا منطقية , كانت مناسبة وفي مكانها بالضبط ؛ في بعض الأحيان كان يدفعها للوراء وهو يطلق يده نحو فنجان القهوة , يرشف رشفة ثم يضم شفتيه ويعود ببصره للشاشة
    , أما في أحيان أخرى كان يلمس أنفه بخفة ويكمل حركة أصابعه بحيث يمررها على طرفي شاربه الشبه محلوق وينزل بها نحو لحيته الخفيفة أيضاً ....
    ؛ ما يثير في الأمر أنه كان يتفاعل بلطف مع بعض الكلمات التي يبدو وكأنها لا تعني شيئاً لكل الحضور , لا بل أكثر من ذلك ربما لم تكن تعني شيئاً لقائلها خلف الشاشة أيضاً , لكنه كان يهز رأسه بشكل خفي.....
    , ويومئ أحياناً كما وأنه يقول بحركة من رأسه : هذه فكرة رائعة وصائبة . شارف البرنامج على الانتهاء , بدا الرجل وكأنه اكتشف ذلك مبكراً قبل الجميع , فلقد استل سيجارة..
    , ولم يعد ينظر للشاشة , ختم المذيع الحوار , وشكر الضيف . بدأ الرجل يتلفت بزاوية ضيقة وبدا وكأنه سينظر للوراء , كاد قلبي أن يقف...!!
    , نظرت بشكل لا إرادي لابن أختي الذي جئت به ليأكل وجبة خفيفة . هاهو يوشك على أان يفعلها . التفت الرجل فالتقت عينانا ..., شعرت بأن الزمن قد توقف مع قلبي , رأيته وكأنني كنت أتأمل وجهه منذ آلاف السنين , لمعت بقعة ضوء حادة في طرف إحدى عدسات نظارته الساحرة ......
    , فحجبت الرؤيا تماماً .

    والـ ديك صااااح ..........فسكتت عن الكلام المباح ....
    ولشهرزاد الف حكاية وحكاية

  2. #2

  3. #3
    صديق مشارك
    (نون)
    ​عفوا يا سيدي

  4. #4
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: December-2011
    الدولة: basrah
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 2,515 المواضيع: 352
    صوتيات: 2 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 1053
    مزاجي: حسب الظروف
    المهنة: ادارة المشاريع الاستشارية
    أكلتي المفضلة: القاسمه الله
    موبايلي: iphone 5
    آخر نشاط: 10/July/2016
    الاتصال: إرسال رسالة عبر Yahoo إلى Mohammed Jumah
    مقالات المدونة: 5
    مبروك لمنتدانا على انضمام درة ادبية رائعة .... تقبلي مروري وتقييمي

  5. #5
    صديق نشيط
    تاريخ التسجيل: June-2012
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 308 المواضيع: 35
    صوتيات: 1 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 83
    آخر نشاط: 20/January/2013
    الاتصال: إرسال رسالة عبر Yahoo إلى علاء العراقي


    رب صدفة خير من الف ميعاد

    زيدينا يا شهرزاد زيدينا
    "
    "
    "

  6. #6
    من أهل الدار
    المتماهي
    تاريخ التسجيل: September-2010
    الدولة: ميسان
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 30,883 المواضيع: 301
    صوتيات: 90 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 31880
    المهنة: دكتوراه/ نقد حديث
    موبايلي: Ultra s24
    مقالات المدونة: 130
    جميل يا شهرزاد .. ننتظر المزيد .. كل الود

  7. #7
    من المشرفين القدامى
    تاريخ التسجيل: July-2010
    الدولة: العراق بلد الانبياء
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 5,846 المواضيع: 443
    صوتيات: 0 سوالف عراقية: 4
    التقييم: 883
    مزاجي: متفائل
    المهنة: معلم جامعي
    أكلتي المفضلة: الحلويات
    موبايلي: صيني
    آخر نشاط: 31/August/2022
    الاتصال:
    قصة رائعة مشكورة شرزاد
    تقييمي

  8. #8
    انتقل الى رحمة الله
    تاريخ التسجيل: October-2011
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 3,075 المواضيع: 100
    صوتيات: 12 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 520
    موبايلي: صرصور
    آخر نشاط: 4/December/2013
    الاتصال: إرسال رسالة عبر Yahoo إلى علي الاسدي
    مقالات المدونة: 21
    جميل جدا شكر لك اختي حكايا شهرزاد

  9. #9
    صديق مشارك
    (نون)
    ​شكرا لكل من وضع حرفا على متصفحي

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال