أصدرت الحكومة العراقية، الاحد، بياناً رسمياً بشأن الاستعدادات لصيانة سدّ الموصل، ودليل إرشادات لتلافي مخاطر إنهيار السدّ، فيما بينت أن المخاطر التي تشير الى أنهياره "ضعيفة للغاية ونادرة الحدوث"، دعت سكان المناطق المحاذية لمجرى نهر دجلة الى تجنب خطر اندفاع مياه الفيضان الى مناطقهم، وأكدت أن الجهات الحكومية ستتخذ الإجراءات اللازمة بموجب مسؤولياتها.
وقالت الحكومة في بيان تلقت السومرية نيوز، نسخة منه انه "بغية ضمان التشغيل الكفؤ لسدّ الموصل، سواء في تأمين الخزين المائي الستراتيجيّ، أو في زيادة الطاقة الإنتاجية من الكهرباء إستعدادا لمرحلة تحرير مدينة الموصل العزيزة، بدأت الحكومة العراقية استعداداتها لترميم السدّ وضمان ديمومة التشغيل الآمن له"، مبينة ان "هذا الاجراء يعد احد التدابير الوقائية المستمرة منذ بنائه عام 1986، وهو السد الأكبر في العراق من حيث توفيره للطاقة الكهربائية وسيطرته على تدفق مياه نهر دجلة الى مناطق المصب".
واضافت الحكومة انه "نتيجة لتعثر الصيانة المقررة لعام 2014 بسبب هجوم داعش الإرهابي على السد، الذي أدى إلى تلف المعدات وخسارة بعض من الكادر المدرب وتوقف أعمال الصيانة طيلة فترة احتلال السدّ، أكدت التقارير الهندسية الحاجة إلى مزيد من الإصلاحات المهمة للحفاظ على عمليات تشغيل وصيانة السد، ولاسيما مع تأمين القوات الامنية العراقية موقع سد الموصل بالكامل واستمرار العمل فيه بشكل طبيعي حالياً".
وتابعت الحكومة انها "عملت على مدار العام الماضي مع الاستشاريين الهندسيين العراقيين والدوليين على وضع خطة لإصلاح السد، وأعدت مناقصات للتنفيذ وتمت الاحالة على شركة هندسية عالمية مرموقة متخصصة في مثل هذه الإصلاحات وسيتم تمويلها بقرض من البنك الدولي، وقد تمّ الاتفاق مع الشركة المنفذة على البدء بأعمال التأهيل خلال الأيام المقبلة"، موضحة ان "الحكومة العراقية وانطلاقاً من مسؤوليتها تولي اهتماما بالغا بسلامة السد ووضع الخطط اللازمة لسلامة المواطنين ودراسة إمكانية نصب أنظمة الإنذار المبكر من أجل الإستعداد الأفضل، حيث وضعت خطة طوارئ للسلامة الوطنية تشترك فيها اجهزة حكومية عديدة، فضلاً عن الدعم الدولي، لمواجهة اي حوادث محتملة".
واكدت ان "المخاطر التي يشير إليها بعض التقارير بانهيار السدّ ضعيفة للغاية، ولا سيما مع التحوطات الفنية والإدارية للجهات المختصة، وأنها نادرة الحدوث، إلا أن تبعاتها الخطيرة لو حدثت تحتم التنبيه واخذ الاحتياطات اللازمة"، لافتة الى ان "الاجراءت الاحترازية هي جزء من خطة السلامة الوطنية، تتخذها الحكومات لإشاعة الوعي بين مواطنيها، دون ربط ذلك بدرجة خطورة الموقف، إذ ان الحرص على إرشاد المواطنين لأية احتمالات، حتى لو كانت نسبة حدوثها شبه معدومة، ينطلق من الإطمئنان على معالجة أي طارىء، لضمان سلامة المواطنين".
وبينت الحكومة انه "تم وضع جملة توصيات احترازية مع الخبرات الوطنية والدولية، لتلافي أي مخاطر محتملة، لا قدر الله"، مشددة على ضرورة "مراعاتها وأخذها بنظر اعتبار المواطنين عامة".
ويتضمن دليل إرشادات لتلافي مخاطر إنهيار سدّ الموصل:-
• أن المخاطر التي ننوه إليها في هذا الدليل تفترض ارتفاع منسوب المياه في السد إلى 319 متراً، وهو أمر غير محتمل، إذ أن ارتفاع المياه في سد الموصل حالياً هو 307 متر، مما يقلل الأخطار التي ندرجها في هذا الدليل بدرجة كبيرة، ولاسيما بالنسبة إلى بغداد.
• فقد يصل عمق المياه في نهر دجلة إلى أكثر من 15 متراً في بعض مناطق الموصل بين ساعة واحدة إلى أربع ساعات من انهيار السدّ، وهو وقت ضيق يستدعي أخذ تدابير عاجلة وحازمة في هذه المدينة.
• أما المدّة المتوقعة لوصول موجة الفيضان إلى تكريت فتكون من يوم واحد إلى يومين، وبغداد بين ثلاثة إلى أربعة أيام حيث سيصل ارتفاع الماء في مجرى النهر إلى عشرة أمتار.
• ويكون على سكّان المناطق المحاذية لمجرى نهر دجلة أن يتجنبوا خطر اندفاع مياه الفيضان إلى مناطقهم. ففي بغداد مثلاً إذا ما وصل مستوى المياه إلى اقصاه في سد الموصل، ربما يؤثر ذلك سلباً على اوضاع أعداد كبيرة من سكانها، ويضطرهم للنزوح من مناطقهم لتجنب تعرض الأبنية للمخاطر، ولدرء الإصابة بالامراض، أما على المستوى الحالي للمياه فإن الاضرار ستكون أقل من ذلك بكثير.
• كما أن البنى التحتية الأساسية ستتأثر بشكل كبير، مما يعيق الخدمات الأساسية ومنها الخدمات الكهربائية. كما ستتأثر الأراضي الزراعية بشكل واسع، ما يتطلب العمل على انقاذ معدات ومكائن المشاريع المختلفة قدر المستطاع .
• إن أفضل وسيلة للسلامة هو بالانتقال إلى المناطق المرتفعة، وعلى ذلك فإن على سكان المناطق الممتدة مع النهر الإبتعاد عنه لمسافة ستة كيلومترات باتجاه المناطق المرتفعة، مع التنويه إلى أن المخاطر في المناطق المحاذية للنهر أو فروعه أعلى من مخاطرها في غيرها من مناطق الفيضان.
• يمكن لسكان الموصل تجنب الفيضان في حال وقوعه بالتحرك بما لا يقلّ عن ستة كيلومترات عن مجرى النهر وتجنب روافده، وبالابتعاد لمسافة لا تقل عن خمسة كيلومترات بالنسبة لسكان تكريت.
• ويحتاج سكان المناطق بين تكريت وسامراء بالابتعاد لمسافة نحو ستة كيلومترات ونصف عن النهر.
• فيما يحتاج سكان سامراء في مناطق غربي النهر إلى الابتعاد بمسافة 6,5 كيلومتر، اما الساكنون إلى شرق النهر فسيضطرون للإبتعاد مسافة أبعد من ذلك بسبب انخفاض مستوى الأراضي لتجنب ما قد تسببه فيضانات القنوات الإروائية.
وتوضح الحكومة انه "في ضوء ما تقدم ستتخذ الجهات الحكومية الإجراءات اللازمة بموجب المسؤوليات المحددة لتأمين الجوانب الآتية:
1. الإبلاغ المبكر، ولاسيما في الموصل والمناطق التي تليها تباعا.
2. تهيئة مستلزمات ومتطلبات اسكان النازحين.
3. تأمين الجوانب الانسانية.
4. تسخير وسائل الإعلام والاتصالات للتوعية والتوجيه.
وكان مجلس الوزراء العراقي وافق، 2 شباط 2016، على إحالة تنفيذ مشروع تأهيل وصيانة سد الموصل إلى شركة تريفي الايطالية.
يشار إلى أن التحذيرات بشأن إمكانية انهيار سد الموصل أكبر سدود العراق تصاعدت خلال الفترة الأخيرة، إلا أن الجهات الحكومية والرسمية تؤكد استمرار عمليات حقن وصيانة السد واستبعاد انهياره خلال الفترة الحالية.
المصدر
www.alsumaria.tv