أريدها قصيرة، شقراء وغبية
هكذا وصف لي فتاة أحلامه التي يبحث عنها.. وعندما نظرت له متعجبةً ضاحكةً، أكد لي أن ما فهمته صحيحاً وأنه يبحث عن امرأة أحد أهم صفاتها أن تكون “غبية”! صدمتني مواصفاته ذلك الأستاذ الجامعي الذي حازت أفكاره وآراؤه على إعجاب الجميع، فكيف يمكن أن يعيش صاحب هذه العقلية مع سيدة غبية!
ليس للتعليم أي علاقة
للأسف فمهما بلغ رقي التعليم ومستواه يظل بعض الرجال يبحثون عن المرأة في صورتها النمطية “أمينة” بطلة سي السيد في ثلاثية نجيب محفوظ “بين القصرين” تلك المرأة التي ليس لها رأي وإنما الأمر كل الأمر بيد الرجل وحده لأنه الأقدر على التفكير والتصرف في جميع الأمور. قديماً كان يسمونها “غير متعلمة” أو “ست بيت” واليوم أُضيف لها توصيف جديد “غبية”، لكلٍ طريقته في التعبير ولكن في النهاية هي ذات الشخصية المطيعة المستكينة التي يبحث عنها كثيرون من الرجال.
الأقل خبرة
يفضلون هذا النوع من النساء لأنها الأقل خبرة فى الحياة والأقل تجارب – على حد اعتقادهم – مما يؤهلها للمنصب الرفيع بأن تحمل اسم “صاحب السمو”، فهي على حد اعتقادهم لا تعرف الكثير من الأمور، اهتماماتها الأساسية تنصب على الجمال والموضة وبعض وصفات الطعام ورعاية الأبناء ولن تخرج عن المنزل وإدارة شؤونه، وبالتالي يُسهل إرضاؤها بنزهة في أحد المولات التجارية أو بدعوة على العشاء في الأيام الرسمية للاحتفال بالحب كعيد الحب وأعياد الزواج والميلاد.
اترك عقلك خارج المنزل
ذلك الرجل المتناقض الذي يصادق المثقفات فى عمله وخارج المنزل حتى يتشارك معهن أطراف الحديث، ويعبر باستمرار عن إعجابه بكفاح الزميلة س وفكر الأخرى ص وحرصهن على تطوير الذات والتعليم المستمر، ولكن هذا كله خارج منزله وبعيداً تماماً عن زوجته، فالمرأة الذكية للإعجاب وتلك الأخرى للزواج.
وهو ذات الرجل الذي تجده بعد مرور بضع سنوات على الزواج يشتكي من زوجته بأن لا هم لها إلا المنزل والأبناء، وينعى افتقاده إلى صديقة يحكي لها عن مشاعره ويناقشها في آرائه في السياسة وفي الحياة العامة، ووقتها يذهب ليبحث عنها خارج المنزل لأنه نسي أنه ترك عقله في الخارج.
المرأة المستقلة متعبة
وهناك اعتقاد خاطىء لدى بعض الرجال بأن المرأة المستقلة عنيدة ومتعبة، لذا فهو يبحث عن شعوره بالسيطرة مع تلك التي تلمع عيناها مع أول معلومة يذكرها لها، تلك التي تشعره دائماً أنه يعرف كل شيء في حين أنها من تتعلم منه كل شيء أيضاً، ولكن هذا غير صحيح فالمرأة هي المرأة مهما وصلت إلى مراتب ودرجات، تحب الإعلان عن ضعفها مع من تحب لتشعر باحتوائه لها، فالضعف الأنثوي جزء أساسي في فطرة الأنثى تستمتع بإظهاره وتميل إليه كما يميل الرجل إلى السيطرة والقبض على زمام الأمور، كما أن مثلها مثل الأخريات تسعد بإطراء على قصة شعرها الجديدة وتفتقد كلمات الرجل التي تذكرها بجمالها وخصوصيتها عنده طوال الوقت.
ضعف الثقة بالنفس
هذا النوع من الرجال غير واثق بنفسه بما يكفي، يقلقه الوعي الزائد للمرأة التي يرتبط بها لأنها تشعره دوماً أن عليه أن يبذل مجهوداً ما ليضاهي معرفتها، عليه أن يطور نفسه باستمرار حتى يظل محافظاً على تقديرها، تخيفه نظرات إعجاب الآخرين بها أو تقديرهم لها مما قد ينعكس بالسلب على شعورها نحوه، هذا أيضاً غير صحيح، فكلمات الإعجاب والإطراء من أي شخص لا تساوي عند امرأة لفتة بسيطة من حبيبها، فعندما تحب المرأة يكون العالم بالنسبة لها في كفتين يتربع حبيبها على إحداهما منفرداً.
المصدر
www.arageek.com