بقلم احمد الياسري
الباحث في الشأن العراقي الذي لا يستطيع ان يفسر الظاهرة الصدرية الحالية اتصور انه غير مطلع بشكل دقيق على الظواهر الاجتماعية العراقية سواء كانت ذات طابع ديني او قبلي او سياسي تأريخياً ، المجتمع العراقي مجتمع لا تستطيع ان تقوده السياسة دون الاعتماد على مرتكزين أساسين ( شيوخ العشائر او شيوخ الدين ) ..
- علي الوردي ناقش كل طبائع المجتمع العراقي لكنه لم يشرح جذور هذه الطبائع او يقارنها بتجارب المجتمعات الاخرى ، المجتمع الإيراني مجتمع مدني لكن ارتباطه بثقافته التاريخية القديمة جعل نزعته دينية ، المجتمع اليمني ايضا ارتباطه بتاريخه العروبي جعل القبلية تسيطر عليه كدول الخليج ، العراق يتصارع به التدين الايراني والقبلية العربية لذلك صعب جدا ان تحكم العراق دون ترتيب أوراقك مع العشائر ورجال الدين .
- العراقيون اول من امن بالمسيح وأول من امن بالتشيع لكن الدولة العلوية والأموية والزبيرية والعباسية لم تحكم سيطرتها على العراق دون ان تنسق مع عشائره ورجال دينه ،، مالك الأشتر شيخ عشيرة والأشعري رجل دين حين تصارعت الدولة العلوية والأموية كان لهذان الرجلان الدور الأكبر بسير حركة الصراع .
- سيطرة الماركسية على العالم ودخلت العراق فاصطدمت بالحوزة والإقطاع ..! حارب الشيوعيون الإقطاع ورجال الدين معاً فخسروا العراق مدى الحياة ... البعثيون اكثر من اجاد اللعب بين الطرفين .. خلقوا صدام بين العشائرية والتدين فاحكموا سيطرتهم على الاثنين .
- لكن ظاهرة انتشار الثقافة الشيوعية في الشارع العراقي تستحق البحث لانها بتصوري كانت ثورة مجتمعية بأطار فكري سياسي ، المجتمع العراقي منتفض على نفسه ،باستمرار ،
- التيار الاسلامي حين اكتسح المنطقة العراقيون استطاعوا ان يخلقوا تجربة عراقية خاصة ، لها بعد مجتمعي تشبه تجربة الشيوعيين بالخمسينات وهي التجربة الصدرية،
- بيئة الشيوعيين بالخمسينات هي نفسها التي انطلق منها التيار في أيامنا هذه( عشائر الجنوب العراقي وامتداداتها في العاصمة وباقي المدن ) باستثناء المناطق السنية والكردية كون التيار شيعي .
- الفقر والانتماء العقائدي واحد ، الصدريون غيروا اسم مدينة الثورة ليؤكدوا ارتباطهم بالصدر ، المتدين واللاعب والفنان في مدينة الصدر صدريون ، مع ان قائدهم رجل دين .. اشبه بارتباط اهالي جنوب لبنان بالسيد نصرالله
- هذه الطريقة بجعل الانتماء السياسي هوية مجتمعية غير موجودة بباقي التيارات ،
- عداء الصدريين لامريكا يشبه عداء الشيوعيين للامبرياليه، شارك الشيوعيين بحكومة عبد الكريم قاسم وشارك الصدريين بهذه الحكومات سلوك وزرائهم متشابه بالتجربتين باستثناء بعض فسدة التيار،
- دخول التيار صراع عسكري مع الامريكان ومتابعة حكومة المالكي له جعلته اشبه بالتنظيم السري وكأن فترة ما بعد صراع الامريكان وخروج قائد التيار لإيران هي فترة غيبة الصدريين الصغرى ، اكتفوا بدعم مرشحيهم للانتخابات ، التيار حين كان يحتل مدن الجنوب عدد نوابه ثابت في البرلمان وحين عاد للحياة بعد خروج الامريكان لم يتغير عدد نوابه وهذا دليل على ان اتباعه ثابتون ولا يتناقصون ...وانه ظاهرة مجتمعية عراقية بقيادة دينية .. وفكر عقائدي
- مليونية الصدريين في التحرير اليوم كانت صورة من صور هذه الظاهرة في المجتمع العراقي قد لا تمتلك منهج التغيير ولكنها بكل تأكيد تملك أدواته ( التنظيم ، القيادة ، القدرة السياسية والعسكرية ) انحياز قوة بهذا التأثير للشارع المطالَب بالإصلاح أصلاً سيفرض طوَّق حماية على حركة الشارع بعد خطط القوى السياسية بالقضاء على المتظاهرين سواء بالناصرية ام الحلة ام بغداد ... لذلك يجب دعمها بتصوري بغض النظر عن حجم مشاركة التيار بالحكومات الىسابقة ، الشيوعيون اشتركوا بحكومات سابقة ولكنهم كانوا يحركون الشارع لتقويم الحكومة وإصلاحها . لم نطلب من الصدريين ان ينقلبوا على الدولة لخصوصية الوضع العراقي ولكن نطالبهم بالانحياز للشارع وليس للنخب السياسية ..
- تخيلوا لو وقف تيار مجتمعي بحجم الصدريين مع حزب الدعوة وفسدة السنة والأكراد ماذا سيحصل ؟
- الدعاية المضادة لحركة انحياز التيار للشارع بتهمة وجود فاسدين منهم بالحكومة بتصوري محاولات لتحييد التيار وعزله عنا نحن المطالَبون بانهاء قبضة الاحزاب المتحاصصة على موارد دولتنا المتبقية .
- الذي راهن على قيادات الحشد الشعبي بدعم التغيير عليه ان لا ينسى موقفهم من المالكي ومدحت المحمود .. يكفي التيار فخرا انهم لم يجلبوا المالكي وتدمير البلد في مظاهراتهم .