مع بداية العام الجديد، أُعلن رسمياً عن احتمال وجود كوكب تاسع ضخم وراء بلوتو. لا يزال أمامنا الكثير لمعرفته حوله، لكن ما نعلمه حقاً هو أنه ضخم.. ضخم للغاية! حيث أن كتلته تبلغ حوالي 10 مرات كتلة الأرض، ومداره يبعد 20 مرة في المتوسط من بعد نبتون من الشمس، أي إنه يدور حول الشمس بمتوسط مسافة 2.8 مليار ميل. ومع كل هذه الضخامة، إلا أنه لم يكتشف إلا مؤخراً، مما يجعلنا نتساءل عن مدى معرفتنا لمجموعتنا الشمسية.
إليك الآن 10 حقائق مثيرة حول هذا الكوكب..
10- قاتل بلوتو هو من اكتشفه
حتى وإن لم تسمع به من قبل، فإنك حتماً على علم بما فعل. إنه (مايك براون) أو “قاتل بلوتو”، عالم الفلك الذي اكتشف جسماً في حزام كايبر والذي يملك نفس حجم الكوكب القزم بلوتو، هذا الاكتشاف أثار جدلاً واسعاً حول تعريف الـ “كوكب”، وانتهى بطرد بلوتو من القائمة. لكن الشخص الذي سلب المجموعة الشمسية كوكباً، قد يمنحها واحداً أخر.
غياب بلوتو قد ترك أثراً كبيراً في نفوس المعجبين بالفضاء بشكل عام والفلكيين بشكل خاص، وها هو الآن هذا الكوكب جاء ليعوض هذا النقص.
9- إنه عملاق جليدي
خلافاً لبلوتو، الكوكب التاسع هو كوكب حقاً، فما يطلق عليه كوكب هو كل جسم يؤثر جاذبياً على الأجسام القريبة منه، بلوتو مثلاً رهين بجاذبية نبتون، أما الكوكب التاسع فهو أكثر كواكب المجموعة الشمسية تأثيراً على جوارها. وبناء على هذا فإن العلماء يعتقدون أنه ليس بالكوكب الصغير أو المتوسط، إنه أكثر وزناً من بلوتو 5000 مرة على الأقل.
ضخامته تلك تعطينا فكرة عن بنيته الفيزيائية. في الواقع، كلما كان الكوكب أكبر كلما كان غلافه الجوي أكثر سمكاً، حيث أن الكوكب يجذب الغازات أكثر فأكثر بظاهرة تسمى بالتنامي. الكوكب التاسع أكبر من كل الكواكب الصخرية، كما أنه أصغر من كل الكواكب الغازية، والدلائل المتوفرة الآن تشير إلى أنه كوكب جليدي.
8- إنه بعيد جداً ..
متوسط المسافة بين الكوكب التاسع والشمس يصل إلى 50 مليون ميل، حوالي 20 مرة المسافة التي تفصل نبتون عن الشمس. لتكون الأمور أوضح قليلاً، المسبار نيو هورايزنز التابع لإدارة الطيران والفضاء الأميركية الذي وصل مؤخراً إلى بلوتو بعد 9 سنوات من السفر عبر الفضاء، يحتاج 54 سنة أخرى من السفر ليصل الكوكب التاسع. هذه المسافة الهائلة تفسر سبب عدم اكتشافه مسبقاً.
7- يحتاج مدة جنونية ليكمل دورته حول الشمس
المدة التي يحتاجها هذا الكوكب ليتم دورته حول الشمس ليست مضبوطة فعلاً، لكن مكتشفه براون وصديقه كونستانتين باتيجين يعتقدان أن دورة واحدة تتطلب ما بين 10 آلاف إلى 20 ألف سنة تقريباً، أي أن السنة في هذا الكوكب تعادل ما بين 10000 إلى 20000 سنة أرضية، بينما السنة في نبتون تعادل 164.8 سنة أرضية.
وبالتالي فإن آخر مرة كان فيها الكوكب التاسع في المكان الذي يتواجد به الآن، كان الماموث لا يزال موجوداً على الأرض!
6- قد يكون قريبا إلينا جداً في إحدى النقاط
بقية النظام الشمسي يبدو حياً صغيراً ودافئاً، مقارنة مع الكوكب التاسع الذي يسبح لوحده بعيداً عنا بمسافة كبيرة، لكن في الواقع الأمر ليس هكذا دائماً.
لنعد إلى عام 2011، لاحظ العلماء أن المجموعة الشمسية تفتقد إلى كوكب عملاق خامس، في حين أن معظم المجموعات تمتلك واحداً، ما افترضه العلماء حينئذ هو أن كوكب المشتري قد سحب هذا الكوكب إلى حقل جاذبيته أثناء الفترات الأولى من حياة المجموعة الشمسية. نتيجة لذلك، قد يكون الكوكب العملاق الخامس الذي تساءل حوله العلماء قد قذف بعيداً عن مدار الشمس. لا يمكننا التأكد بعد إن كان هذا فعلاً هو ما حدث للكوكب التاسع، لكن اكتشاف كوكب ضخم يجول في حافة المجموعة الشمسية هو بالتأكيد تعزيز لهذه الفرضية.
5- قد يساعدنا على القيام برحلة بينجمية
المشكلة التي نواجهها في لسفر عبر الفضاء هي الوقود، فإننا لا نملك وقوداً كافياً للقيام برحلة فضائية في وقت معقول. الكوكب التاسع قد يحل هذا المشكل. تماماً كما استعان رواد أبولو 13 بجاذبية القمر للعودة إلى الأرض، قد نستعين بجاذبية الكوكب التاسع الهائلة للنفاذ بعيداً عن المجموعة الشمسية، بظاهرة تسمى بالمساعدة الجاذبية.
4- نظرية المؤامرة .. دائماً
يبدو وكأن كل مرة يكتشف شيء جديد عن المجموعة الشمسية يعتبروها نذيراً لنهاية العالم. الكوكب التاسع بدوره لم ينج من ذلك، ما إن أعلن عن اكتشافه، بدأ المؤمنون بهذه النظرية يتداولون أنه كوكب نيبيرو أو ما يعرف بكوكب إكس، كوكب الموت الذي سيمر بجوار الأرض ليدمرها بقوة بجاذبيته التي ستسبب زلازل هائلة وأمواجًا ضخمة ستؤدي إلى انقراض الحياة من على وجه الأرض.
إنه ليس من الواضح كيف يمكن أن يدمرنا كوكب أبعد من بلوتو إلى الأرض، لكن دعنا لا نقحم العلم في مثل هذه التفاهات!
3- هم مخطئون طبعاً
يدعي بعض مصدقي نظريات المؤامرة أن جاذبية الكوكب التاسع ستعمل على قذف النيازك نحونا. علمياً، الأمر صحيح فعلاً، الكوكب التاسع قد يرمي بعض الأشياء داخل المجموعة الشمسية، لكن يجب علينا التذكر أن الفضاء واسع جداً، حتى وإن دخل كويكب إلى المجموعة الشمسية فإنه لن يكون مجبراً على الذهاب مباشرة إلى الأرض، لم لا يكمل طريقه في الفراغ الشاسع؟ أو يرتطم بزحل، أو المريخ … لنكن واقعيين، دخول نيزك إلى المجموعة الشمسية لا يعني القضاء على البشرية.
2- قد لا يكون هناك كوكب تاسع
بعبارة أدق، الكوكب التاسع هو أكثر الافتراضات منطقية لسلوك الأجسام خلف مدار بلوتو، ليس إلا. حتى مكتشفه براون يقول أن سلوك هذه الأجسام قد لا تكون سوى صدفة.
وبما أنه لم يشاهد بعد فإن لا أحد يمكنه دحض أو إثبات وجوده.
1- لكنه موجود على الأرجح
على حد علمنا، لا يمكن لشيء غيره أن يشوش على مدار أجسام بهذه الطريقة. هذا لا يعني أنه كوكب فعلاً، كما أن العلماء يملكون بعض الافتراضات البديلة. لكن هذا الافتراض هو الأكثر تفصيلاً والأكثر اقناعاً إلى حد الآن.
حتى أثناء كتابة هذا المقال، اكتشافات أخرى رأت النور. براون وصديقه كونستانتين باتيجين يتوقعان وجود أجسام أخرى تدور في مكان ما هناك، أبعد بكثير من أن ترصد بالوسائل المتوفرة، لكنها تدور بنفس الطريقة حول الشمس. وحتى إن اكتشف عدم وجود الكوكب التاسع، فإننا أيقنا مدى غموض هذا الكون المعجز.
المصادر
123456