تأثير النباتات واللحوم وأنواعها على طِباع الإنسان وسلوكياته
من علم الامام علي عليه السلام في تأثير نوع الأكل على طباع الانسان وسلوكياته، فقد نهى عليه السلام من الاكثار من أكل لحوم الحيوانات حين قال (لا تجعلوا بطونكم مقابر للحيوانات)، فالاكثار من أكل هذه الأنواع من اللحوم كما أوردت الدراسات العلمية الحديثة تسبب امراضا وتزيد من سموم وفضلات الجسم، بالإضافة إلى تأثيرها السلبي على طباع الانسان وسلوكياته.
فالانسان الذي يكثر من أكل لحوم الحيوانات تمتاز سلوكياته بالعدائية ويميل الى الحرب والاعتداء والغضب... بينما الذين يكثرون من اكل النباتاتات تمتاز طباعهم بالهدوء والرحمة والشفقة... كما حدث ذلك مع الشاعر الشهير ابو العلاء المعري، الذي بلغ به الشعور المرهف وإيثار السكينة ، إن أنزوى عن الناس وحرم على نفسه أكل لحوم الحيوانات وحتى منتجاتها، بدعوى ان من يأخذ ذلك فهو يعتدي على الحيوان ويحرمه قوته.
وأما تأثير نوعية الغذاء او اللحوم التي يتناولها الانسان على طباعه ، فقد لاحظ الباحثون إن المجتمعات التي تأكل لحم الجمل تُكثر فيها الغيرة على العرض، بينما المجتمعات التي تأكل لحم الخنزير فأنها تنعدم فيها الغيرة على النساء... كما هو الحال في أكثر البلدان الاوربية، مما يظهر وجود الاختلاف في الحالتين على شهامة الجمل ، ونذالة الخنزير.
وقد جاء فيما ما جاء في الأمثال الغربية " قل لي ما تأكل, أقول لك من أنت".
واختبر الفيلسوف " سينكا" على نفسه أثر الغذاء في أخلاقه وطباعه, فقال: لقد تركت اللحم بعد أن كنت أكثر من تناوله, فلاحظت بعد انقطاعي عنه سنةً واحدة أن طباعي أصبحت سلسة هادئة, وعدت ميّالاً للمسالمة, بعيداً عن الغضب, ولم يؤثر ذلك في قواي العضلية أي تأثير, بل استمر عملها وقوتها كما كانتا في السابق.
:
وقد اتضح من تجارب عديدة أجريت في زماننا هذا لمعرفة أثر الغذاء على طباع الحيوان, فاختيرت الجرذان البيض للاختبار عليها, غذي بعضها بالخبز والخضر, فعادت هادئة الطبع, أليفة وديعة.... وغذي بعضها باللحم فبدت شرسة متوحشة, قارضة مؤذية, ثم عكست الآية بأن غذيت باللحم حيوانات الاختبار التي ألفت النبات غذاءً لها, فأصبحت شرسة بعد أن كانت وادعة, وكذلك الأمر في الحيوانات الأخرى كالدببة في حدائق الحيوان, فإنها تكون هادئة وادعة ما دامت تقتات بالنبات, ولكنها تعود مؤذية خطيرة متى اقتصر طعامها على اللحوم.
كا أجريت حديثاً تجارب على عدد من المجرمين, فأعطوا طعاماً نباتياً أو طعاماً معتدلاً, فتحسّنت طباعهم, وتبدلت أخلاقهم, وعادوا أهدأ خلقاً, وأسلس انقياداً.
أما تأثير الدم على الطباع، فتذكر الدراسات العلمية بإنها تسبب الماء الاصفر وقساوة القلب، وقلة الرأفة والرحمة، حتى لايؤمن على حميمه، ولا يؤمن على صحبه.
ويقول بذلك الدكتور لبيب بيضون في كتابه (الإعجاز العلمي عند الإمام علي عليه السلام) ، لقد شهدتُ هذا المعنى بعيني، فقد كان عندي في المزرعة عدة دجاجات بيضاء فرنسية ذات عرف مائل، ونصحني شخص ان اطعمها الدم ليزيد إنتاجها للبيض. فجئت بدم طازج وجلبته مع النخالة وقدمته للدجاجات، فأنقضوا عليه يلتهمونه، وبعد ايام شعرت بأن طبائع الدجاجات قد اختلفت عن السابق، وصرن ينظرن الى بعضهن نظرة شذر. وبعد ايام وجدتهن ينقرن بعضهن، وجئن الى اضعف واحدة منهن فصرن ينقرن مؤخرتها، حتى إذا خرج منها الدم، هجمن عليها، وبدأن يأكلن من لحمها ودمها، حتى قضي عليها، عند ذلك علمت السبب، واقلعت عن تقديم الدم لهن.
المصادر:
كتاب الإعجاز العلمي عند الإمام علي عليه السلام لمؤلفه الدكتور لبيب بيضون
مقالة بعنوان أثر الغذاء في الطباع والخلق ، للدكتور أحمد شوكت الشّطيّ
رد مع اقتباس
