عجز فادح للكهرباء في العراق
خبراء ألمان يكافحون للابقاء على كهرباء كركوك حية
اشتداد حدة القيظ لم يمنع خبراء المان رفقة معاونيهم العراقيين من مواصلة صيانة اكبر محطات الكهرباء في العراق.
ميدل ايست اونلاين
تازة – من مروان ابراهيم
يواصل خبراء المان برفقه فنيين عراقيين صيانة وتشغيل اكبر محطة تعمل بواسطة الغاز جنوب كركوك في ظل اشتداد حدة القيظ اللاهب وتصاعد الغضب الشعبي نتيجة الاستياء حيال انقطاع التيار الكهربائي.
وينهمك اكثر من عشرين المانيا بالعمل محاطين باسوار من الجدارن الاسمنتية الصلبة واجراءات امنية مشددة في بلدة تازة (25 كلم جنوب كركوك) لانجاز صيانة محطة توليد الطاقة في منتصف تموز/يوليو الحالي.
واكدت ادارة محطة كهرباء تازة ان "الكوادر الفنية والهندسية في وزارة الكهرباء بدعم من خبراء المان في شركة سيمنس حققوا نسب انجاز كبيرة في اكمال صيانة المحطة بوحدتها الانتاجيه الثانية البالغة طاقتها 260 ميغاواط".
واضافت ان المحطة "كانت توقفت عن العمل اواخر آذار/مارس الماضي".
يشار الى ان هذه المحطة التي تعمل بواسطة الغاز هي الاكبر في العراق حاليا.
وفي المحطة ايضا وحدة انتاج اخرى طاقتها 60 ميغاواط.
ويعمل خبراء سيمنس في 16 وحدة لانتاج الكهرباء في العراق تتراوح طاقتها الانتاجية بين 40 الى 120 ميغاواط موزعة بين بيجي والموصل وكركوك شمالا وحي القدس في بغداد والناصرية وغيرها جنوبا، من المتوقع الانتهاء منها العام 2012.
وتقع هذه المحطات قرب اماكن انتاج الغاز.
كما يعمل خبراء احدى الشركات الاميركية في 26 محطة على ان تنتهي العام 2012.
وتبلغ حاجة العراق الى الكهرباء اكثر من 14 الف ميغاواط، في حين ان الانتاج لا يتعدى ثمانية الاف ميغاواط.
ويؤكد فنيون مختصون بشؤون الكهرباء ان اعمال الصيانة ضرورية جدا لمحطات التوليد بعد ثمانية الاف ساعة عمل، وليس اربعين الف ساعة كما يحدث في العراق.
ويتابعون ان انتاج الطاقة يتراجع مع ارتفاع حدة القيظ فالمحطة التي يبلغ انتاجها خمسين ميغاواط مثلا ستنتج طاقة حدها الاقصى نصف هذه الكمية اذا بلغت درجات الحرارة الخمسين مئوية.
وشهد العراق وخصوصا المناطق الجنوبية، قبل اسبوعين، موجة من القيظ الخانق حيث قاربت درجات الحرارة الستين في الجنوب والخمسة والخمسين في بغداد.
وسارت تظاهرات صاخبة في احتجاجا على انقطاع الكهرباء فسقط قتيلان في البصرة وجرحى من الشرطة ي الناصرية، الامر الذي دفع بوزير الكهرباء كريم وحيد الى الاستقالة.
ورغم النزاع بين قوميات كركوك، الا ان جميعها متفقة على ضرورة تامين اكبر قدر ممكن من الطاقة لسد النقص الذي يصل الى 14 ساعة يوميا.
من جهته، قال جلال احمد جليل مدير المحطة "حققنا نسبة تجاوزت 60% ومن المؤمل البدء في تشغيل المحطة قريبا لاننا نعمل ليل نهار طوال ايام الاسبوع".
واوضح ان "العقد مع سيمنس كلفته 26 مليون يورو وهو عقد صيانة اضطرارية بعد توقف المحطة ويخضع لمواصفات عالمية دقيقة" مشيرا الى وجو بين 100 الى 150 فني وعامل ومهندس عراقي مع الخبراء الالمان "يتدربون لتحسين مهاراتهم".
وقد بدا العمل بمحطة تازة العام 2006 ضمن منحة اميركية احيلت الى شركة "بكتل" الاميركية التي اعطتها كمقاولة لشركة سيمنس، وتعتمد على الغاز المنقى والمحلى والمنتج من شركة غاز الشمال.
وفي محافظة كركوك محطات اخرى لانتاج الكهرباء هي ملا عبدالله (جنوب غرب) وفيها 11 وحدة قديمة تعمل سبع منها بطاقة 88 ميغاواط، وملا عبدالله الحديثة التي تضم ست وحدات تعمل منها خمس منها بطاقة 86 ميغاواط، ومحطة الدبس (شمال غرب) وهي ايطالية غازية بطاقة 84 ميغاواط وتضم ثلاث وحدات.
والكهرباء في كركوك حيوية لتشغيل محطات ضخ وانتاج "شركة نفط الشمال" و"غاز الشمال" التي يجب ان لا تنقطع عنهما نهائيا.