يحكى أن رجلاً تزوج، وكانت تسكن أمه معه في نفس المنزل ومع أيام الزواج الاولى ظهرت علامات الغيرة من الأم تجاه الزوجة،
فالزوجة تزاحمها في ابنها الذي بذلت جهداً كبيراً في تربيته
وبدأت الزوجة بشدة تتضايق من تعامل الأم معها ومن مح...اولاتها المتكررة التدخل في شؤون حياتها وضغطها على ابنها ليبقى معها إذا انشغل عنها.
بعد أشهر من استمرار هذا الحال لم تعد الزوجة تطيق ولا تستحمل هذا الوضع فذهبت الى خالها الذي كان لديه محل اعشاب وعطور، وشكت له حالها مع أم زوجها، وطلبت منه أن يزودها باعشاب سامة تساعدها على التخلص منها و لكن على مدى طويل حتى لايكتشف أمرها.
حاول الخال جاهداً أن يثنيها عن هذه الفكرة الخطيرة، ولكن دون جدوى فما كان منه أمام إصرار ابنة أخته إلا أن أعطاها مجموعة من الأعشاب وقال لها ضعي هذه الاعشاب مع الطعام على جرعات متزايدة على مدى شهر حتى يظهر مفعولها
ولكن عليك ان تحسني إلى حماتك وتتوددي لها خلال هذه المدة حتى لا ينكشف أمرك.وحتى لا يشك بكى احدا
ذهبت الزوجة فرحة إلى منزلها بهذه الأعشاب التي ترى فيها طريق الخلاص من معاناتها في حياتها الزوجية،
فبدأت في وضع جرعات صغيرة من الأعشاب مع الطعام، وفي نفس الوقت بدأت تحسن من تعاملها وعلاقتها مع حماتها كما أوصاها خالها، فكانت تسألها عن أحب الطعام الذى تحبه وتقدمه لها،
وتباشر خدمتها وقضاء حاجتها، وتتلطف معها في الحديث وترد الإساءة بالحسنى، وفي نفس الوقت كانت تزيد من جرعات الأعشاب وجبة بعد أخرى
بعد اسبوع بدأت الأم تشعر بتغير تعامل زوجة ابنها معها، وتشعر في نفس الوقت بالأسف على ما كان يبدر منها تجاه هذه الزوجة الصالحه الوفية،
ومن هنا تغيرت مشاعر وسلوكيات الأم تجاه زوجة ابنها حيث أصبحت تحن عليها كابنتها وتشفق عليها، وتتعاون معها في شؤون البيت، وتبادرها بالنصيحه وتراعي خصوصياتها مع ابنها.
بعد أسبوع آخر شعرت الزوجة بتغير مشاعر وسلوكيات الأم تجاها، وبدأت تشعر بالمودة الصادقة تجاه هذه الأم،
وأنها وجدت أما أخرى في بيت زوجها، وأن وجودها معها في نفس البيت خفف عليها بعض أعمال المنزل
إضافة إلى كسبها لزوجها الذي صفى ذهنه وانشرحت نفسيته نظراً لهدوء المنزل وخلوه من المشاكل المعتادة
ولكن ماذا عن مفعول الأعشاب السامة الذي قد تظهر نتيجته خلال الآيام القادمة بفقد هذه الآم الحنون التي ملأت البيت رحمة وشفقة ومودة.
فلا يمكن ان يتصور البيت من دونها لا.... لا ....
لا أريدها أن تموت وهنا اتجهت مسرعة إلى خالها أدركني يا خالي، قال ما الخبر .. هل ماتت ام زوجك ؟
قالت : لا ولكني لا أريدها أن تموت.
قال كيف وقد طلبتي ذلك من قبل
قالت : نعم ولكننا الآن على صفاء ومودة وتعطف على وتوجهني مثل امي فلا اريد أن أفقدها، فأرجوك أن تجد لي حلاً
نظر الخال الحكيم إلى ابنة أخته وتبسم قائلا لها إن الاعشاب التي أعطيتك إياها في المرة السابقة عبارة عن نوع من المقبلات لا تنفع ولا تضر وإنما أردت منك أن تغيري من أسلوب تعاملك مع حماتك لأنه هو الطريق إلى كسب قلبها وحينها ستبادلك الشعور بالمحبة والوئام.
***************************
عامل الناس بمثل ما تحب ان يعاملوك..الاحسان يبدد الاساءه