الأزمة المالية التي شهدها العراق بعد انخفاض أسعار النفط ألقت بظلالها على الحركة السياحية في إقليم كردستان الذي كان يستقبل معظم العراقيين العرب من المحافظات الجنوبية.

وانخفضت السياحة الى أكثر من النصف من مستوياتها السابقة، حين كان الإقليم يغص بعشرات الآلاف من الزائرين سنويا خصوصا في فصل الصيف.

ويشكو عدد من التجار الكرد كساد بضاعتهم نتيجة قلة السياح العرب، مشيرين الى أن تأخر رواتب الموظفين اثر ايضا على اقبال السكان المحليين على شراء هذه البضائع.

ويقول محمد سالم احد تجار الاقمشة في حديث لـ السومرية نيوز، "إننا نعتمد بشكل اساسي على السياح العرب لتسويق بضاعتنا"، مبينا أن "العرب يأتون بالدرجة الاولى من حيث زبائننا ومن ثم السياح الاجانب ثانيا، فيما يأتي الكرد ثالثا".

ويضيف سالم أن "عدم تسلم موظفي الاقليم رواتبهم لعدة اشهر السبب الرئيسي وراء قلة اقبال الكرد على الاسواق".

من جانبه، يقول تاجر الاكسسوارات احمد قادر في حديث لـ السومرية نيوز، إن "عدم حضور العرب لأسواقنا يعني أننا لا نبيع شيئا، وكذلك الحال بالنسبة للبقالين وتجار الاقمشة وأصحاب محلات المكسرات"، مشيرا الى أن "اكثرية زبائننا من العرب".

ويوضح قادر أن "سوق اربيل وخاصة قرب القلعة والمولات كانت سابقا قبل الازمة المالية في حركة مستمرة، في حين تعاني هذه الاماكن الان من كساد واضح"، لافتا الى أن "اغلبية المتسوقين حاليا يأتون للسوق لشراء الضروريات فقط".

ويقول الخبير الاقتصادي ضرغام محمد علي في حديث لـ السومرية نيوز، إن "المواطنين العراقيين من المحافظات خارج الاقليم يشكلون جزءا اساسيا من اقتصاد كردستان، خصوصا فيما يتعلق بالقطاع السياحي، اضافة الى الاستثمارات الكبيرة القادمة من بقية محافظات العراق الى الاقليم، فيما تشكل المصارف العراقية عنصرا اقتصاديا مهما فيه".

ويشير علي الى أن "الاقليم يجني ارباحا بملايين الدولارات من تجارة السيارات وعبور البضائع التركية من خلاله الى مناطق العراق كافة، اضافة الى ذلك سوق العقارات وقطاع النقل، فانها تنتعش بشكل اساسي من وجود المواطنين من بقية المحافظات فيه، وبالتالي فان اسواق كردستان كانت في حركة دائمة نتيجة وجود السياح والتجار العرب".

ويحذر متخصصون من عودة النازحين الى مناطقهم بعد تحريرها، ما سيجعل اسواق اقليم كردستان متوقفة بشكل شبه كامل، فيما يسعى مسؤولو الاقليم الى وضع تسهيلات امام السياح لاعادة الحياة في اسواق كردستان من جديد.


المصدر
www.alsumaria.tv