كان بناءاً في ذلك المشروع الخيري الكبير ، حين وقع له ذلك الحادث والذي أجلسه البيت لفترة ، و لأنه طيب فهو يصدق كل ما يسمعه .. ولكن ، جلوسه في البيت بخاطره المصاب جعله يرى الصورة أوضح مما هي عليه .
المشروع رائع جداً .. بكل شيء ، أبتداءاً من العنوان وأنتهاءاً بالأنتـاج ذَا الفائـدة الكبيرة للمجتمع ، ولكن ذلك البناء البسيط لاحظ أمور لا تليق بكذا مشروع عملاق ! ربما هو غير مصيب بنظرته تلك ، لا سيما أنه مجرد عامل بناء وليس بناءاً بمعنى أنه ( أسطه ) كما يقولون ، ولكن ما الضير من الأستماع إليــــــه ؟
بعض ذلك هو الغياب الدائم لمدير المشروع ، ربما لديه أسبابه ! ولكن لا مناص من الأذعان بإن غيابه ترك فجوه كبيرة بالمشروع ، إن لم تكن مادية فهي معنوية على الأقل . وترك بعده أكثر من سكرتير رائع ، يحاولون التصرف على أساس تلك المسؤولية ، فتخللتهم بعض الأخطاء ، لكن لا سبيل للبناء ليقول لسكرتير كبير في موقع العمل أنه على خطأ ! فهو أشبه بالتضحية برزقه .
أضف الى ذلك - لا يُراعى النزيف كثيراً هنا ، نعم عند أصابة المرء ، فهو يتحمل مسؤولية ذلك ، ولن يشفع له أي بناء قام به سابقـاً ، ربما يعتبرون بناءه ذلك كان فائدة له ! لذلك فهم متفضلين عليه ، لأنهم سمحوا له بالبناء هنا ! نعم لو تعرض لحادث ما فإنه سيتعرض للتأنيب ! سواء كان هو المسبب لذلك الحادث أم غيره .
هناك شيء غريب آخر ! غرف المهندسين معزولة عن غرف العمال ! وطعامهم كذلك ، مما دعاه ( البناء ) ليسأل ؛ ما لي لا أرى المهندسين في غرف العمال ودار أستراحتهم ؟ هل ذلك ممنوع ! فقالوا له ؛ لا .. ولكن جرت العاده ع ذلك .
وهناك أشياء أُخرى أقل بساطة - ربما لا تستحق الذكر - كما يقول البناء .
ولكن رغم كل شيء ، تبقى الروعة والجمال هي الصورة الأوضح والأكثر دقة في وصف ذلك المشروع ، حتى إن البناء لم يكن بأستطاعته مغادرة ذلك المشروع الذي أصبح كبيت له . فهو لا ينسى الفضل لذلك المشروع بتعليمه البناء وأشياء أخرى ، أضف لذلك بعض الصحبة الصادقة بذلك المشروع الرائع والتي بالتالي لا يمكن التفريط بها .