اليهودية إحدى الديانات السماوية التي نزلت على النبي موسى في مصر أثناء وجود بني إسرائيل أو ما يعرف بالعبرانيين في مصر.
تعتبر اليهودية أقدم الديانات التي تعرف حاليا بالديانات الابراهيمية أو الديانات السماوية الثلاث كما يسميها البعض و من بين اليهود أتباع اليهودية خرج يسوع التي أسست تعاليمه الديانة المسيحية .
تقدر بعض إحصائيات 2007 أعداد اليهود حاليا في العالم بـ 15.4 مليون يهودي رغم أن تعداد اليهود في حد ذاته يعتبر قضية خلافية حول قضية "من هو اليهودي ؟" .
الكتاب المقدس الذي أنزل على موسى في عقيدة اليهود هو التوراة الذي تتبناه المسيحية أيضا معتبرة إياه "العهد القديم" الذي تم إكماله "بالعهد الجديد".لكن أحكام و شرائع التوراة تشرحها الشريعة الشفوية و هي الشرح الحاخامي لنصوص التوراة و الذي قد سجل لاحقا في التلمود.
الحقل الدلالي والأصل اللغوي
اليهودية من المصطلحات التي تسبب اختلافا في دلالتها.
يشير اليهود إلى عقيدتهم باسم التوراة (أي القانون، أو الشريعة).
ظهر المصطلح للمرة الأولى في العصر الهيليني تمييزا بين عقائد وممارسات اليهود، والعبادات الموجودة في الشرق الأدنى.
وأول من أشار إلى عقيدة اليهود باليهودية هو المؤرخ اليهودي المتأغرق يوسيفوس فلافيوس، وذلك بالمقارنة مع "الهيلينية": عقيدة أهل مقاطعة يهودا مقابل عقيدة سكان مقاطعة هيلاس.
فالمصطلحان بدءا اسمين جغرافيين قبل أن يشيرا إلى النسقين العقائديين.
وقيل التهود في اللغة التي كان يتحدثها موسي بمعنا العودة أو التوبة كما كما في قوله جل وعلى { أنا هدنا اليك } أي تبنا إليك وعدنا
يرى الدارسون أن "اليهودية" كمصطلح لا يشير إلى النسق الديني للعبرانيين قبل تدوين العهد القديم أثناء الهجرة الأولى إلى بابل 578 ق.م.، أي بعد موسى بمئات السنين، واستمر التدوين حتى القرن الثاني قبل الميلاد، في وقت أصبحت فيه العبرية لغة ميتة لا تستخدم إلا في الطقوس الدينية، بينما أصبحت الآرامية لغة اليهود. لذا، قد يكون من الأفضل الحديث عن "عبادة يسرائيل" في المرحلة السديمية التي تسبق بناء الهيكل وتأسيس المملكة العبرانية المتحدة عام 1020 ق.م.، وعن "العبادة القربانية المركزية" بعد تأسيس الهيكل وحتى هدمه عام 70 ميلادية، واليهودية بشكل عام لما بعد ذلك. وتلك الديانة نسخت بالإسلام وجاء الإسلام ناسخ لجميع الديانات السابفة
المفاهيم والعقائد اليهودية
تختلف طبيعة الإله في اليهودية بين الطبقات المتعددة للنسق الديني اليهودي. تحوي أسفار موسى الخمسة على مصادر مختلفة، يقدم كل منها صورة مختلفة للإله. فيهوه (الرب في الترجمات العربية للكتاب المقدس)، يغضب، وينتقم من الآباء بإيذاء الأبناء، ويضحك، وهو إله خاص بالعبرانيين، بين آلهة أخرى؛ بينما إلوهيم (الله في الترجمات العربية للكتاب المقدس، وإن كانت الترجمة الحرفية في صيغة الجمع: الآلهة) أقرب للتوحيد، فهو خالق العلم، رحيم عليم. تصور بعض فقرات التلمود الإله في التلمود كالطرف الأضعف في العلاقة بينه وبين الحاخامات، بينما تحتوي القبالاه على صورة مؤنثة له، هي الشخيناه، والتي تهيم في الأرض باكية منذ هدم الهيكل.
الشعب المختار
مقولة تعبر عن الطبقة الحلولية في النسق الديني اليهودي، حيث يحل الإله في الشعب ليصبح شعبا مقدسا، بعد أن قطع الإله على نفسه عهودا عدة باختيار الشعب
الأرض اليهودية
"إرتس يسرائيل"، هي الطرف الثالث في الطبقة الحلولية اليهودية. فهي "أرض الرب"، التي تفوق في قدسيتها أي أرض أخرى. وهي الأرض التي سيعلن منها المسيح بداية العصر الألفي آخر الزمان، وهي التي تحرم الشريعة اليهودية العودة إليها قبل مقدم المسيح.
الشريعة اليهودية
يشير اليهود إلى الشريعة اليهودية بكلمة "التوراة"، بينما تعني "الهالاخاه" القوانين أو التشريعات الخارجية تحديدا، وإن كانت دلالتها تمتد أحيانا لتشمل الشريعة ككل. ويفرق اليهود بين "الشريعة المكتوبة"، وهي الواردة في أسفار موسى الخمسة وباقي العهد القديم، والشريعة الشفوية، أي شروحات الحاخامات التي سجلت في التلمود وغيره من الكتب، مثل كتب الكابالا.
أنبياء اليهود
- إبراهيم (الحنيفية)
- يوسف
- إسحق - يعقوب (إسرائيل) - موسى - هارون
- يشوع - فينحاس - ألقانة - عالي
- صموئيل - جاد - ناثان - داود - سليمان
- يعدو - ميخا بن يملة - عوبديا - اخيا الشيلوني
- ياهو بن حناني - عزريا بن عوديد - يحزِئيل بنِ زكريا - أليعزر بن دوداوا
- هوشع - عاموس - ميخا المورشتي - آموص
- إيليا التشبي - اليشع بن شافاط - يونان بن أمتّاي - إشعياء
- يوئيل - ناحوم - حبقوق - صفنيا
- أوريا بن شمعيا - إرميا - حزقيال - شمعيا
- باروخ بن نيريا بن محسيا - نيريا بن محسيا (أبو باروخ) - سرايا - محسيا (أبو نيريا)
- حجي - زكريا - ملاخي - مردخاي بن يائير
- صفنيا
-عبوديا (أبو عزريا)
- حناني (أبو ياهو)
الكتب المقدسة والدينية
تتعادل في اليهودية أهمية الشريعة المكتوبة (التوراة والأنبياء والكتب) مع أهمية الشريعة الشفوية (اجتهادات الحاخامات المجموعة في التلمود). كما ظهرت لاحقا كتابات القبالاه التي سيطرت لاحقا على الفكر الديني اليهودي.
التلمود كلمة عبرية هي المقابل الحرفي لكلمة "التلمذة" العربية. يحوي التلمود الشريعة الشفوية، وهو سجل للمناقشات التي دارت بين الحاخامات في الحلقات التلمودية عن القضايا الفقهية (هالاخاه)، والوعظية (آجاداه). وباعتباره سجلا للمناقشات كتب على مدى قرون، يحوي التلمود موضوعات تاريخية، وتشريعية، وزراعية، وأدبية، وعلمية... يختلف التلمود الفلسطيني عن التلمود البابلي في أن الجماراه في الأخير أكثر شمولا، بينما يتطابق نص الجماراه في الاثنين. يعتبر اليهود التلمود من قديم الزمان كتاباً منزلاً مثل التوراة ما عدا بعض المعاندين، فإنه لا يعتقد ذلك بالطبع. ولكن إذا أمعن الإنسان نظره في اعتقاداتهم يتحقق أنهم يعتبرونه أعظم من التوراة! كيف لا وجاء في صحيفة من التلمود: (( إن من درس التوراة فعل فضيلة لا يستحق المكافأة عليها ومن درس (المشنا) فعل فضيلة استحق أن يكافأ عليها ومن درس (الغامارة) فعل أعظم فضيلة ))[بحاجة لمصدر] وجاء في كتاب (شاغيجا): (( من احتقر أقوال الحاخامات استحق الموت ددون من احتقر أقوال التوراة ولا خلاص لمن ترك تعاليم التلمود واشتغل بالتوراة فقط لأن أقوال علماء التملود أفضل مما جاء في شريعة موسى )). وقد جاءت أقوال الحاخامات وعلماء اليهود لهذا المبدأ فقال العالم بشاي: (( لا يلزم أن تختلط بمن يدرس التوراة والمشنا دون الغامارة )). وجاء في التمود ن أشعيا النبي هو الذي قسم أبوابه وفصوله ( أشعياء 6.33) وأن الحديق مساو لشريعة موسى.
الماشيح والماشيحانية
الماشيح في المفهوم اليهودى هو مسيح اخر الزمان الذي سيأتى ليقاتل الامميين أو غير اليهود و هو في مفهومهم نبى مقاتل و هذا ما جعلهم ينكرون السيد المسيح نظرا لانه جاء بعكس التوجهات اليهودية و التي كانت تصور الماشيح بأنه الذي سينتقم لليهود من كل ما تعرضوا له من جهة و لكون السيد المسيح دعا للتسامح و لأنه فتح الباب للجميع للأيمان بالله على عكس اليهودية الديانة المغلقة و الماشيحانية توجه موجود الآن بين بعض المتطرفين المسيحيين الأمريكيين المتأثرين ببعض المفاهيم التوراتية و التي تؤمن بعودة المسيح إلى الأرض و خوضه حرب عالمية ضد الجميع بأسم معركة هرمجدون.
الصلوات والأدعية
في اليهودية تتلى الصلاة والأدعيه ثلاث مرات يوميا وأربع مرات أيام السبت والأعياد اليهودية, يمكن للفرد اليهودي أن يؤدي الصلاة مفردا او مع الجماعه مع تفضيل صلاة الجماعة,وتختلف الطوائف اليهودية فيما بينها بخصوص عدد الصلوات يوميا واستخدام الموسيقى في الصلاة وكذلك استخدام اللغة الدينية أو العامه أثناء تأدية الصلاة. ويسمى المعبد الذي تؤدى فيه الصلاة بالكنيس وجمعه كنس.
التقويم اليهودي (العبري)
هو التقويم الذي يستخدمه اليهود لتحديد مواعيد ذات أهمية دينية مثل الأعياد اليهودية، موعد الاحتفال بـبار متسفا، الموعد السنوي لإحياء ذكر الرحيلين اليهود إلخ. كذلك يـُستخدم التقويماليهودي في دولة إسرائيل لتحديد الاحتفالات الرسمية مثل عيد الاستقلال أو أيام الحداد المتكررة سنويا. في إسرائيل يـُعتبر التقويم اليهودي رسميا إلى جانب التقويم الميلادي، حيث يسمح القانون استخدامه لأية غاية، ولكن بالفعل يفضل المواطنين ومؤسسات الدولة استخدام التقويم الميلادي لتحديد المواعيد العادية غير الاحتفالية.
الأعياد اليهودية
في الديانة اليهودية العديد من الاعياد الدينية فيما يعرف بيوم طوب (יום טוב) أي اليوم الجيد أو الصالح، أو تاعنيت (תענית) أي الاحتفال. أشهر الاعياد اليهودية هي عيد رأس السنة اليهودية ويوم الغفران و عيد الفصح اليهودي.
الطعام في اليهودية
تقسم الأطعمة وفق الشريعه اليهودية الى قسمين أطعمة حلال وأخرى حرام , الحلال منها يعرف باسم (كشروت أو كوشير) والحرام بإسم (طريفه), في الثدييات يجب ان يكون الحيوان من الحيوانات التي تمضغ الطعام وتجتره حتى يصبح أكله حلالا , لذلك فالخنزير ولحمه محرمان في الديانة اليهودية. فيما يخص الكائنات البحرية فإن الأسماك ذات الزعانف والذيول هي التي يصح أكلها باعتبارها حلالاً, فالمحار مثلا يعد محرما, أما للطيور فهناك قائمه بالطيور المحرم تناولها,كذلك يحرم تناول الحشرات والبرمائيات, فيما يخص ذبح الثديات والطيور فإنه يجب ان تكون هذه الحيوانات سليمة صحياً وأن تكون عملية الذبح سريعة وغير مؤلمة قدر الإمكان لهذا الحيوان, كذلك يحرم دم الذبائح وبعض الدهون المتواجده في المناطق الدنيا من جسد الذبيحة.
الأسرة اليهودية
في الديانة اليهودية العديد من الشرائع التي تنظم حياة البشر فمنها ما يحدد أساسيات الملبس الذي يجب فيه الاحتشام ومنها ما ينظم حياة الأسرة والعلاقه بين الزوجين.
قبّالة (الكابالا)
مجموعة من المعتقدات التراثية اليهودية المعقدة التي كانت تقتصر دراستها على دارسي التلمود من المتزوجين.
طوائف اليهود الرئيسية
اليهودية الأرثوذكسية. تعترف بكل التوراة والتلمود، وتقبل كل النواميس، وتعتقد أن الله أوحى بذلك كله إلى موسى مباشرة في جبل سيناء.
اليهودية الإصلاحية. بدأت مــع بدايات القرن التاسع عشر الميلادي، إذ شكك بعض اليهود في كيفية ظهور الكتب المقدسة، وانتهوا إلى أن التلمود عمل بشري غير موحى به، ومن ثم ضعفت مصداقيته لديهم. ولا يؤمن هؤلاء إلا بالتوراة. ويعتقد الإصلاحيون أن التعــاليم الأخلاقية والسلوكية أهم أجزاء اليهودية، ولا يولون أهمية للطقوس بل إنهم نبذوا كثيرًا من التقاليد.
اليهودية المحافظة (التراثية). نشأت في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي. ورغم إيمانهم بالتوراة والتلمود، إلا أنهم ذهبوا إلى وجوب تفسير النصوص المقدسة في ضوء المعارف العلمية الحديثة والثقافة المعاصرة. وهم كاليهود الإصلاحيين لم يهتموا كثيرًا بالطقوس، ولكنهم يمارسون العادات.
اليهودية والصهيونية
الصهيونية هي حركة قومية يهودية حديثة نشأت في أوروبا ساهم في تشكيلها عدة مفكرين يهود. أما فكرة الصهيونية في حد ذاتها فقد تطورت في الجيتوهات اليهودية طيلة قرون عديدة مرتبطة بفكرة الحنين إلى العودة إلى صهيون - كناية عن ירושלים (أورشليم)- ذلك الحنين المشحون بالمعتقد الإسخاتولوجي الأخروي و الخلاص بعد ظهور الماشيَّح (המשיח) أي الملك أو المسيح المخلص. لكن الصهيونية السياسية التي اعتمدت على وجه الخصوص على مؤلَّف تيودور هرتزل "Der Judenstaat" - الدولة اليهودية - هي التي لقيت انتشارا واسعا أدى إلى إعلان قيام دولة يهودية على أرض فلسطين في 14 مايو 1948.
النظرة المسيحية لليهودية
يرى المسيحيون أن اليهودية ديانة توحيدية سماوية انبيائها كثر و اهمهم موسى النبي . وتعترف المسيحية بالتوراة او ما يسمى بالعهد القديم كجزء من الكتاب المقدس المنزه عن الخطأ.
النظرة الإسلامية لليهودية
ينظر الإسلام إلى اليهودية باعتبارها ديانة توحيدية نبيها موسى المرسل إلى بني إسرائيل، والذي تكلم إليه الله في طور سيناء، حيث أوحى له التوراة التي حرفها اليهود في وقت لاحق. ويؤمن المسلمون بموسى وبالتوراة وبجميع أنبياء بنى إسرائيل المذكورين في القرآن، بمن فيهم نبي المسيحية عيسى بن مريم، الذي لا يؤمن اليهود بنبوته، بل ينظرون إليه كشخصية تاريخية ظهرت و غيرت معالم التاريخ.