ظل
المطاط الطبيعيالمفلكن دون منافس نحو قرن من الزمان ،وانتشر استخدامه بصفة خاصة في إطارات السياراتوالجرارات وغيرها من الأغراض. ونظرا للتوسع الصناعي الذي حدث في بعض دول العالم فيبداية القرن العشرين, فقد أصبحت كميات المطاط الطبيعي المنتجة من مزارع أشجار" الهيفيا" غير كافية لمقابلة احتياجات مختلف الصناعات، ولذلك كانت هناكحاجة ملحة لاستنباط مادة أخرى مشابهة لها نفس خواص المطاط الطبيعي ويمكن استعمالهابديلا له.وكانت أولى هذه المحاولات على بعض علماء الكيمياء في ألمانيا، فعندما قامتالحرب العالمية الأولى عام 1914 م انقطعت موارد المطاط الطبيعي الآتية من الشرق الأقصىعن ألمانيا، ولهذا شعرت ألمانيا بحاجاتها الشديدة لإيجاد بديل لهذا المطاط. وكان علىعلماء الكيمياء أن يجدوا أولا تركيب المطاط الطبيعي حتى يستطيعوا القيام بتحضير مادةمشابهة لها .




وقد كان العالم الشهير"فاراداي" أول من اكتشف أن المطاط الطبيعي يتكون من عنصري الكربون والهيدروجينفقط ،أن نسبة وجودهما فيه هي خمس ذرات من الكربون إلى ثماني ذرات من الهيدروجين أيأن صيغة المطاط الطبيعي الأولية هي "C5H8.وقد تم فصل مركب غير مشبع من المطاط بتقطيره، وسمي هذا المركب " أيسوبرين" وتم التعرف عليه عام 1860وأمكن تحويله بعد ذلك إلى بوليمر سمى "بولي أيسوبرين"يشبه المطاط الطبيعي في صفاته. وبناء على هذه المعلومات نجح الألمان في أثناء الحربالعالمية الأولى في تحضير نوع من المطاط ببلمرة مركب غير مشبع يعرف باسم " ثنائيميثيل بيوتادايين " وأطلق عليه اسم " المطاط المثيلي" وأنتج منه نحو150 طنا في الشهر طوال مدة الحرب العالمية الأولى، ولكن أوقف إنتاجه بعد ذلك لارتفاعتكلفته وعدم صلاحيته للاستعمال في كل الأغراض.



وقد نجحت شركة" باير" الألمانية عام 1935 م في إنتاج نوعين من المطاط، عرف أولهما باسم(بونا S) وهو يحضر ببلمرة مشتركةللبيوتادايين والأكريلونتريل، وقد استعملت في هذه البلمرة عوامل مساعدة مثل فوق بوراتالصوديوم، وبعض فوق الأكاسيد الأخرى. ويمتاز مطاط (بونا S) بعد فلكنته بمقاومة لفعلالنار، وعدم تأثره بطول مدة التخزين، وكذلك بمقاومته الكبيرة للبري والسحج، أما مطاط(بونا N)فيمتاز بمقاومته العاليةللانتفاخ بزيت البترول ومنتجاته، كما يتميز بخواصه العازلة للكهرباء.