المشاركة الأصلية كتبت بواسطة راهب
على هامش الحدث الصفري ...
.................................................. ................
يحدث ان تتصل فيرد عليك صوت حنين : عفوا طلبت الرقم الخطأ ، ان تنتظر باص الروضة المتأخر دوماً بسبب معلمته ذات المكياج المتعرج ... يحدث ان تتصل مرة اخرى لتسأل عن شخص لا تعرفه او قد لا يعرفك ... ان تبحث عن مفكرتك بين اكوام الوجوه المتحركة بخيوط ( الستلي ) كي لا يتفلت وجوه في هذا الزحام .. ان تراقب تحركات شريط الاخبار عن كثب .. ان تسمع ( صوتاً ) من احدهم يطلقه بنحو مستعجل في دفة الشارع المقابل ... ليس معيبا ان يطلقه ... او ان تسمعه .... طالما انك تدخن سيكاراً محليّاً فلا بدّ ان تفعل مثلما يفعلون ... ان تركل قنينة الماء في الشارع المدجج بحاويات الافخاخ المتلاصقة ...
حين يطرق مسمعك آخر صوت لها وهي تخبرك بخطأك للمرة الثالثة ... فتيقن انك لم تعد مأهولاً بالنوم العميق وتناسي الامر المكتوم حتى يلوذ اليك اللهاث لاعادة الاتصال بدم بارد !!!
يحدث ان يتعطل الصفر في لوحة المفاتيح لهاتفك النوكيا المقرنص ... يحدث انك ايضا تريد ان تتصل باحدهم ... يحدث ان تجتهد في طلب الصفر المعتوه لخمس مرات بعناء زائد ... تتصل : لتسمعك شتيمتك : هي المرة الرابعة يا احول العينين ....
يحدث ان تقلب الصفرين ... تبدل مكانهما بالنسبة لشاشة هاتفك الممدد ... تحاول الوصول لاحدهم .. ترسم خارطته على هاتفك .. تسلك اقصر الطرق الى صوته ... تدقق في الرقم المطلوب .. تضغط على الاتصال بثقة .. بثقة .. ثم تتردد في اكماله .. حين تسمع ( ز.......... ) مطوّراً يصك مسمعك ...
تنظر مكسوراً لهاتفك ... تفكر في معاتبته او لربما معاقبته ... ثم تفكر ..... بمحاولة اخرى !!!
.....................
هامشمن تواقيع :
الصفر رقم مجنون ... لا يفارق كفيّ ... حين يبادر بالاتصال الخاطئ.
..................
حين تبتدأ الحياة بالصفر .... فبمَ ستنتهي ؟!!
..................
الصفر ايضاً : رقم مسكين ... حين لا يعني شيئاً الا بالاستعانة بشريك .
...................
الصفر .... صوت لا لون له .... اشبه بـ ( ز ........ ) في فم صبي .
................