الورقة التعريفية : الجزء الثالث
و هكذا خرجنا باقتراحات من بعض رواد الورشة حين سألنا عن ( ماذا لو كنت المسؤول في الورشة ) تلك الاقتراحات كانت على درجة من الرقي أهّلها لتكون مشاريع خارج الورشة كما هو الحال مع مقترح العزيز راهب ، الذي لم نحققه حتى الآن كمشروع مستقل خارج الورشة ، و إن كنتُ أعمل عليه ، و لاحقاً سترى لجنة انتقاء النصوص النور لتقوم بمهامها في انتقاء نصوص تؤلف مطبوعاً يؤثث رفوف المكتبات و مقتنيات القرّاء ، كما أن العمل على نص تفاعلي خارج الورشة سيبدأ في فترة لاحقة ، كما شهدنا مقترحاً للعزيز سام تمثل تمرداً آخر بمحاولته خرق قوانين الطبيعة .. و ما منطق الفن و الأدب إلا ذلك الخرق ، نتج عنه كمّ من نصوص مذهلة بحق .. و كذلك الحال مع مقترح ذكي للعزيز نيو ظن كلفني كتابة ( نص ) لتقوموا أنتم بقراءته ، ذكي و على درجة عالية من الوعي أن تقلب الممارسة داخل الورشة و أترك لكم تصور النتائج .
و بعد كل هذا كان الموعد مع نص الــ ( زقاق ) لكن لماذا نص الزقاق في هذا الوقت بالذات ؟ الإجابة في :
أولاً- هو بمثابة تدريب مسبق على النص التفاعلي الذي نزمع البدء به خارج الورشة تنفيذاً لمقترح شاعرنا راهب .. و لعلكم بعد هذه التجربة تعرفتم على مواطن الضعف و نقاط الخطأ و القوة معاً لتنتفعوا من هذه التجربة المبكرة .
ثانياً- إن بداية النص بمشهد على مسرح تفضح غاية الربط بين كونه نصاً سردياً و عتبة مسرحية إلى حدٍ ما و إن كان حضور التجسيد المسرحي فيه ضعيفاً بعد توالي المشاركات .
ثالثاً- لعلكم لاحظتم أنني أكدت مرة بعد أخرى على المضي قدماً في عنصر الحدث و تحريكه و التمتع بالجرأة في طرح الحدث ... لكنما هنا لا بد لي أن أعترف أننا لم ننجح ، أدرك جيداً صعوبة عنصر الحدث في السرد ، سنتدرب عليه و نكرر المحاولات لاحقاً .... و هنا لا بد أن أشيد بجرأة بريق الماس ، مع أننا نحتاج كثيراً لحساب خطواتنا و عدم الاندفاع بسرعة .. بريق كانت الأكثر جرأة .... من ذلك تعرفون بأني كنت أستهدف تطبيقاً عملياً لعنصر الحدث مضافاً لما تقدم في أولاً و ثانياً .
حتى هذه الفقرة انتهت نسختنا الخامسة ، و بدأنا النسخة السادسة ليتصدرها إكمال واجب نص الزقاق ، و تتراكم إخفاقاتنا مع عنصر الحدث ، لأخرج بضرورة كتابة مادة نظرية مختزلة عن الحدث بين مألوفيته و غرائبيته ، لعلي أوفر فرصة يغتنمها مزاج الكتابة لديكم .. لكن لا شيء ـ بشكل عام لا خاص ـ يلوح في أفق المشاركات بهذا الصدد ، ترى ما أفعل ؟ هل نفدت أدواتي ؟ في جعبتي بعض الحيل ، سأجربها ... هكذا حدثت نفسي ، فكان واجب الفكرة المجردة لحدث خيالي خارق للمألوف ، خيالي لتكونوا أحراراً و الحيز مفتوح أمامكم ، فكرة مجردة حتى لا تستبد اللغة بتفكيركم و تستحوذ على سلوك الإنجاز ، و شهدنا أفكاراً جميلة و مبدعة ، مما يؤشر أمامي أن لا مشكلة جذرية لديكم بخصوص عنصر الحدث ، المشكلة الحقيقية ـ لو سألتموني ـ تكمن في رغبة الكاتب لديكم ، بمعنى آخر أننا أحياناً نكون قادرين على فعل شيء ما لكن لا نفعله و نكتفي بأشياء أخرى لا على نحو كونها بدائل عنه و إنما هو اشتهاء بوصلة المزاج لدينا .. و بمعنى أوضح : لنفترض أن لدي موهبة في النحت ، و بين الخطوط الدقيقة و الحفر الغائر في الحجر و بين الملامح الجميلة الأخاذة التي قد يفي بها سطح الحجر ، أفضلُ إنجاز المنحوتة دون الغور في التفاصيل الدقيقة .. هكذا هو الحال حينما تكتبون : الحدث الذي يتطلب تفكيراً و إعادة تفكير و تأمل و مزيداً من التأمل لربط جملة أحداث و أمور و شخصيات للوصول لحدث رئيس قبل كتابته على الورق ؟ أم التعكز على اللغة و تأثيرها و على قوة التأثير في المتلقي عبر شحن العواطف و المراهنة على شاعرية الجمل ؟ فتختارون الخيار الثاني لا لشيء إلا لأمور منها أن الكاتب داخلكم أقرب للورقة .. هو مرتبط معها بعلاقة قوووية ، جربوا الابتعاد عن الورق و عن الحواسيب و لوحة المفاتيح ، تأملوا و أنتم تشربون القهوة أو الشاي .. و أنتم في السيارات متوجهين لعملكم ، و اربطوا و كونوا الحدث .. هكذا يتم الأمر .
و مع روعة الكثير من الأفكار المجردة التي طرحتموها لكن حين طلبت منكم في واجب لاحق أن تعدلوا أو تغيروا في الأفكار التي طرحتموها ( كل واحد منكم يعدل و يغير في أفكار الآخرين ) لم تفلحوا ! لماذا ؟! للسبب الذي قدمته في الفقرة أعلاه .. فبوصلة الكاتب داخلكم لا تتجه لمزاج الاجتهاد و التعب في تجسيد و إنشاء الحدث .. هو نوع من أنواع الكسل ^_^ ، لقد كان لطرحي هذا الواجب هدف التعرف على مشاكل ما قد تكشفها ردودكم ، فربما كان البعض منكم يعاني مشكلة في بداية الفكرة ، في حين قد يكون البعض الآخر يعاني من مشكلة المطاولة و الاستمرار في نسج الفكرة .. أي فكرة الحدث ... عموماً لم تظهر لي مشاركاتكم ملاحظات تفصيلة لمشاكل أخرى غير المشكلة التي ذكرتها آنفاً .
لم تنفد الحيل بخصوص عنصر الحدث و ضرورة إجادته .. فعمدت إلى واجب تجسيد ( حدث آني ) في نص تكتبونه .. لأربطكم ـ عملياً ـ مع فكرة أن الحدث قد يكون شيئاً معاشاً في لحظتكم الراهنة الآنية ، هو ما تفعلونه و تنفعلون فيه و معه ، و عليه فإنه من الممكن تشييد الحدث بهذه البساطة .. لكن القيمة الفنية لعنصر الحدث في السرد ـ على وفق مثالنا هذا ـ تكمن في فعالية تحوير الحدث البسيط و إجراء تعديلات عليه و التفكير بتنميته و تطويره و ربما تعقيده نوعاً ما ... و مرة أخرى تثبتون قدرتكم على إنشاء الحدث و معالجة نقطة البداية فيه ، لكنها الجرأة على الاستمرار أو لنقل بدقة أكبر ( فعالية التحوير ) ففعالية تحوير الحدث و إنضاجه لا تحظى بعناية منكم .. لن أقول أن هذه الفعالية لا تتوافرون عليها بل هي العناية بها فقط ، و هنا أشيد بمشاركة نيو فقد مثلت فعالية تحوير و تطوير و تركيب للحدث حينما عمد إلى تفكيك مشاركاتكم و صنع منها نموذج حدث !! هذا ما كنت أريد أن يتحقق داخل كل واحد منكم و يكتبه .. كانت مشاركة نيو هذه قمة في الوعي بإزاء عنصر الحدث !!! كما وفرت مشاركة نيو هذه نتيجة مفادها : أننا يمكن أن نكتب نصاً تفاعلياً بهذا الوعي الكتابي و الذي لم ننسجم في نص الزقاق بمستواه هذا .. و كأن مشاركة نيو هذه أشارت بوضوح لوجوب عدم الاكتفاء بالكتابة فقط و إنما التفكير و الكتابة حين نكون أمام كتابة نص تفاعلي .
إلى هنا انتهت أعمال النسخة السادسة و التي بقي منها واجب ( كتابة نص يصلح كفيلم قصير ) ليتولى فريق سومر تجسيده على الشاشة ... و هذا حديث آخر سنكون على موعد مع ورقته التعريفية الخاصة به .... كل الحب .. و مزيد الفخر و الاعتزاز بكم يا قااااامة شامخة ... أحبكم كما تعرفون جيداً .
صباح الخير ... على بركة الله مع جلستنا الصباحية و التي أستهلها بــ :
1- انهيت ما لدي من الورقة التعريفية .
2- واجبنا هو ما طلبناها بصدد الشخصيات الرئيسة .
3- ما زلنا نستقبل نصوص الأفلام القصيرة .
4- كذلك للذين لم ينجزوا مختصرات الرواية .. يمكنكم نشر المختصرات متى أردتم لتنتقلوا بعدها لواجب الشخصيات في الفقرة 2 أعلاه .
أتمنى على أحدكم أن يقوم بواجب الضيافة لنشحن أجواء الورشة و ننعم بشيء من الدفء ... حواراتكم : اشتقتها
صباحكم توكل و رحمة ..
صباحكم ياسمين
اكثر رواية دخلت لقلبي وقرأتها تقريبا 30 مرة ... هي رواية جمرات من ثلج لمها خيربك :)
الرواية تميل للانسانية جدا تتحدث عن ما خلفته وقائع الحرب بين اسرائيل وجنوب لبنان ..
امرأة لبنانية دكتورة جامعية عزفت عن الزواج من اجل استقلاليتها ..
ولكنها في صرع ذاتي بين الانا والانا كما تصفه
تشاهد كل يوم رجل اربعيني كما تظنه يقف في ذات المكان يراقب شيء ما ..
تشك بأنه جاسوس .. تتعرف عليه وتعرف انه مهتم بها لأنه يراها حلاً لقضيته التي هي ايجاد ابنه الذي فقده في واقعة 67 في جنوب لبنان ..
ثم يضطر اخيها الى القيام بعملية قلب في امريكا والقدر يجعل من طبيبه ابن ذلك الرجل الاربعيني :)
............
المختصر المفيد
واريد اشيد انه هاي الكاتبة راقية بتجسيد الحدث انصحكم بقراءة الرواية
بالنسبة للتفاصيل المتعلقة بالرواية قرأتهة قبل سنتين وفقدت الكتاب للاسف .. اعتذر عن هذا الواجب :) سأعمل ع الواجب الجديد