"تعطيل الدوام" .. البيان الحكومي الخاطف لقلوب العراقيين
الثلاثاء 23-2-2016
السومرية نيوز/ بغداد
لم تقتصر العطل المتنوعة والكثيرة في العراق، على المناسبات الوطنية والدينية فحسب، بل امتدت الى الأوضاع الاستثنائية، وما أن يهطل المطر حتى ترتفع أكف دعاء العراقيين، ليس طلباً للرزق بل رغبة بعطلة ينعمون بها بالراحة.
الجميع متسمرون أمام شاشات التلفاز، وأيديهم لا تكاد تفارق الهواتف الذكية، وفضاء تعبيرهم الأبرز، هو موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" الذي يشتعل بالتعليقات التهكمية وتبادل المعلومات فيما إذا منحت عطلة عاجلة نظراً لتعذر الخروج بعد طفح الشوارع، وهناك أيضا تطبيق "فايبر"
إلا أن أمنيات العراقيين، أمس، خابت لأن العطلة المرتقبة لم تعلن كما كانوا يتوقعون، ليخرجوا صباحاً تحت زخات المطر مضطرين، وأعينهم ترنوا الى مزيد من العطل، ولسان حالهم يقول "ما أحلى الجلوس في المنزل، وتناول الرغيف الحار مع الجبن بعيداً عن العمل!".
وبات من الشائع أن العراق يحتل المركز الأول في عدد العطل في العالم، ويطال التأثير السلبي لهذه العطل القطاعات الرئيسية، أبرزها التعليم، لأن ما يتلقاه الطلاب خلال العام الدراسي هو ضئيل وغير كافٍ لتطوير مهاراتهم، نتيجة كثرتها.
تأثير سلبي
ويمتد هذا التأثير السلبي إلى القطاع الاقتصادي، إذ حذر اقتصاديون عراقيّون من إصابة الاقتصاد الوطني بـ"الكساد"، بسبب كثرة التعطيل، وفي هذا السياق، يقول الخبير الاقتصادي باسم جميل أنطوان، إن "العراق يخسر 150 مليار دولار سنوياً بسبب العطل، أي ما يعادل المليار دولار في اليوم الواحد".
ويضيف أنطوان في حديث لـ السومرية نيوز، إن "كثرة العطل وتكرارها من شأنه التأثير سلباً على القدرة الإنتاجية للعامل أو الموظف العراقي، فضلا عن انه أمر معرقل لعملية التنمية"، موضحا أن "العطل في ظل المجتمعات الإنتاجية تلحق ضرراً بالاقتصاد وتؤثر على الناتج الإجمالي المحلي".
ويوضح أنطوان، أن "العطل مضرة بالنسبة للقطاع العام، إذ أن معدل عمل الموظف في القطاع 17 دقيقة يومياً وإنتاجيته متدنية جداً، لذلك فإن القطاع الإنتاجي الصناعة والزراعة والسياحة والخدمات شبه مشلولة".
وبين أنطوان، أن "تأثير العطل على الناتج الإجمالي قليل ولا يشكل عبء، لكنه بشكل عام معرقل للعملية الإنتاجية"، لافتا الى أن "تأخير انجاز المعاملات والوقت الذي يبذله المواطن في المراجعات يعد كلفاً إضافية ويوثر على الاقتصاد بشكل عام".
أعين ترنو لمزيد من العطل
"لا شيء يختطف قلوب العراقيين وأسماعهم، أفضل من عطلة مفاجئة"، هكذا تقول غيداء سعد 44 عاماً، موضحة أن "السير في الشوارع الموحلة والطافحة بمياه الأمطار كابوس لا يخفف روعه إلا عطلة مفاجئة".
وتلقي سعد باللائمة على سوء الخدمات والفساد الذي يتسبب بجعل الأمطار "نقمة وليس نعمة"، مبينة أن "الإنسان بطبعه يميل الى حب الراحة والعطل، خاصة إذا كان لها سبب مقنع، لأن أضرار الخروج ربما تكون أسوأ من خسائر العطلة".
إن العطل في العراق تعد أكثر الأمور التي يحبها العراقيون حباً جماً ولا يختلفون عليها بمختلف طوائفهم ومسميتاهم، وتأثيراتها واضحة للعيان.
http://www.alsumaria.tv/news/160660