بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
في إطار ما قمت به _ المؤلف _ من تحقيق للعثور على المسائل والمطالب المميزة فيما يخص فضائل ومصائب واستشهاد الصديقة الزهراء عليها السلام صادفتني جملة فذة ورائعة عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم مفادها ان (( ابنتي فاطمة ملجأ الناس )) وقد دونا هذه العبارة على عدة رايات من بين مئات الرايات التي نصبناها في الشوارع والميادين ووضعناها في الاماكن المناسبة ومنها في مجلس العزاء المقام في بيت الزهراء عليها السلام الخاص بنا وفي اليوم الاخير لمجلس العزاء وبعد تقديم وجبة الطعام رأى احد المخلصين في طريق خدمة السيدة الزهراء حيث استلقى نائما بعد الظهر رأى في منامه ان خدام النهضة الفاطمية ينزلون الاعلام ويجمعون وسائل العزاء ويضعونها في مكا خاص بينما كانت سيدة جليلة تشرف على هذه العملية بشكل دقيق ....
قال الرجل صاحب المنام : فطلبت منهم ان يعطوني الراية التي كتبت فيها عبارة ( ابنتي فاطمة ملجأ الناس ) ولكن السيدة الجليلة قالت : نريد ان نحتفظ بهذه الراية لمجلس عزاء السنة القادمة .
فاضطرب الرجل صاحب الرؤيا شيئا ما وتساءل عن علاقة هذه السيدة الجليلة بالمنزل الذي يقام فيه المجلس فقال لها بلهجة تفوح منها رائحة الانتقاد : واين كنتِ حتى الان ؟ فأجابته السيدة الجليلة : لقد كنت احرس البابين واستقبل الزائرين والحاضرين واشكر لهم حضورهم .
ولكن الرجل حينما استيقظ من نومه استولى عليه القلق والاضطراب لما بدر منه من سوء وادب وغفلة واخذ يعتذر من مقام الصديقة الزهراء عليها السلام وفي السنة التالية اوصيت _ المؤلف _ بإعداد اعلام ورايات كثيرة من تلك التي كتبت عليها العبارة المذكورة ونصبها في اماكن مختلفة من المدينة و وضع علمين في قاعة مجلس العزاء .
وبدأ مجلس العزاء وانقضت ساعات على المراسم , فجاء شخص وقال : لماذا لم تنصبوا الراية المكتوب عليها _ عبارة بالفارسية تعني : ( ابنتي فاطمة ملجأ الناس ) . فقلت لقد نصبت رايتان فكيف ذلك ؟ قال : رأيت في عالم الرؤيا من يقول بأن هذه الراية لم تنصب .
فقلقت لذلك وذهبت بنفسي لتفقد المنازل الثلاثة التي يقام فيها مجلس العزاء وحقا لم أر أثرا للرايتين اللتين كان من المفروض نصبهما ومع اعلان الاعتذار والاسف لمقام سيدة نساء العالمين عليها السلام قمنا بنصب الرايتين في مكانين مناسبين ومميزين اذ كانت احداهما قد نصبت مقابل منبر الخطيب في صدر المجلس بحيث تلفت الانظار اليها ..
وجاء اليوم الاخير للمجلس وبدا عدد من الشعراء ومداحي اهل البيت عليهم السلام بقراءة المراثي والعزاء في وقت الظهر وبعد اقامة صلاة الجماعة ولكنهم ضمن اشعارهم تناولوا عبارة شعرية مشهورة ولكن مع الاخذ بنظر الاعتبار اللغوي كان يبدو منها الانحراف العقيدي فعلت همهمة تهاجم هذه العبارة بينما دافع عنها اخرون فشعرت فجاة ان استمرار البحث في هذا الموضوع قد يخرج بجو المجلس عن حالته المعنوية والروحية ...
وفي حالة انقطاع تامة اتجهت بقلبي الى الصديقة الزهراء عليها السلام وسالتها العون والمدد ثم قصدت المنبر لادعو الحاضرين الى وضع حد للنقاش لئلا يتعطل المجلس وبشكل معجز وغير قابل للتصور وجدتني انسى كل ما كنت عزمت على التحدث به وذلك حينما اقتربت من المنبر وكأن ذاكرتي قد غادرتني ولكنني حينما اردت التحدث وقعت عيناي على الراية المكتوب عليها ( ابنتي فاطمة ملجا الناس ) فعزمت من فوري على التحدث عن قصة هذه الراية فحدث تحول عجيب في جو المجلس .. حتى كان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قد بعث من قبره الشريف ليخاطب الحاضرين ويقول : (( ابنتي فاطمة ملجأ الناس ))
فتهاطلت الدموع من العيون وعلا نداء : يا زهراء يا زهراء يا زهراء , ثم قرأت جملة من الادعية وعاد الجو الى حالته الطبيعية واستولى الجو الفاطمي الملكوتي على القلوب والمشاعر واصبح من المؤكد ان جميع هذه الوقائع المتصلة بالراية الفاطمية المشار اليها كانت محط عناية والطاف السيدة الزهراء البتول عليها السلام ..