الجلسة الأولى من مجمع خلقيدونية (8 أكتوبر 451)
إذ بطأ القضاة يعلنون نظام أعمال المجمع انبرى فستسبينوس (باسخاسينوس) المندوب الروماني يقول: [لدينا قرارات من كلى الطوبى، الرجل الرسولي، أسقف مدينة روما، رأس كل الكنائس، بأن ديسقورس ليس له موضع في المجمع، فان عارضها يلزم طرده خارجا. نحن ملتزمون بطاعة هذا الأمر. لذلك فليأمر سموكم بأن يخرج وإلا رحلنا نحن] (2). عندما سأل القضاة، ماذا فعل ديسقورس مخالفا للقوانين أجاب مندوب روماني آخر: [لقد وضع نفسه في مركز قاض، وأدار مجمعا دون استئذان الكرسي الرسولي، الأمر الذي لم يحدث قط ولا يصح أن يحدث] (3).
أما الاتهامات التي وجهت ضد القديس ديسقورس، فهي:




1- رئاسة مجمع أفسس:

واضح أنه ليس اتهاما حقيقيا، لكن محاولة من روما لفرض سلطة على الكنيسةالجامعة، الأمر الذي لم يقتنع به القضاة المدنيون. واضح بطلان هذا الاتهام، لأن الذي دعي له هم الأباطرة ورسائلهم لا زالت محفوظة، ولأن لاون نفسه أرسل مندوبين غضبوا لأن الطومس لم يقرأ ولم يعترضوا على عقد المجمع، أخيرا فان القديس ديسقورس كان معه رئيسان آخران معينان من قبل الإمبراطور.

2- قصة الأوراق البيضاء:

قال اسطفانوس أسقف أفسس أنهم ألزموا بالتوقيع على أوراق بيضاء باستخدام العنف. ويظهر بطلان هذا الاتهام من أن يوسابيوس أسقف دوريليوم لم يشر إلى ذلك في التماسه للإمبراطور مع أنه كان حاضرا المجمع. لو أن هذه القصة صادقة لماذا لم نسمع عنها خلال العامين السابقين للمجمع حتى من مساندي طومس لاون؟! هذا ولما سألهم القديس ديسقورس بخصوص تسجيل أعمال المجمع اعترفوا بأن كل أسقف كان يصحبه كاتب، وأنه توجد نسخ متعددة. ويظهر بطلان هذا الاتهام، عندما سئل الأساقفة عن حرمهم لفلابيانوس، اعتذروا مرتين: "كلنا أخطأنا، نسأل العفو"، ولم يقولوا أنهم قد وقعوا بيضاء. هذا وجاءت الأقوال متضاربة في أمر قصة الأوراق البيضاء، كما لام القديس ديسقورس علانية الأساقفة الذين أدعوا هذا الأمر أنه يجب أن يكون الأسقف شجاعًا لاسيما حينما يوقع بخصوص الإيمان الثمين (4).

3- تبرئة أوطيخا:

قيل أن أوطيخا كان كذابًا، هذا ليس ذنب القديس ديسقورس الذي أعلن بوضوح في مجمع خلقيدونية أنه لا يبالى بالأشخاص بل بإيمان الكنيسة.

4- إدانة فلابيانوس ويوسابيوس:

سأله القضاة كيف برأ أوطيخا الذي لم يقبل صيغة "إعادة الاتحاد لسنة 433 م." بينما حرم كل من فلابيانوس ويوسابيوس. هنا أثيرت المشكلة الرئيسية، فأوضح القديس ديسقورس ان القديس كيرلس تسنده كتابات القديس أثناسيوس يرفض صيغة "طبيعتين بعد الاتحاد". وإذ تحدث عن "الطبيعة الواحدة" صرخ بعض الأساقفة "أوطيخا يقول هذا، ديسقورس يقول هذا". هنا أوضح القديس: [لسنا نعنى اختلاطًا ولا امتزاجًا ولا تغييرًا. من يقل بالاختلاط أو التغيير أو الاختلاط فليكن اناثيما] (5)، كما أوضح أنه لا اعتراض له على القول "من طبيعتين بعد الاتحاد"].
هنا أعلن الحكم بواسطة القضاة المدنيين بعزل ستة أساقفة المسئولين عن مجمع أفسس الثاني من بينهم القديس ديسقورس ويوبيناسليوس وتلاسيوس.
عند ختام الجلسة وعلى خلاف ما دبر بابا لاون كعمل رئيسي للمجمع قرر القضاة بأن مناقشة الإيمان المستقيم تتم في الجلسة التالية، وان كل مندوب يمكن أن يقدم بيانا إيمانا مكتوبا مع مراعاة أن الإمبراطور يؤمن بما يتفق مع قوانين نيقية والقسطنطينية وكتابات الآباء القديسين: غريغوريوس وباسيليوس وهيلارى وابروسيوس ورسالتي كيرلس (2، 3) اللتين قبلهما مجمع أفسس الأول. ملاحظة هامة: لم تقرأ الرسالة الثالثة في مجمع خلقيدونية بما فيها من الحرمانات الاثني عشر]، وأيضًا طومس لاون.