النتائج 1 إلى 3 من 3
الموضوع:

النص الإبداعي والذات الواقعية ..... الشاعر ألفريد سمعان أنموذجاً

الزوار من محركات البحث: 94 المشاهدات : 983 الردود: 2
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من اهل الدار
    فــــوبيا
    تاريخ التسجيل: September-2010
    الدولة: البصرة
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 3,899 المواضيع: 296
    صوتيات: 9 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 3559
    مزاجي: كما تريد
    المهنة: عامل تنظيف دردشة
    أكلتي المفضلة: عيناكِ
    موبايلي: آيفون
    آخر نشاط: 8/December/2020
    الاتصال: إرسال رسالة عبر Yahoo إلى فوبـــيا

    النص الإبداعي والذات الواقعية ..... الشاعر ألفريد سمعان أنموذجاً

    نجد في شعر ( ألفريد سمعان ) إجابات تسعى لكشف ما هو مخبوء تحت مسميات نفسية واجتماعية وذاتية وغيرها من الإجابات التي تعطينا فرصة للتأمل في القدرة المتجلية في مستويات نصه الشعري وبخاصة الجوانب الدلالية .
    ومن هنا باتت فاعلية نصه الشعري مقتربة كثيراً من ذاتيته الموسعة ( المنتج والوسط والايدولوجيا ) ، الأمر الذي ليجعل من العمل الأدبي برمته إنعكاساً لواقع معين(1) ، وبهذا انعكست هذه التلازمية عبر همها الإبداعي – الجماعي لتشكل بعداً قصدياً على وفق البنية الاجتماعية الذاتية بدلالة الأفق الاجتماعي على حد تعبير ( غادامير )
    النص الإبداعي والذات الواقعية
    إن تعامل الشاعر ( ألفريد سمعان ) مع نصوصه الإبداعية يشكل صورة إشهارية تنم عن أطار إيديولوجي على وفق رؤيته للوجود ، فهو يرصد التكثيف الأساسي لوعي الحياة عبر نصه الشعري ، حين يقول في قصيدته ( مراحل في دروب الأحلام ) :
    حزمت في ليل الأسى حقائبي
    آتٍ وإن تثاءب الموعد
    وأضناني السهر
    آتٍ وساعة السفر
    تومض دون موعدٍ
    كالريح
    كانتفاضة البركان .... كالطر
    إن هناك تفرداً في قرار الشاعر يوحي بما ينسجه من علائقية مع نفسه في محاولته للبحث عن الإجابات بعيداً عن الالتواءات النصية ، الأمر الذي يجعل من نصه نصاً صافياً لا عكراً ، وفي هذا الإطار نفهم أن نتاجه الشعري كان وما يزال أسير هويته الذاتية المعاصرة .
    وفي ظل هذه التوافقات بين الذات المنتجة والذات الواقعية التي تحاول المثول بصورة واقعية ، وهذا يبرز لنا في القصيدة نفسها :
    صوتي على أرصفة المخاض
    نجمة الخلاص
    صرعة الجياع
    جرح القافلة
    دمي على أصابع الجلاد
    في أثوابه السوداء
    رفض واتهام
    وفي كل الأحوال التي يوجه الشاعر فيها تساؤلاته ، فإنه يعمل على انبثاق معادل موضوعي لمجموعة من الرؤى تتضمن موقفاً وسلسة من الأحداث بمثابة الصيغة التي توضح فيها رؤاه وأدلجته الذاتية الواقعية(3) ، وفي خضم هذه الرؤية يتصدر التكثيف النصي لديه ، ليقدم دلالة واقعية ، ففي قصيدته ( في البيت الخطئية ) ، نجد معلماً ذاتياً يعتمد بالأساس على الوعي الدلالي ليظهر بنية إشهارية تتحول إلى آلية امتناع :
    طرق الشرطة باب الدار
    لاشيء جديد
    إبر النحل على سفح الورود
    رحلة العميان في غاب النهود
    أطفئ الأنوار ....يا مرجان
    ما في البيت زائر
    انتظر سوف يمرون
    إن خلق الحالة الدلالية التي ينطلق منها الشاعر في رؤيته للعالم ، إنما ينطلق من خلال وعي الذات وما يتبعها ، فهو يكمل قصيدته هذه ليقول :
    لم تزل في الدار أقدام غريبة(3)
    بعضها يمضي كمحراث عتيق
    بعضها يطلق نقرات رتيبة
    بعضها يلهث في صمت الطريق
    وبقاياها
    تمطّى في الأسرة
    إن المنطلقات السوسيو- ثقافية تأتي بمثابة التعزيز لتوجيهه الشعري ، وكأنها مسؤولية ملقاة برحابة في نصه الإبداعي ، فالنص عنده يتماشى مع الإبلاغية التي يتوخاها(4)
    ومما يرصد – أيضا – أن الذاتية الواقعية لدى الشاعر لم تقتصر على الثيمات الموضوعية بل تجاوزت ذلك لتتضمن مفردات بعينها بات يستخدمها الشاعر في معجمه الشعري .
    فيما يتعامل الشاعر مع نصوصه على وفق تجلي ذاته الواقعية بكل ما يحمل من رؤى وأفكار ، ليقدم رؤيته للعالم التي ارتبطت بالوعي الذي يحمله ، وهو و إن كان في بعض نصوصه غزلي ، إلا أنه لا يعبأ أن يطرح أبعادا تشكل أفكارا وثيمات يمكن أن ينطلق فيها المتلقي في محاورة النص الشعري ، وفي ضوء ذلك نجد قصيدته ( أشرعة ملونة ) :-
    يجوب الصباح على
    الطرقات
    ويحمل أطيافه في خشوع
    يبارك كل اللذين
    أزاحوا طقوس الضلالة
    بالتضحيات
    وكل اللذين
    يلوذون في واحة الانتظار
    ولا يجهلون بأن المسيرة
    تدرك
    سر النجاح
    ففي هذا النص يؤسس الشاعر نموذجية موضوعية عبر اتخاذ الطيف التأويلي الذي شكل إزاحات دلالية يتلقاها القارئ لينتمي إلى النص بوصفه منتجا ثانويا .
    و أما في قصيدة ( ضلال مورقة ) نجد أن هناك رؤية انتمائية تحاور ذائقية المتلقي في معرفة الوجود(5) والبوح بأسرار لطالما أخفاها الشاعر ، ولكنه في الوقت نفسه يحاول تجسيدها بعيدا عن الإلصاقية أو التعميم :
    عصفت به الرغبات
    يدفن سره المكبوت ما بين
    المواسم
    العابرون تفرقوا
    بين الخمائل والشرفات
    وفي قصيدة ( المكتب ) نرى أن هناك توسيعا للخوف والجرأة والهموم وغيرها ، مما يشكل أفقا جماليا يكاد يصل راح مستوى الفرادة بالنسبة لنصوص الشاعر :
    عطش الرقابة
    يختفي الأمل المؤجل
    والهموم
    وما جرى
    أو ما سيجري
    وما تنضح به الجراح
    أو ما أضاف الراحلون
    من التقاليد الجريئة
    والمسافات البعيدة
    أو لهاث الشوق ...
    والعبرات
    وباقة الحزن الموزع في
    الضلوع .
    فالملاحظ في نصوص الشاعر أن هناك ثيمة موضوعية تؤكد النسق اللفظي التراتبي الذي بدوره يحيل إلى صورة إشهارية تكاد تكشف عما يسمى بالخطاب الاشهاري(6) أو أن هناك محاولة من الشاعر في جعل الاتصال الاقناعي يأخذ دوره وحداه بينه وبين المتلقي عبر مكونات التأويل والدلالة ، وكأنما هناك افتراض من النصوص على الثيمة الموضوعية المؤدلجة .
    إن تجسيد الأبعاد الواقعية كفيلة بأن تعطي تفسيرات لأسئلة الوجود ، هذه الأسئلة لا يعرضها الشاعر بقصد بيان حقيقة كونية ، وإنما بقصد تبيان الرؤى الانتمائية التي تسهم في أنتاج الإبداع(7) فهو – مثلا – في ( مراحل في درب الآلام ) يقيم رابطا موضوعيا بين عنوان النص وما يراه في تجربته الذاتية التي تمخضت عن ألم مرحلة معينة ، وأما في قصيدته ( الرحلة ) فنجده يحاول استنطاق المحسوسات في هذه الانتمائية الواقعية الرؤيوية ، ليؤكد أن التلازم بين أفكاره ونصه الشعري يبنى على وفق ثيمة عنواناتية دقيقة :-
    تموز نار .... والشتاء عواصف
    تطفئ مصابيح الأمل
    والواحة الخضراء نائية المزار
    تنام على الجبل
    و إذا ما كان الشاعر قد عمل إلى بث التجربة ضمن تنسيق خاص لمفردته الشعرية ، فإن مدركاته قد عملت على الانصات إلى مفردات تنم عن رؤياه (8)، وعلى وفق هذا يستخدم مفردات ( النازحون ، الرابضون ) ففي ( القمة الخامسة ) يقول :-
    والشمس والموج العصوف
    وثأر أبنائي ... وأمي
    والنازحون إلى المتاه بدون ذنب
    دون اثم
    و الرابضون على الصخور
    مع الضياع بدون نوم
    إن بنية المفردة التي يشتغل على وفقها الشاعر قد مكنته من إقامة علائقية بين المظهر الإفرادي والمظهر الدلالي ، فهو لم يجعل المتلقي لنصه يتيه بل يصمد إلى إقامة تواشجية بين اختياره للمفردات وبين الرؤية التي يحملها على وفق الانتمائية والواقعية ، وهذا من أبرز الدلالات أو الأسباب التي عملت على تكريس شعرية الوضوح لدى الشاعر

    الهوامش

    1. ينظر : منهج الواقعية في الإبداع الأدبي ، د. صلاح فضل ، الهيئة المصرية للكتاب ، القاهرة ، 1978 : 128 .
    2. ينظر : سياسة الشعر ، أدونيس ، دار الآداب ، بيروت ، ط / 2 ، 1996 : 67-68 .
    3. الشعر والفكر المعاصر ، د. عناد غزوان ، وزارة الإعلام ، بغداد ، 1974 : 9 .
    4. ينظر : مستقبل الشعر وقضايا نقدية ، د. عناد غزوان ، دار الشؤون الثقافية ، بغداد ، ط / 1 ، 1994 : 39 .
    5. ينظر : النص الشعري ومشكلات التفسير ، د. عواطف جودة نصر ، الشركة المصرية العالمية للنشر ، 1996 ، 96 وما بعدها .
    6. ينظر : الصورة الإشهارية ، آليات الإقناع والدلالة ، سعيد بنكراد ، المركز الثقافي العربي ، المغرب ، ط / 1 ، 2009 : 146- 147 .
    7. ينظر : جماليات الشعر من القراءة إلى التأويل ، ذياب إبراهيم شاهين ، دائرة الثقافة والفنون ، الشارقة ، ط / 1 ، 2011 : 70-71 .
    8. ينظر : ثورة الشعر الحديث ، عبد الغفار مكاوي ، الهيئة المصرية للكتاب ، القاهرة ، 1973 : 88 .
    9. مجاميع الشاعر كافة .

    ..........................
    أ.د فهد محسن فرحان
    أستاذ النقد الحديث بكلية الآداب في جامعة البصرة

    التعديل الأخير تم بواسطة فوبـــيا ; 12/July/2012 الساعة 1:11 pm
    اخر مواضيعينداء الصوفيّ الأخيرإلى صديقي الذي شربه النهردعوة للتجريبنصتهنئة

  2. #2
    من أهل الدار
    المتماهي
    تاريخ التسجيل: September-2010
    الدولة: ميسان
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 30,883 المواضيع: 301
    صوتيات: 90 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 31880
    المهنة: دكتوراه/ نقد حديث
    موبايلي: Ultra s24
    مقالات المدونة: 130
    قراءة نقدية متميزة .. من ناقد أقل ما يقال عنه أنه من العيار الثقيل جدا .. الأستاذ الدكتور فهد صاحب رؤية ولغة نقدية معروفة أمداء تأثيرها في المشهد النقدي .. إستمتعت وأنا أتأمل .. أقرأ لقراءة القراءة .. شكرا لك أستاذنا العزيز سراج .. وألف تحية لأستاذنا الفاضل .. الناقد الدكتور فهد محسن فرحان .. كل الود .. وتقييم مستحق وبجدارة

  3. #3
    من اهل الدار
    فــــوبيا
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شيفرة دافنشي مشاهدة المشاركة
    قراءة نقدية متميزة .. من ناقد أقل ما يقال عنه أنه من العيار الثقيل جدا .. الأستاذ الدكتور فهد صاحب رؤية ولغة نقدية معروفة أمداء تأثيرها في المشهد النقدي .. إستمتعت وأنا أتأمل .. أقرأ لقراءة القراءة .. شكرا لك أستاذنا العزيز سراج .. وألف تحية لأستاذنا الفاضل .. الناقد الدكتور فهد محسن فرحان .. كل الود .. وتقييم مستحق وبجدارة

    محبة أيها الثابت الرؤية على زحاليفها ....

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال