وسط الغرفة المعتمة يجلس عالقا بين جدران وحدته، ينظر بأزدراء الى بقعة الضوءتعكس صورة ظله المصلوب على الحائط،ينفر من وجوده في ذات المكان، ربما يخشى ان يقاسمه كأسه ،أو ربماخشية
أن يدس أنفه فيما لايعنيه،لكنه في قرارة نفسه يجتاحه
مزيج من الاحساس بالأحتقار والخوف من الأعتراف بأنه هو من تعلق على الجدار بهيئة رجل اعزل، نكس رأسه على استحياءمن حقيقته وما آلت اليه الامور من فوضوية وسط غرفة حقيرة تعم بالفوضى والعتمة ، راح يفرك عينيه الحمراوتين ،يتحرك الى مصدر الضوءالمنحسر من فوهة مصباح صغير على منضدة تعج بالفضلات ، يمد يده نحو المصباح وكأنه وجد حلا لطرد الاخر من المكان وضع يدة المهزوزة على الزر وراح يوجه الحديث الى الاخر الملتصق بالجدار بهدوء
ايها الغبي ،لك أن ترحل بهدوء وتتركني وشأني ،أرحل فقط _
لكن الاخر لم يحرك ساكنا !، أعاد الكرة مرة أخرى بصرامه هذه المرة
ألم أقل اأنك غبي ، ستجبرني على أطفاء النور وتعم الظلمة المكان ، أهذا ماتريده حسنا ، أفضل الظلمة على أن أصاحبك
ضغط الزر ،عم الظلام المكان تمر الدقائق ثقيلة ،يحبس أنفاسه ،تتكالب الافكار والهواجس على رأسه المتعفن، لم يعد يحتمل ،يعود الى ضغط الزر مرة أخرى يعود الضوء والظل ايضأ
أعاد الامر مرات ومرات ،طق... طق... طق... طق، لكن لم يغير من الامر شيئا ، كلاهما يختفيان ويعودان وكأنهما متفقين ،
مازال يسمر نظره صوب الجدار وكأنه يتابع فلما سينمائيا ، يدب اليأس الى نفسه يحدث نفسه
_ظل حقير خير من عتمة ووحدة !،أخشى أن أموت وحيدا في العتمة
صرخ على الاخر
_لك أن تبقى دون أن تزعجني بسخافاتك
يدير ظهره ،يملئ كأسه ،يرتشف منها قليلا ،يغمض عينيه يغط في سبات عميق دون ان يبالي للاخرالذي ظل واقفا ، يأمل ان يأتي الصباح والدخيل قد غادر دون رجعة