.
ما إن ترى ورقاً يقعُ على الأرضِ كالطائرةِ فإن ذلكَ ينبئك بالخيبة
.
.
شمّاعة ملادةٌ على الجدار
وزمجرةُ الأطيافِ الموغلةِ في البعد
توخزُ ضميرَ الوحشة بأثيرٍ حالم
حنينها الذي يفترُ في كيانها يشقُ صمتَ مضجعها
تخلجُ ما في الرّوحِ تعضُ بالدفء
تجهضُ جدرانها تمضي فلا تغتسل
تخبرُ نفسها الصاخبةَ فتنقادُ الجوارحُ فيها
كاللسعةِ التي تسري في جسدها تنسابُ كأشدّ ما ينسابُ في الماء
إستنامت يدها الناعمة بضراعةِ ما للمذاقِ العالقِ بأحلامها الوثيرة
بلذيذِ خيبتها كالقفصِ تغفو ساعة الافلات كالغروب
بهدوءِ ستائرها المنسدلة ما عافت كل شفيف سلوى
تحطُ رحالها لحظة في الأرضِ بأعمدة ضوء تختبئ
الضوءُ الخائفُ من أسرابِ الورق
من مدادِ السقوط المتطاير
وشغاف قرطاسها السابق ماعاد يتكورُ تحت ذراعها الآن
تحلقُ في البعضِ كالطائرِ المُثقل
ترسمُ بعمرِ شوقهِ للسماء تحاولُ أرغامه
تختزنُ عطشاً تذكرُ أباها طفلةً يداعبها
في كتابها المتوهجِ بالحبّ تخلصُ مُجهدةً كما لو تخلصتْ من دبوس شعرها
تستظلُ بالصور لا تفلتْ أطيافاً مليئة بالبياض
أن تصلَ من غيرِ طريق مضطرب
من غيرِ تعرجِ بالنور