TODAY - 01 July, 2010
اتهامات لشركة بريطانية برشوة مسؤولين عراقيين لبيع وقود سام
يعتقد أن المادة السامة لا تباع سوى في العراق
يواجه الرئيس التنفيذي السابق لشركة كيماوية بريطانية الترحيل الى الولايات المتحدة، بعدما اعترفت شركته بدفع رشاوى بقيمة مليون دولار إلى مسؤولين عراقيين، من أجل بيع وقود سام في العراق وذلك وفقاً لتقرير نشرته صحيفة الجارديان.
وبحسب الصحيفة، عمد بول جينينجز، الذي شغل منصب الرئيس التنفيذي لـ"أوكتيل" حتى العام الماضي، وسلفه دينيس كيريسون، إلى تصدير أطنان من رصاص تترا إيثيل (تي إي إل) إلى العراق. وهي مادة ممنوع استخدامها للسيارات في الدول الغربية، لما تلحقه من ضرر بأدمغة الأطفال.
ولفت التقرير إلى أن العراق ربما يكون الدولة الوحيدة التي ما زالت تضاف فيها هذه المادة إلى الوقود.
وفي سياسة مدروسة هدفها زيادة الأرباح، أقرت الشركة أخيراً بأن مدراء من "أوكتيل" التي تغير اسمها إلى "إينوسبيك"، دفعوا رشاوى بملايين الدولارات الى مسؤولين في العراق وإندونيسيا لاستخدام رصاص تترا ايثيل، على رغم مخاطره الصحية.
وسيط لبناني
وأضافت الـ"جارديان، أنه جرى ترحيل أسامة نعمان، وهو وسيط للشركة لبناني الجنسية، إلى الولايات المتحدة. وتم التوصل الى تسوية هذا الأسبوع بأن يقرّ بالذنب ويتعاون مع الادعاء الأمريكي.
وعلى رغم أن إدارة العدل الأمريكية تولت القضية، إلا أن مكتب الاحتيال الخطر، يرغب في تولي الملف.
وتؤكد الـ"جارديان" أن الادعاء الأمريكي يتهم مسؤولين في وزارة النفط العراقية بتلقي رشاوى بريطانية على مدى الغزو للعراق وحتى العام 2008.
ونقلت الصحيفة عن نائب وزير النفط العراقي أحمد الشمّة، قوله إنه سيحقق في التهم، نافياً بشدة تهمة قضائية طالته وقالت إنه ذهب في عطلة إلى تايلاند.
وأكد شمّة أنه لم يزر يوماً تايلاند وأن الوسيط المتورط في القضية الموقوف حالياً في الولايات المتحدة، قد يكون من احتفظ بالمال المفترض لنفسه.
وورد اسما جينينجز وكيريسون في البيانات القضائية لوزارة العدل الأمريكية، والتي تتولى وتتوسع في تحقيقات بالفساد قد تقود إلى ترحيل جينينجز الى الولايات المتحدة، وفقاً لما نقلت الـ"جارديان" عن مصادر قضائية.
وفيما قال جينينجز الذي استقال من الشركة في العام 2009 إنه لا يملك الحرية للتعليق على التهم، نفى كيرينسون، الذي غادر الشركة قبل خمس سنوات، أن يكون ارتكب أي خطأ، متهماً الشركة بالايقاع به وأخذه كبش فداء.
ووافقت الشركة على دفع غرامة متواضعة بقيمة 40 مليون دولار. واعتبرت ان المسألة تشكل "فصلاً يؤسف له من تاريخنا" وأن "لا شيء من هذا القبيل سيحدث مرة أخرى".
وتلقى جينينجز وكيريسون، كل على حدى، ملايين الدولارات كتعويض من الشركة. واشترى الأخير مزرعة لانتاج النبيذ قرب كايب تاون في جنوب أفريقيا.
ويقول الادعاء الأمريكي ان الرشاوى للعراق تم الاتفاق عليها بين عامي 2001 و2003، عندما كان كيريسون رئيساً تنفيذياً لـ"أوكتيل"، وجاء في وثيقة قضائية أن "شركة إنوسبيك أقرت بأن رئيسها التنفيذي السابق وافق على دفع الرشاوى"، الأمر الذي نفاه كيريسون.