عندما يمتزج الحب بالكلمات.. قصص عشق روائيين وأدباء لم يمحها التاريخ
عندما يمتزج الحب بالكلمات.. قصص عشق روائيين وأدباء لم يمحها التاريخ
كل قصص الحب رائعة، لكنها تكتسب طابعاً خاصاً إذا كان أبطالها يستطيعون التعبير عنها وهذا الذي يجيده الأدباء بشكلٍ خاص.
إليكم أشهر قصص حب، كان أبطالها أدباء وروائيين.
كنفاني وغادة السمان وتحدي المجتمع
جمع الحب بين الروائي غسان كنفاني وبين الأديبة غادة السمان، بعد أن تقابلا مرّة في جامعة دمشق.
تقابل الصديقان في حفلٍ بالقاهرة، وهناك توطّدت علاقتهما لتصل إلى حالة الحب، والتي صدر عنها رسائل حب هي أصدق وأروع ما كتب على لسان أديبين عربيين.
واجه الحبيبان مشاكل عديدة، ولم تكلل قصة حبهما بالزواج بسبب اغتيال جهاز الموساد الإسرائيلي لكنفاني في العام 1972 في بيروت.
بعد عشرين عاماً على وفاة كنفاني، نشرت غادة الرسائل التي أرسلها كنفاني لها، والتي تختلط فيها الصداقة العميقة بلغة العصر وأوجاع الزمن، والرسائل الموجودة منشورة الآن تحت عنوان "رسائل غسان كنفاني إلى غادة السمان".
وإليكم جزءٌ منها:
"أعرف أن الكثيرين كتبوا إليك، وأعرف أن الكلمات المكتوبة تخفي عادة حقيقة الأشياء خصوصاً إذا كانت تُعاش..وتُحس وتُنزف على الصورة الكثيفة النادرة التي عشناها في الأسبوعين الماضيين… ورغم ذلك، فحين أمسكت هذه الورقة لأكتب كنت أعرف أن شيئاً واحداً فقط أستطيع أن أقوله وأنا أثق من صدقه وعمقه وكثافته وربما ملاصقته التي يخيل إلي الآن أنها كانت شيئاً محتوماً، وستظل كالأقدار التي صنعتنا: إنني أحبك.
الآن أحسها عميقة أكثر من أي وقت مضى، وقبل لحظة واحدة فقط مررت بأقسى ما يمكن لرجل مثلي أن يمر فيه ، وبدت لي تعاساتي كلها مجرد معبر مزيف لهذه التعاسة التي ذقتها في لحظة كبريق النصل في اللحم الكفيف"
مي زيادة وجبران والحب الأفلاطوني
بينما كان الأديب الشهير جبران خليل جبران في أوج شهرته في مدينة نيويورك، أرسلت له الفتاة مي زيادة الفلسطينية صاحبة الـ 26 عاماً رسالة إعجاب في العام 1912.
ورغم إبداء مي معارضة رأي جبران في الزواج، إلا أن هذه الرسالة لم تكن الأخيرة بينهما، إذ رد عليها جبران بعد ذلك وأرسل لها إحدى رواياته، وتوالت الرسائل بينهما، حتى تحولت إلى قصة حب.
ورغم عدم مقابلة جبران لمي طوال حياتهما، إلا أن العلاقة توطدت إلى علاقة حب أفلاطونية، فبعد وفاة جبران في العام 1932، أدخلت مي إلى «مستشفى الأمراض العقلية» مدة تسعة أشهر، ثم خرجت بعد أن احتجّت الصحف اللبنانية.
بلقيس ونزار ووساطة الحزب البعثي
وقع حب بلقيس في قلب نزار قباني عندما شاهدها لأول مرة في إحدى القاعات التي كان يلقي فيها الشعر عند زيارته إلى بغداد في ستينيات القرن العشرين، حيث انبهر بجمالها الأخاذ.
تمر الأيام ويتقدم نزار لخطبة بلقيس، إلا أن والدها لم يوافق بسبب مجموعات نزار الغزلية، فيغادر نزار العراق خائباً، لكن ظلت بلقيس في مخيلة نزار، حتى عاد مرة أخرى إلى العراق في مهرجان المربد الشعري وكتب قصيدة مطلعها:
مرحباَ يا عراق، جئت أغنيك.. وبعض من الغناء بكاء
أكل الحزن من حشاشة قلبي.. والبقايا تقاسمتها النساء
بعد هذه القصيدة، تعاطفت الدولة والشعب العراقي مع قضية نزار وتولّى بعض القادة البعثيين خطبة بلقيس من أبيها، وكان على رأس الوفد الحزبي الذي ذهب إلى بيت الراوي في «حي الأعظمية» لطلب يد بلقيس، وزير الشباب الشاعر شفيق الكمالي، ووكيل وزارة الخارجية آنذاك الشاعر شاذل طاقة.
مريد البرغوثي ورضوى عاشور
لم يعرفا أن لقاءهما الأول على أحد سلالم جامعة القاهرة، سيكون بداية لقصة حب تستمر 45 عاماً.
استمرت اللقاءت بين الحبيبين حتى انتوى مريد التوجه إلى والد رضوى لخطبتها، فقوبل برفض، وفي هذا يقول ابنهم الشاعر تميم البرغوثي
أمي وأبويا التقوا والحر للحرة
شاعر من الضفة برغوثي واسمه مريد
قالوا لها ده أجنبي، ما يجوزش بالمرة
قالت لهم يا عبيد اللي ملوكها عبيد
من امتى كانت رام الله من بلاد برة
يا ناس يا أهل البلد شارياه وشاريني
من يعترض ع المحبة لما ربّي يريد".
مرت علاقة رضوى ومريد بالعديد من العقبات، لعل أبرزها وأصعبها على كليهما كان حينما أبعد البرغوثي عن مصر في فترة حكم الرئيس الراحل أنور السادات بسبب اعتراضه على زيارة السادات إلى إسرائيل، وظل ممنوعاً من دخول مصر لمدة 17 عاماً وهو ما أحدث تشتتاً كبيراً لأسرتهما.
توفيت رضوى بعد صراع مع المرض في 30 نوفمبر 2014، لكنها لم ولن تموت في مخيلة مريد وابنها تميم.