لم تكنِ القواتُ الامنيةُ العراقيةُ قادرةً على مواجهةِ العجلاتِ المفخخةِ "المدرعةِ" التي استعملَهاداعش بعدَ العاشرِ مِن حَزيرانَ العامَ الفينِ واربعةَ عشر وسيطرتِه ِعلى العديدِ من المدن... كُلُّ ما كانت تمتلكُهُ القواتُ العراقيةُ في ذلك الوقتِ هو قذائفُ الـ"ار بي جي سفن" الروسيةُ الصنعِ وهو سلاحٌ يبدو انه اخفقَ بشكلٍ كاملٍ في مواكبةِ التعديلاتِ التي اجراها مسلحو داعش على اساليبِ تدريعِ المركبات.
منظومةُ الكورنيت هي سلاحٌ صُمِّمَ وصُنِعَ في روسيا لمواجهةِ المركباتِ عاليةِ التدريعِ في حلفِالناتو، خاصةً دباباتُ القتالِ الرئيسةُ لدولِ الحلفِ من فئةِ "أبرامز" امريكيةُ الصنع.
يمتازُ صاروخُ الكورنيت بتعدُّدِ روؤسِهِ الحربيةِ والتي تنفجرُ على مرحلتينِ، ما يسمحُ باختراقِ التدريعِ العالي للمركباتِ والمواقعِ المحصنةِ ببحواجزَ خرسانيةٍ او رمليةٍ والتي تتراوحُ سماكة جُدرانِها بين مئةٍ الى ثلاثمئة سم.
الكورنيت الذي دخلَ الخدمةَ في الجيشِ الروسي عامَ الفٍ وتسعمئةٍ واربعةٍ وتسعين ينطلقُ بسرعةِ ثلاثمئة وسبعينَ مترًا في الثانية من منصاتٍ محمولةٍ على الكَتِفِ او عَلَى عرباتٍ مدرعةٍ او ذاتِ الدفعِ الرباعي.
ليست الآلياتُ المدرعةُ والدباباتُ والسياراتُ والملاجئُ الرمليةُ والكونكريتيةُ ابرزَ اهدافِ منظومةِ الكورنيت، فصواريخُها قادرةٌ على تدميرِ المروحياتِ والطائراتِ الحربيةِ المحلّقةِ بارتفاعٍ منخفض.
مدى الكورنيت يتراوحُ بينَ مئةِ وخمسينَ مترا قد تشكّلُ عمليةُ اصابةِ الهدفِ فيها خطرًا على الرامي وعشرةُ كيلومتراتٍ هي الحدُّ الاقصى لاصابةِ قاتلةٍ تشلُ حركةَ المركبةِ المدرعة.
يعتمدُ نظامُ الدفعِ في الكورنيت على الوَقُودِ الصُلْبِ بمخرجينِ للعادمِ ما يمنحانَهُ ميزةَ الدورانِ حولَ نفسِهِ، وهو ما يزيدُ استقرارَهُ خلالَ الطيران، وزُوِّدَ الكورنيت بتقنيةِ التتبعِ الآلي للهدف، ما يجعلَهُ قابلًا للاستغناءِ عن التدخلِ البشري أثناءَ عمليةِ التوجيه.
ويُعَدُّ الكورنيت من الاسلحةِ المكلفةِ خلالَ العملياتِ العسكريةِ حيثُ يصلُ سعرُ الصاروخِ الواحدِ منه الى نحوِ خمسةٍ واربعين الفَ دولارٍ نظرًا للتكنلوجيا العاليةِ المستخدمةِ في تصنيعِه، في حينِ ان حجمَهُ لا يُعَدُّ كبيرًا حيثُ يبلغُ طولُهُ مئةً وعشرين سم ووزنُهُ تسعةً وعشرين كغم من ضمنِها راسٌ متفجرٌ وزنُهُ سبعةُ كغم.
بالطبع التكلفةُ العاليةُ لاستخدامِ الكورنيت من قِبَلِ القواتِ العراقيةِ لا تعادِلُ ايَّ خسائرَ ناتجةٍ عن اختراقِ كتائبِ داعش للاحزمةِ الامنيةِ وتسببُها في اضرارٍ بشريةٍ وماديةٍ يصعبُ تجاوزُها، وهو ما دفعَ الحكومةَ العراقيةَ لتوسيعِ عملياتِ شرائِهِ وتوزيعِهِ على الفِرَقِ القتاليةِ الخاصة، بشكلٍ مكّنَها من شلِ حركةِ مسلحي داعش في مناطقِ الصراع.
المصدر
www.alsumaria.tv