آباء الكنيسة وما يسمى بـ"التربية الدينية"
* الأب يحيا العقيدة الأرثوذكسية في توازن، أي أن يختبر واقعية وغنى الحياة الأرثوذكسية وتقديسها لظروف الإنسان وتكريس هذه الظروف كلها لله، دون أن تعوق حيوية جانب من جوانب الحياة أو تتفوق على حساب جانب آخر.
* وكمثال لهذا، فالكنيسة قديمًا رأت من خلال الآباء أن تبنى الكنائس بالفن المعماري الكنسي المميز.
والذي ظل محتفظًا بأصالته في الكنائس القديمة إلى الآن. وتبع ذلك الفن المعماري الكنسي فن الأيقونات الذي استخدم الألوان والفرشاة للتعبير عن الحقائق اللاهوتية. وهكذا قدمت الكنيسة "كتابًا مفتوحًا لإيماننا ليقرأه من لا يعرف القراءة " كما قال أحد الآباء.
* وأيضًا، تناول الآباء ورقًا وقلمًا وألفوا السيمفونية الجديدة وصنفوا تعليم الآباء المكتوب والمنطوق بصورة ألحان جديدة وترانيم جديدة بأوزان وطرائق تثير النفس لأن تتعبد وتتخشع في حضرة الله.
* ثم أخذت الكنيسة، من خلال الآباء أيضًا، الزهرة من البستان وصنعت منها بخورًا زكيًا وأعطته للإنسان لتعلمه ما هي الصلاة وماذا يعنى الفرح الروحي، وماذا تكون رائحة المسيح الزكية.
* وأخذت الشمع من خلايا النحل وصنعت منه الشمع، لتعليم الإنسان ماذا يكون "نور المسيح" الذي "يشرق" على الكل.
* وأخذت الخيوط ونسجت منها الملابس الكهنوتية البيضاء لتبين كيف يمكن أن يتبارك التراب إذا توشح بالقداسة والنقاء. وهكذا جعلت الكنيسة من الكون كله هيكلًا مقدسًا لله.