بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين

لو سألنا أنفسنا السؤال البديهي التالي:
نحنُ نحبُّ مَن؟
- مهما تعدّدت الإجابات عن السؤال، واختلفت زوايا النظر إليه، فإنّها لا تتعدّى الإجابات التالية:
نحنُ نحبُّ مَن؟

1- مَن يحسِن إلينا ابتداءً، وله الفضل علينا في أكثر من مجال.
2- من يسامحنا ويصفح عنّا إذا أخطأنا بحقِّه، ويرحم نقاط ضعفنا.
3- مَن يتفقّدنا في جميع الأحوال: في الصحة والمرض، في الفقر والغنى، في الغياب والسفر... إلخ.
4- مَن يعلِّمنا ما لا نعلم، ويرشدنا إلى ما يُصلحنا، ويهدينا إلى ما خيرٌ لنا.
5- مَن يقابل إساءتنا بالإحسان.
6- مَن يعطينا أكثر من استحقاقنا، وأحياناً بدون استحقاق، ويُضاعف لنا العطاء على العمل الصغير.
7- من يمتلك صفات ومواصفات جديرة بالحب والإنجذاب والتعلّق.. صفات كمال نفتقر إليها، ويمكن أن نستكمل بها نقصنا من خلال الاقتداء بها.
8- مَن لا يقطع الصلة معنا حتى ولو قطعناها معه.
9- الصادق معنا دائماً في أقواله وأفعاله ووعوده.
10- الذي لا يتخلّى عنّا في الشدائد والمآزق والمواقف الحرجة.. لا يخذلنا ولا يُسلِّمنا إلى الأعداء، وينصرنا إذا احتجنا إلى النصر، ويغيثنا إذا استغثناه.
11- الذي يكون معنا أينما كنّا: في اليقظة والنوم، والإنكسار والإنتصار، والوحدة والجمع.. في السجن، وفي الحرِّية.. حيثما نكون.
12- مَن يؤنسنا ويُسعدنا بصحبته.. لا يملّنا ولا يُعْرِض بوجهه عنّا، متى أتيناه رأينا بابه مفتوحاً ويديه مفتوحتين.. لا يتعذّر عن مقابلة، ولا يقصِّر في الإستجابة لطلب.

إنّ حبيباً بهذه المواصفات العالية لا يوجد في دنيا الحب إلا في نموذجين اثنين فقط لا غير:
الأوّل: الله تبارك وتعالى بما يحمل من أسماء حُسنى وصفات جلال وكمال وجمال هي عين ذاته، أي أنّها (مطلقة).. كلٌّ منها مكتنز بمعناه حدّ الامتلاء.
الثاني: مَن تحوّل من الناس إلى حقيقة هذه الأسماء والصفات، متخلِّقاً بها، ومتوسِّلاً بها للوصول إلى الغاية القصوى للكمال، ليكون من أهل الله، وأحبّائه، وأصفيائه، وعمّاله وجنوده وحزبه، أي أنّ غاية الحب بالنسبة لغير الحبيب المثالي هي بلوغ درجة (التخلّق بأخلاقه).