من الصعب أن نسمع عن رجل عانس فالعنوسة تعبير ملتصق بالأنثى المتأخرة عن الزواج والبعض منا يكره تلك التعبير المسمى بالعنوسة ويعتبره نظره متدنيه للمرأة الغير متزوجة والحقيقة أنه لم يكن سوى تأخر وصول ابن الحلال وتعددت الأسباب والأقوال من ناحية هذا الموضوع فالانثي وحدها غير مذنبة في جعل من نفسها متأخرة عن قطار الزواج فالعوامل المحيطة بها تسهم في ازدياد العنوسة كالعامل الأسري أو العامل المادي أو أحوال وظروف البلاد والآن عزيزتي حواء نتجول عبر بلاد العالم التالت لنتفقد نسب تأخر الزواج ونأخذ لمحة عن العوامل المؤثرة في تأخره
نبدأ ببلد الجمال لبنان تصل فيها نسبة الزواج الى 15% وهذا يعنى أن نسبة العنوسة تصل الى 85%نسبة عالية جدا وننتقل لسوريا التى ازدادت فيها نسبة العنوسة في الاونة الاخيرة بسبب الحرب حتى وصلت الى 70% وهي نسبة قابلة للزيادة لما تمر به البلاد ورغم ارتفاع نسبة الجمال بالبلدين الا أنهما لم ينجيان من تأخر الزواج وان كان يدل على شىء فيدل على أن الجمال وحده لايقف أمام شبح العنوسة فكم من جميلات تخطين الاربعين دون زواج
وعن العراق تمربظروف مشابة لسوريا معرضة أيضا لأرتفاع نسبة تأخر الزواج في الفترة القادمة وتبلغ النسبة الحالية 70% وهذا لسقوط صفوف الرجال في صراعتها السياسية وعن أم الدنيا مصر تصل بها النسبة الى 40% أي 8 ملايين عانس و النسبة على وشك الصعود لما تنتظره من صراعات داخلية وظروف اقتصادية منخفضة أما عن فلسطين أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين فتعتبر الاستثناء الوحيد بالعالم التالت فرغم احتلالالاراضي واختلال الاقتصاد تتضائل فيها نسبة العنوسة بشكل كبير فلا تتعدي 7% فالفلسطينيون يعتبروا الزواج السبيل الوحيد لبقاء الوطن
وعن خليجنا العربي ترتفع به نسبة تأخر الزواج رغم اعتدال الظروف الاقتصادية فتصل النسبة في الامارات الى 75%وعن بلد بيت الله الحرام تصل فيها النسبة الى 45% ولا تتجاوز النسبة ال 30% في البحرين وترجع هذه النسب الى ارتفاع المهور وتكاليف الزواج حسب الاعراف الخليجية
أما المغرب العربي وشمال افريقيا تتصدر الجزائر المقدمة بخمسة ملايين عانس وتليها المغرب بأربعة ملايين وتختمها لبيا ب300 ألف عانس وهذه النسب معرضة للصعود لما تلاقه البلاد من تراجع الاحوال الاقتصادية
وبعد هذه الجولة السريعة تظهر أمامنا الرؤية الى أن السبب الرئيسي لتأخر سن الزواج في العالم التالت يرجع الى الاحوال السياسية التي تؤثر بشكل مباشر على الاحوال الأقتصادية العائدة على الاحوال المادية للبلاد وتبقى في النهاية كلمة النصيب المسكن لأوجاع العنوسة