يمكن أن يحدث لنا موقف بسيط عن طريق الصدفة يغير مجرى حياتنا ويجعلنا ننظر إلى الأمور من جانب أخر، هذا ما حدث مع السيدة الإنجليزية هامبتون التي كتبت عبر حسابها الخاص بفيس بوك قصة غيرت نظرتها للحياة وجعلتها أكثر تنظيمًا لتضع أطفالها في الخانة الأولى في قائمتها، وحازت تلك القصة على إعجاب الآلاف حتى الصحف والمجلات بدأت في الاتصال مع هامبتون لنشر قصتها عبر صحفهم.
ذات الشعر المجعد
بدأت هامبتون القصة قائلة:"طوال عشر سنوات ماضية، كنت أقود سيارتي كل صباح من توريكو لأعبر فوق جسر شيلدون وهذا هو طريقي للعمل، ومعظم الأيام كنت أصادف امرأة جميلة بشعر أشقر مجعد، بدأ نظري يلتفت لتلك المرأة حينما كانت تأخذ ابنتها الكبرى إلى المدرسة الابتدائية، وكانت حينها تحمل أحد أطفالها على صدرها وتدفع عربة الاثنين الآخرين، وكان جروُ العائلة الصغير يرافقهم هذا الطريق كل صباح، وأصابتني الدهشة من السعادة التي كانت باديةً على أطفالها، ووجهها الذي لا يعرف طريق الكلل والملل، وبعد رؤية هذا المشهد كل يوم كنت أتابع الرحلة إلى العمل وأنا أشعر بحزن لأني تركت المربية تقوم بكل هذه الأشياء مع أطفالي بدلاً مني، لأني شعرتُ بأنه يجب أن أعمل"
نظرة مختلفة
تابعت هامبتون حديثها :"هذه السيدة جعلتني أدرك أن العائلة لها الوقت الأكثر والعمل له الوقت الأقل، وأتعلم تنظيم الأمور أكثر، ومررت بجانبك اليوم، ورأيتك تقبلين ابنتك على جبينها، ابنتك التي أتذكر كيف كانت صغيرة وصارت صبية الآن، ورأيت كلبك يمشي ببطء بجانبك لأنه أصبح كبير الآن، وأتخيل أطفالك الآخرين الذين كبروا ويذهبون الآن إلى المدرسة الإعدادية دون مرافقتك".
شكر خاص
قدمت هامبتون الشكر لملهمتها ذات الشعر المجعد قائلة :"أردت أن أكتب هذا، على أمل أن يصلك ، لأقول لكي شكراً... بفضلك أنت قلَّصت ساعات عملي لأقضي المزيد من الوقت بجانب عائلتي، وأقوم كل يوم بتوصيل أطفالي للمدرسة، وأطبخ الكعك لهم ليأخذوه معهم إلى المدرسة وكم وأحب هذه الأشياء البسيطة، فمن الجميل أن ترى 30 ثانية من حياة شخص تحبه كل يوم".
رد السيدة ذات الشعر المجعد
فوجئت هامبتون بتلقي رسالة عبر هاتفها من السيدة ذات الشعر المجعد وجاء في الرسالة :" مرحباً، أنا السيدة ذات الشعر الأشقر المجعد!! يا إلهي... يا له من كلام رائع، يسعدني أني صنعت فارق في حياتك حتى بدون أن أدري، ليس لدي أي حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، لكني سمعت بمنشورك من أشخاص آخرين... هاتفي لا يتوقف عن الرنين!!!".
وتابعت :"أنا مندهشةٌ أنك لاحظت هذه التغيرات في عائلتي على مدار السنوات أقطع جسر شيلدون كل يوم منذ عام 2003 مع بوريس، الكلب الذي يبلغ من العمر الآن 11 عام، ويجد صعوبةً في مشوارنا الصباحي، لدي خمسة أطفالٍ يذهبون إلى المدرسة (الثلاثة الأصغر لا زالوا يذهبون إلى المدرسة الابتدائية)، أما الكبيران فيذهبان إلى المدرسة الإعدادية بمفردهما، مثلما توقعتي في منشورك.
تمسكي بالذكريات الجميلة التي تصنعيها مع أطفالك لأنه سيأتي اليوم الذي لا يسمحوا لكي بإيصالهم إلى المدرسة إلى الأبد... قريباً سينتهي هذا كله. شكراً جزيلاً لأنك سمحتِ لي أن أكون جزءاً من رحلتك، وقومي بالتلويح لي حين تمرين بقربي!!
وختمت حديثها:" إذا أردتي مشاركة أصدقائك هذه الرسالة عبر مواقع التواصل الاجتماعي فافعلي، هذا رقم هاتف زوجي لأن هاتفي لا يقوم بإرسال رسائل بهذا الطول".