يعصرني الحنين إليكَ،
يبترني كوحشةٍ مُزمنة ، ويحقن ضمور الوريد برقصة المطر الريّانة
يندلع مع موت الحجر،
وقيامة سواقي الشعور من تحت صدأ العمر الصارخ نمارق الضلوع ..
لاعودة لي من منفى يخْتمني بهويتي الضائعة منذ آخر شهقة هجرت صدري ..
يكشف عورة ساقي الأعرج ؛
ليُطبّب جُرح خطو النبض المُتعثّر في الوطن المزيف ..
منفى ’’ يُشعل في أكوام ترابي رنين السنبلات الخُضر في صباحات
لم يجافيها الندى بعْد ..
يُبسمل لونَ دمائي في مطلع فجرٍ رطيبٍ ، يُسقطني من هوة العتم بجذبةٍ
تُفصِح عن ثغر نورٍ يرقرق جوى الأحداق الذابلات
بكل ماأوتيَ من لطف ..
أيّ دفء يقصف قفل أزرارهِ بحُرقة النأي في أزمنة الخراب ..!!
يتطاير بارتعاشاتي في ضمة من حريرٍ حافية النهايات ،
ويسبّ لعنة البرد المتجذر شرفات القلب الكليم ..
يُقامر بعتيق أنفاسي المُلبّدة بالليل المتوعك بالأنين ،
ويغمس أوركيد الحلم في رئة تتسع للجنون
كغمد سيف مُعطّل ..!!
أيها الربيع المحتفي بالوجع الشهي ’’
عطرك يختزل الوقت ..
يجلد فصول الصمت الجرداء ببسالة عاشق أضناه الحرمان ''
وكحضن أم يهشّ الخوف عن الأكباد الصغيرة ،
يُمدّد ارتباكةَ أصابعي على وتر تحنانهِ المشدود ،
يمتدّ غابات من الشوق ورغبة لوزية اللُبّ ، كتسابيح الروح ..
فاقترب وقاسمني فُتات الخبز قبل أن يعلو الغبار نزيف ندائنا ،
ويُدفن الجوع حياً ،
تعالَ قبل أن تتجمد في منعطفات الريح شمسنا ..