فهي تحدثنا عن مدي روعة الصداقة وكيف يمكن للصديق ان يخون صديقه لمجرد ارضاء شخصا اخر ، تحكي هذه القصة ، انه كان هناك شجرة تدعي شجرة جامون كانت على ضفة النهر، وكانت هذه الشجرة مليئة بالفواكه الحلوة والناضجة على مدار السنة كلها ، وكانت هذه الشجرة موطنا لقرد وحيد ، ولكنه بالرغم من وحدته الا انه استطاع ان يعيش ايامه بسعادة عن طريق اللعب والقفز واللهو ، وبالطبع الاكل من فواكه شجرة جامون الحلوة .
وذات يوم، جاء الي الشجرة تمساح ، واقترب من النهر لاتخاذ بعض الراحة تحت شجرة جامون ، وعندما رأه القرد اقترب منه قائلا " ايها التمساح ، هذه الشجرة هي بيتي ، وطالما انت جئت تحت شجرتي فانت بذلك ضيفي ، تفضل بعض الفواكه " وبالفعل التقط القرد بعض الفواكه وقام بتقديمها الي التمساح ، احب التمساح ثمار هذه الشجرة فكان طعمها لذيذ للغاية .
واصبح كل من التمساح والقرد اصدقاء ، وجاء المساء وشكر التمساح القرد كثيرا علي حسن استضافته ، واخذ التمساح يأتي كل يوم للشجرة ، واصبح كل منهما اصدقاء حميمين ، واخذوا يتحدثون كثيرا ويستمتعون سويا بأكل الفواكه كل يوم ، مما جعل التمساح يستأذن القرد صديقه في بعض الفواكه لزوجته لكي يأخذها لها الي البيت ، وبسعادة غامرة سمح القرد له بأخذ ما يريد من الفواكه لزوجته .
وبالفعل اخذ التمساح بعضا من الفواكه الي زوجته ، وروي لها قصة صداقته مع القرد الذي يعيش على شجرة جامون ، وبفرحة غامرة قامت زوجة التمساح بأكل تلك الفاكهة الحلوة ثم قالت لزوجها التمساح "يا عزيزي، هذه الثمار الحلوة مثل الرحيق ، واذا كان هذا القرد يأكل هذه الفاكهة كل يوم، فانا اتساءل بيني وبين نفسي ، انه سيكون الذ طعما من هذه الفاكهة " ثم طلبت منه الزوجة طلبا غريبا ، فاخذت تقول له " اريد منك احضار قلب هذا القرد لي " ، وهنا اصيب التمساح بالدهشة عند سماع كلام زوجته هذا ، قائلا لها "يا عزيزتي، انا لا يمكنني ان اقتل هذا القرد او حتي خداعه ، فهو صديقي الحميم وليس من العدل ان نفكر في مثل هذا الشئ " .
وهنا اخذت الزوجة تتوسل زوجها التمساح ان يقوم باحضار قلب القرد لها ، وعندما فشلت في اقناعه ، توقفت عن تناول الطعام تماما ، وقالت له انها ستموت لو رفض التمساح طلبها هذا ، لم يكن للتمساح اي خيار اخر سوي الخضوع لرغبات زوجته ، وعلي الرغم من انه كان في شدة حزنه ، الا انه وضع خطة لقتل صديقه القرد .
وفي صباح اليوم التالي ، ذهب التمساح الي الشجرة التي يسكنها القرد ، قائلا للقرد " يا صديقي القرد ، احبت زوجتي الفواكه كثيرا ، كما انني حكيت لها عن مدي صداقتنا ، مما جعلها متوقة الي رؤيتك ، وغاضبة كثيرا مني لانني لم ادعوك في بيتنا من قبل ، لذلك فانا ادعوك الي بيتنا لتناول العشاء ، واتمني ان توافق علي عرضي هذا .
قبل القرد عرض التمساح بدون اي تفكير ، ولكنه اخذ يفكر قائلا للتمساح " كيف لي ان اذهب الي منزلك ايها التمساح ، فانا لا اجيد السباحة " ، وهنا رد عليه التمساح قائلا له " يمكنك الجلوس على ظهري يا صديقي ، وانا سوف احملك الى بيتي" ، وهكذا جلس القرد علي ظهر صديقه التمساح بكل ثقة ، ودخلوا معا الي مياه النهر .
وحينما وصلوا الي المياه العميقة حيث كان يخطط التمساح لقتل ، وفي الوقت نفسه ، بدأ القرد يشعر بالخوف الشديد ، فكانت المياه حوله في كل مكان ، لذلك ناشد صديقه التمساح ان يتحرك ببطء ، في هذه اللحظة، عرف التمساح ان خطته قد نجحت ، فكان القرد تحت سيطرته تماما ، واعتقد ان القرد لا يمكنه الهرب منه حتى وان كشف خطته، وهنا بدأ التمساح ان يفصح عن نيته للقرد قائلا "ايها القرد، في الحقيقة، انني آخذك معي الان لجعل زوجتي سعيدة ، فهي تود ان تأكل قلبك ، فهي تعتقد انه من المؤكد ان قلبك طعمه افضل من ثمار شجرة جامون " .
عندما سمع القرد هذا الكلام ، قلق كثيرا ولكنه لم يصاب بالذعر ، فبدلا من الاستسلام ، بدأ يقول للتمساح " ياصديقي ، لماذا لم تقل لي هذا من قبل ، فان كنت قلت لي سابقا كنت قد لبيت طلب زوجتك بالتأكيد ، وكنت احضرت قلبي بدلا من تركه في جحري هناك في الشجرة ، دعنا نعود لاحضاره لزوجتك " .
وهنا التمساح الاحمق صدقه بكل سهولة ، واستدار لكي يرجع به مرة اخري الي الشجرة لاحضار قلبه من الجحر كما زعم القرد ، وبمجرد وصولهم ، قفز القرد مسرعا من خلف ظهر التمساح ، وصعد عاليا الي الشجرة هاربا منه ، فاستطاع ان ينقذ نفسه من مخطط التمساح الشرير .
وعندما تأخر القرد علي النزول ، سأله التمساح " لماذا كل هذا التأخير ، فزوجتي تنتظرنا " ، وهنا رد عليه القرد قائلا " يا صديقي الجاهل ، كيف يمكن للمرء ان يترك قلبه خارجا وابقائه في جحر شجرة ، انت بالفعل مغفل للغاية ، انت قمت بخداعي لقتلي، وفي المقابل انا قمت ايضا بخداعك لك لانقاذ نفسي ، فليكن هذا درسا لك لكونك صديق مخلص جدا ، والان اذهب بعيدا عن هنا ، واياك والعودة الى هنا ثانية " ، عرف التمساح انه قد خدع، وشعر بالخجل الشديد من افعاله تجاه القرد الذي كان اعز اصدقائه والذي فقده للابد ، وذهب التمساح بعيدا عن الشجرة .