العديد من انواع الضفادع والبرمائيات الاخرى في جميع انحاء العالم على شفا الانقراض، وظلت الاسباب بعيدة المنال، ولكن استطاعت العديد من التقارير اظهار الاسباب وهي اكثر تعقيدا في الواقع ، ويقول الباحثين إن البحث عن العامل المسبب قد يفشل حل المشكلة اذا لم تنظر في مجمل الاسباب – فهذا يمكن ان تجعل الامور اسوأ، وقال الباحثون ان انخفاضات البرمائيات ترتبط بشكل كبير بقوى الطبيعية مثل التنافس والافتراس، والاستنساخ والمرض، فضلا عن الضغوط التي يسببها الإنسان مثل تدمير اماكن تواجد البرمائيات، والتلوث البيئي، وتغير المناخ ، ومع كل هذه التغييرات الهائلة في المائة سنة الماضية ، لا تتطور البرمائيات بالسرعة الكافية لمواكبتها .

وقد صمدت البرمائيات في جميع انحاء العالم لحوالي 400 مليون سنة، واستمرت خلال العصور الجليدية، وحتي خلال ارتطام الكويكبات، وخلال عدد لا يحصى من التغيرات البيئية والمناخية الاخرى ، ولكنهم لا يستطيعون مواجهة ضغوط الانتقاء الحديثة المرتبطة بالنشاط البشري .
وفي السنوات الاخيرة، دعا العديد من العلماء الي حماية البيئة وقد عملوا على زيادة الوعي العام للانخفاض العالمي في اعداد البرمائيات ويبقي السؤال لماذا البرمائيات في تراجع ، وتبقي الاجابة هي ان هناك خليط معقد من العوامل وراء اختفاء البرمائيات وتشمل :
* لدي البرمائيات جلد حساس والذي يمتص بسهولة السموم من بيئتهم المحيطة ، وبالتالي يكون لديهم قليل من الدفاع ، ومع الاسف يمكن ان تقع فريسة لحيوانات مفترسة ، كما انهم لديهم بعض الامراض المعدية مثل الفطريات وحيدة الخلية .
* تعتمد البرمائيات على الموائل البحرية والبرية في اوقات مختلفة خلال دورة حياتها، وإذا كان عدد البرمائيات في الانخفاض، فمن المرجح ان اماكن تواجدهم تعاني من مشكلة ما ، فتدمير اماكن معيشتهم لها اثار مدمرة فمثلا اي تغييرات تحدث لتصريف المياه ، او هيكل الغطاء النباتي فهذا بالطبع يؤثر علي قدرة البرمائيات علي البقاء والتكاثر .
* الإفراط في استغلال البرمائيات بشكل غير قانوني، فتعاني الكثير من البرمائيات في بعض اجزاء من العالم من تراجع لانهم وقعوا فريسة لتجارة الحيوانات الاليفة او انهم يتم حصادهم للاستهلاك البشري .
* الاستخدام الواسع للمبيدات والسموم ، فكل من المبيدات الحشرية ومبيدات الاعشاب، والمواد الكيميائية والملوثات الاصطناعية الاخرى قد تؤثر بشكل كبير علي اعداد البرمائيات ، ففي عام 2006، اكتشف العلماء في جامعة كاليفورنيا، ان هناك خليط من المبيدات يسبب تشوهات البرمائيات، والحد من نجاح عملية الإنجاب لديهم ، مما يلحق الضرر ، وزيادة التعرض للامراض المختلفة مثل التهاب السحايا الجرثومي .
* اثار الاشعة الفوق بنفسجية تلعب دورا ايضا وراء تراجع اعداد البرمائيات ، فيعتقد العلماء ان بعض المركبات الموجودة في الاسمدة الزراعية والمبيدات الحشرية، تعمل علي تراجع العديد من السكان البرمائيات في الولايات المتحدة وغيرها من البلدان على نطاق واسع، فقد اثبتت العديد من الدراسات ان عند عمل محمية لبيض البرمائيات من انواع معينة من الاشعة فوق البنفسجية، كان لديهم نسبة نجاح اكبر لعملية الفقس، وقد اظهرت العديد من الدراسات ان الاشعة فوق البنفسجية قد لا تقتل اجنة البرمائيات ولكن قد تسبب تشوهات في النمو وتغيرات في السلوك .
* المنتجات الكيميائية مثل النترات والنتريت المستخدمة في الزراعة والصناعة تلوث اماكن البرمائيات ، مما تتسبب في اضرار محتملة حادة للنظم الإيكولوجية، فعلى سبيل المثال، زيادة تركيز النترات في المياه السطحية على الاراضي الزراعية بسبب مصادر عديدة قد يكون خطر على العديد من انواع الاسماك والحيوانات الاخري الموجودة في الحياة البرية، وحتى البشر .
* ارتفاع نسبة الحموضة في المياه العذبة عن طريق الامطار الحمضية، او ذوبان الثلوج الحمضية، او وسائل اخرى للتلوث قد تكون ضارة على نمو البرمائيات والتنمية ، فقد تواجه البرمائيات التشوهات الخلقية وزيادة الوفيات بسبب هذه الحموضة .
* زيادة مستويات الضوضاء يمكن ان يتسبب في انخفاض اعداد الضفادع والعلجوم فهم حساسين لاي صوت خارجي ، فقد تكون الضوضاء سببا وراء تراجع البرمائيات علي نطاق واسع